الثلاثاء 30 ابريل 2024

تجنبوا الحب المشروط لأطفالكم


تجنبوا الحب المشروط لأطفالكم

28-8-2022 | 08:55

طبيبك الخاص
من المؤكد أن تربية الأبناء بطريقة جيدة وسليمة تتطلب فى الأساس أن تُبنى على أسس علمية تضمن لهم حياه جيدة تُشعرهم بالاتزان النفسي والجسدي. وهذا أكثر ما يهم الآباء والأمهات. فالتربية السليمة ليست عملية هينة بل تتخللها بعض الصعوبات التي يمكن التغلب عليها بالعقل والمنطق السليم. وهنا من الضروري أن ننبه الآباء والأمهات بأن يبتعدوا عن بعض الطرق الخاطئة فى تربية الأطفال، طرق تستعرضها معنا الدكتورة أميمة السيد، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية والتربية. السخرية، هي العبارة التي تبدأ بها الدكتورة أميمة السيد حديثها معنا وتفص لبقولها : عندما نسخر من الطفل نرتكب خطأ كبيرا. خطأ يقع فيه الأب أو الأم أو حتّى المدرس المسئول عن التربية فكل واحد منهم يتحمل وزر السخرية من الطفل المتلقي وكذلك الصبي المتلقي والشاب المتلقي. هذه السخرية عندما يكبر الطفل ويصل سن المراهقة، تخلّف مزيدا من مشاعر العداء والدوافع السيكوباتية تجاه من سخروا منه لذا يجب على القائمين على عملية التربية أن يشجعوا الطفل عندما يقوم بشيء إيجابي وهذا يعطي الطفل ثقة فى النفس ويعزز من دوره فى المجتمع. نفس الأمر، علينا – والكلام لاستشاري التربية- أن لا ننهر الطفل وأن لا نقلل من شأنه ومن شأن الشيء الذي أخطأ فيه، عندما يرتكب خطأ ما . فهذا الشيء قد يكون ذا قيمة كبيرة فى نفس الطفل، وبالتالي على الآباء والأمهات أن يُجنبوا أطفالهم الشعور بالإحباط والدخول فى صراع نفسي. وتتابع: على المُربين أن يوضحو الخطأ والصواب للطفل بهدوء من دون التهكم عليه لأن التهكم يجعل منه شخصية مهزوزة وغير إيجابية فى العائلة والمجتمع. الدكتورة أميمة السيد توضح أن “الحب المشروط فى تربية الأطفال” هو خطر كبير جدا وخطأ كبير فى تربية الأطفال فعلينا أن نحب أطفالنا بشكل لا محدود ونقدم لهم الدعم والمساندة العاطفية فى كل الأوقات، فهذا الحب المشروط ونضرب عليه مثال ( لو شربت اللبن سوف تحصل على كذا، وإذا لم تشرب سوف تتعرض لكذا) يخلق ف المستقبل شخصية متمردة فى كل شيء وقد تخلق منه شخصية مُكابرة لديها رغبة فى الحصول على شيء ما لكن يرفض أن يأخذه فهذا يضيّع عليه فرصا كثيرة فى الحياة. وتنصح السيد المُربين أن يظهروا كل الحب لأبنائهم وأن يظهروا الاحتواء العاطفي اللازم فى الوقت المناسب وأن نعلم الأطفال كيف يعبرون عن حبهم وكيف يُظهرون هذا الحب للآخرين. وتستطرد : علينا أن نعلم أبنائنا كيف يفرقون فى التعبير عن الحب بين شخص وآخر، كأن يفرق الطفل بين التعبير عن حبه لزميله الولد فى المدرسة وبين التعبير عن حبه لزميلته فى نفس المدرسة، وهذا يتم باتباع لأساليب الجيدة والاحتواء الجيد لطفلك بدون شرط ومن الممكن ان نُبرز له النقاط الجميلة والأخلاقية الموجودة داخل شخصيته من خلال الحديث عنها فهذا يدعم الطفل عاطفياً وتربويا وبالتالي نعزز فيه الصفات الجميلة التي نريده أن ينشأ عليها وهذا يجعله شخصا مختلفا تماما عن شخص تربى على الحب المشروط. الدكتورة أميمة السيد تحذر من الضرب والإيذاء البندي كأحد أخطاء التربية لأن التعدي البدني علي الطفل يعني أنك تُخبره أن من حقك ضربه لأنك شخص تفوقه فى القوه أو فى الحجم وهذا يعطيه خلفية ذهنية أن الضرب مثلا من حق الطفل الأكبر منه ، وعلى الناحية الأخرى فإن الضرب يجعل الطفل يعتقد أن من حقه هو أن يعتدي على من هو أصغر منه. وتضيف هنا أن الحب يتعرض للتشوه عندما تضرب الطفل وتقوم باحتضانه قائلا له ( إنني أضربك لأنني أحبك) فهذا يرسخ لدى الابن والابنة مفاهيم خاطئة، كأن تتقبل الفتاة عندما تكبر أن يضربها زوجها. كما تنصح “السيد” أن لا نُفرغ طاقة العمل السلبية مثلا فى وجه أبنائنا أو شركائنا فى البيت. فالضرب هو الطريق السهل لكن طريق خاطيء جدا فاختيار الطرق الصحيحة فى التربية ينتج للمجتمع وللأسرة شابا سويا وفتاة سوية.