في أغلب الأوقات يبدو علي بعض الرضع بعد الولادة علامات عدم الارتياح، فيرفضوا الرضاعة ويرجعوا رؤسهم إلى الخلف،يبكوا دائمًا إذا تم حملهم بشكل مائل،أوتم وضعهم على ظهرهم ويهدأوا عندما يتم حملهم بشكل عمودي،ظهور بعض الأعراض مثل شرقة،كحة،قئ وعدم زيادة الوزن،وبالذهاب إلى الطبيب تكتشف الأم أن الطفل مصاب بالإرتجاع، فماذا يعنى الإرتجاع عند الرضع؟وما الفرق بينه وبين الإرتجاع الصامت؟
يشرح لنا دكتور على حيدر استشاري طب الأطفال وحديثى الولادة:أن الإرتجاع عند حديثى الولادة يعنى إرتجاع محتويات المعدة إلى المرئ وذلك لضعف العضلة التى توجد بين المعدة والمرئ لعدم إكتمال نموها فيعود من خلالها اللبن وحامض المعدة إلى المرئ.
وأعراضه تظهر فى إرتجاع اللبن من فم الطفل وهذا هو العرض الرئيسى،وهناك أعراض أخرى مثل المغص،الكحة التى تكون على هيئة شرقة مع عدم الإقبال على الرضاعة،نقص فى الوزن،بالإضافة إلى القئ وتوتر الطفل خاصة بعد الرضاعة.
ويعتبر الإرتجاع شائع عادة فى أول ثلاث شهور من عمر الطفل وعلى الأرجح ينتهى مابين سن 14:12 شهر،أو يقل جدا بعد أن يبدأ الطفل فى تلقى الطعام بعد سن 6 شهور.
والسبب الرئيسى للإرتجاع هو ضعف فى العضلة التى توجد فى نهاية المرئ بينه وبين المعدة،فهذه العضلة تعمل كصمام تنبسط عند البلع وتوصل الطعام إلى المعدة،ثم بعد ذلك تنقبض فلا يعود الطعام إلى المرئ،وفى الأطفال الذين يعانون من الإرتجاع تكون هذه العضلة إما تعانى من عدم إكتمال النمو أو أن تكون هذه العضلة ضعيفة وبالتالى لاتغلق بالكامل وهذا يسمح بعودة اللبن مرة أخرى إلى المرئ.
ويصبح الإرتجاع مشكلة صحية عندما يبدأ الطفل فى فقدان الوزن والذى يؤثر سلبا على النمو والحالة الصحية العامة للطفل،والتوتر بعد الرضاعة،ويمكن حدوث مضاعفات خاصة بالجهاز التنفسى، ومن أخطر المضاعفات تحول النسيج المبطن للمرئ إلى نوع آخر من النسيج مثل النسيج المبطن للمعدة وهذا تحول خطير لأنه يعتبر مقدمة لأمراض أخرى خطيرة.
و هناك مايعرف أيضا بالإرتجاع الصامت،وهو حالة يتسبب فيها إرتجاع حامض المعدة إلى المرئ وتسبب حالة من عدم الإرتياح بالحلق وأعلى الصدر،ويختلف هذا الشعور عن الإحساس بالحموضة،ولكن هذا الأمر خطير لأنه يسبب أضرار عديدة بالحلق والأحبال الصوتية.
ويسمى الصامت لأنه غالبا لايعطى الأعراض التقليدية للإرتجاع العادى.
بتختلف أعراض الإرتجاع العادى عن الصامت، فالعادى يكون له علامات مميزة مثل القئ بعد الرضعات مباشرة أو عند تجشؤ الطفل بعد الرضعة مباشرة،أما الإرتجاع الصامت فتظهر أعراضه فى وجود سعال،وقئ فى بعض الحالات،وعدم زيادة الوزن،ومشاكل بالجهاز التنفسى مع إحتقان شديد بالحلق،تغيير فى درجة الصوت مع حدوث التهابات متكررة بأذن الرضيع وحدوث شرقة متكررة.
وبالنسبة للعلاج وكيفية التعامل مع الطفل،ينصح دكتور على بضرورة اتباع الآتى للتخفيف من الإرتجاع:
- رفع الطفل تدريجيا بعد الرضاعة وعدم رفعه مرة واحدة.
- التجشؤ عقب كل وجبة.
- وضع الطفل بعد الرضاعة فى وضع شبه مائل لمدة 20-30 دقيقة على الأقل.
- إذا كان الطفل يرضع لبن صناعيا يتم تغير نوع اللبن،وإستخدام حلمة ذات حجم مناسب.
- تنظيم الرضاعة،فتكون وجبات خفيفة متكررة مع إضافة بعض دقيق الحبوب مثل مسحوق الأرز إلى الرضعة لجعلها سميكة إلى حدما،وذلك بعد سن أربعة أشهر أو ستة أشهر.
- تجنب تناول العصائر الحمضية عندما يسمح للطفل بتناول العصائر،كما يجب للأطفال الذين بدأو الأكل عدم تناول الشيكولاته أو النعناع أو أى أغذية دسمة.
- هناك عامل مهم جدا لمنع أو الإقلال من الإرتجاع وهو رفع رأس السرير الخاص بالطفل،ويعتبر النوم على الظهر هو أنسب وضع لنوم الطفل.
- عدم التعرض للتدخين السلبى للتخفيف من أعراض إحتقان الحلق ومشاكل الجهاز التنفسى.
- تجنب إرتداء الملابس الضيقة.