4-10-2022 | 08:02
كتبت: نفيسة سعيد
بما أننا فى بدء العام الدراسي الجديد فكثير من الأطفال وأيضا الشباب يعشقون تناول السندويتشات أو الوجبات الجاهزة من المحال مما يؤدى إلى مشاكل صحية عديدة ونزلات معوية وحالات تسمم غذائي، في حين لا تستطيع الأمهات التفرقة بين أعراض هذا، وأعراض تلك.. محور هذا التحقيق يركز على توضيح الفروق، وتقديم النصائح العميقة والبسيطة معًا.
الدكتور هاني حجاج استشاري أمراض الباطنة والكبد والجهاز الهضمي بقصر العيني يوضح أن كثيرا من الناس يختلط الأمر لديهم بين أعراض ومضاعفات النزلات المعوية والتسمم الغذائي ولا سيما ونحن مازلنا في تحورات كوفيد ١٩ مما يجعل هناك تشابه كبير في الأعراض بينهم ويمكن الإصابة بالكوفيد، ولكن بدون أعراض تنفسية إلا أن الأسباب مختلفة، فالنزلات المعوية عبارة عن التهاب في الجهاز الهضمي وهذا ينتج عن وجود ميكروبات بداخله سواء بكتيرية أو فيروسات أو طفيليات ومن ثم يؤدي إلى التهاب، وإن كانت النزلات المعوية أكثر أسبابها الفيروسات الناتجة عن التسمم الغذائي.
أما بالنسبة للتسمم الغذائي فإن أشهر الأسباب تتمثل في الأطعمة مثل: البيض غير المطهي، وعدم طهى الطيور بأنواعها واللحوم طهي جيد أيضا منتجات الألبان بشكل عام حينما تكون من مصادر غير موثوق منها، واللبن في حالة عدم غليانه جيدا يؤدي إلى التسمم الغذائي علاوة على أن عدم غسل الفواكه والخضراوات جيدا يؤدي إلى التسمم غذائي .
الدكتور هاني حجاج يكشف أن هناك أعراضًا متشابهة بين النزلات المعوية والتسمم مثل (الإسهال، تقلصات في البطن، ارتفاع في درجة الحرارة، تكسير في الجسم، وعندما تشتد الحالة يمكن حدوث جفاف وهبوط في الدورة الدموية، وبعض الحالات يمكن حدوث براز مدمم.
كما ينوه أن هناك اختلافات جوهرية للحالتين، فالتسمم الغذائي يحدث نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث ببكتيريا أو مسممات بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيماوية، وبالنسبة لفترة حدوث العدوى تظهر الأعراض خلال أقل من ثماني ساعات من تناول الغذاء في حين أن النزلات المعوية تأخذ فترة حضانة للعدوى، وتظهر الأعراض في خلال من 24 إلى 48 ساعة، والإصابة بالعدوى تكون عن طريق عدم نظافة اليدين جيدا أو لمس أسطح غير نظيفة وتناول أطعمة أو مشروبات غير نظيفة.
كما يوضح أن علاج هذه الحالات تختلف حسب شدة الحالة. ففي الحالات البسيطة أو المتوسطة لا نحتاج لنوع معين من العلاجات، ولكن الأعراض أحيانا تبدأ وتختفي تدريجيا خلال أيام، ونحتاج في ذلك الوقت تناول سوائل كثيرة مع تناول بعض الأدوية اللازمة للعرض الموجود وتجنب الأكلات التي تعمل على تهييج الجهاز الهضمي، وإن لم يستجب الشخص لهذا نبدأ في أخذ مضادات الإسهال لأن هذا يؤخر نزول الخلايا المصابة ومن ثم تطول فترة الأعراض.
وينصح د. هاني حجاج بالتوجه مباشرة للطبيب المعالج في بداية ظهور أي عرض مثل: هبوط الدورة الدموية، دوخة، زغللة، براز مدمم أو بول دموي، عدم اتزان، أو في حالة استمرار الأعراض لمدة أكثر من ثلاثة أيام، حيث نحتاج المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالبكتيريا، أما التسمم الغذائي فأحيانا يحدث لأكثر من شخص وغالبا المصدر واحد، والأعراض يمكن أن تستمر لساعات.
وعن الوقاية خصوصا في فترة المدارس، ينوه إلى ضرورة الالتزام بالآتي:
- الالتزام بالعادات الصحية السليمة والنظافة الشخصية وغسل اليد قبل تناول الطعام في الخارج، ويفضل الطعام في المنزل.
- غسل الخضراوات والفواكه جيدا قبل تناولها .
- طهي الأطعمة بطريقة جيدة قبل تناولها.
- تخزين الأطعمة بطريقة سليمة وجيدة وعدم تعريضها للحشرات.
في الموضوع نفسه، تؤكد الدكتورة عبير عبد السلام أخصائي الصحة العامة والتغذية العلاجية على أن وجبة الإفطار خاصة لطلبة المدارس لها أهمية كبيرة لأنها تزيد من القدرة على التركيز وتنشيط العقل وتحسن المزاج وتقلل عصبية الطالب وتساعد في الحفاظ على الوزن المثالي وتمدهم بالطاقة اللازمة لنموهم.
كما أن الدولة تقوم بالاهتمام بالوجبة المدرسية التي تقدمها المدارس فهي وجبة متكاملة ومضمونة المصدر، وهذه الوجبات تصمم طبقا للفئة العمرية والحالة الصحية.
وتضيف الدكتور عبير عبد السلام أن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية مثل: الأنيميا والتقزم لاسيما طلاب مدارس المرحلة الابتدائية هدفها صحة وسلامة الطلاب، لذا على الأمهات والطلاب الاهتمام بتناول وجبة الإفطار قبل النزول للمدرسة بالإضافة إلى وجبة منتصف اليوم الدراسي أي (ما يوضع باللانش بوكس) ويجب أن تكون الوجبة صحية متكاملة وأن تحتوي على النشويات والبليلة والشوفان والخبز البلدي مع إضافة البروتين اللازم لبناء الجسم سواء من مصدر حيواني مثل: البيض والجبن الطبيعي أو مصدر نباتي مثل الفول أو حمص الشام مع الخضراوات والفاكهة لتقوية جهازهم المناعي إضافة إلى الفاكهة المجففة واللبن الرايب أو الزبادي لأنه يحتوي على البكتيريا النافعة مع إعطاء ملعقة عسل نحل صباحا للطفل..
ولا ننسى الاهتمام بالماء على مدار اليوم خاصة فترة الدراسة مع ملاحظه لون البول للطفل لمعرفة إذا كان يتناول كمية السوائل الكافية أم لا.....كما يجب تجنب المواد المصنعة والمواد الحافظة حيث إنها تقلل المناعة وتؤثر على التركيز، وأيضا الابتعاد عن الوجبات السريعة والزيوت المهدرجة فهي تسبب السمنة وارتفاع الكوليسترول .