الخميس 23 مايو 2024

«الوطنية للصحافة» تصدر مدونة سلوك لأخلاقيات النشر في قضايا الإرهاب

5-8-2017 | 21:39

أعلنت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة كرم جبر، مدونة السلوك لأخلاقيات النشر في قضايا الإرهاب والتطرف، عقب انتهاء اجتماع الوطنية للصحافة، برؤساء مجالس الإدارات والتحرير للصحف القومية، بمؤسسة الأهرام، منذ قليل.

وذكرت الهيئة، في توصياتها، أنه إعمالًا للمادة (237) من الدستور، الصادر عام 2013، وباعتبار المؤسسات القومية جزء أصيل من مؤسسات الدولة المخاطبة بأحكامه، وبالقانون، وعقب الاجتماع التشاوري، فإن عليها مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب بكافة أشكالة.

وطالبت الهيئة في توصياتها التي حملت عنوان: «مدونة سلوك أخلاقيات النشر في قضايا الإرهاب والتطرف»، بالالتزام بالمعايير الدولية، فيما يتعلق بتغطية حوادث العنف والإرهاب، وفي صدارتها عدم الإسراف في نشر صور الضحايا، حفاظا على مشاعر ذويهم، وتفاديا لنتائج سلبية يستهدفها الإرهابيون بنشر الخوف والذعر، ومعالجة هذه الحوادث في حجمها الطبيعي، دون تهويل أو تهوين، وتنمية الشعور بأن أمن المجتمع هو أمن المواطن في الأساس.

وأوصت بعدم الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي ومنها «فيسبوك» كمصادر للنشر، بعد أن أصبحت فضاءً خصبا، تتسلل أليه التنظيمات والجماعات الإرهابية لعولمة أنشطتها الدامية، والتسويق لايديولوجيتها التي تستهدف نشر الرعب والخوف بين المواطنين، لإفشال ما يسعى إليه الإرهاب من الوصول لعقول المواطنين، والرأي العام العالمي والمحلي، وترشيد معالجات وسائل الإعلام التي تهتم بتضخيم الأعمال الإرهابية انطلاقًا من مقولة الحق في المعرفة.

 ودعت الهيئة الوطنية للصحافة، إلى إنشاء مرصد وطني لمتابعة قضايا الإرهاب، في وسائل الإعلام؛ يتولى رصد وتحليل المعالجات الإعلامية لقضايا التطرف والعنف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره، ويصدر تقارير استراتيجية دورية، تقدم معلومات موثقة لكشف الإرهاب، الذي يروع حياة الآمنين، ويسيء إلى صورة الإسلام، وقيمه ومُثله العليا، وأن يكون حلقة وصل دائمة لدحض الشائعات والدعاية الكاذبة أولاً بأول.

وأوضحت أن قيام الصحافة بدورها، يرتبط بما تقدمه لها الأجهزة الأمنية من معلومات وحقائق، بحيث تتولى الأجهزة الإعلامية إخراجها بشكل مناسب، وتقديمها للجمهور، ليكون متابعا للجرائم التي تمس أمنه واستقرار أسرته، ومستقبل وطنه، مع الالتزام بعدم اعتبار هذه التنظيمات مصدرا للأخبار الخاصة بالأحداث الإرهابية، أو بث ما يظهر قوتها في إثارة الفزع والرعب والبلبلة.

 وطالبت التوصيات بالتركيز على بطولات أبناء القوات المسلحة والشرطة وتضحياتهم وأعمالهم التي سيخلدها التاريخ، عوضا عن ثقافة الجنازات التي يحاول الفكر المتطرف استثمارها، في ضرب الروح المعنوية للمواطنين، فوراء كل شهيد قصة بطولة وفداء وتضحية تستوجب تسليط الأضواء عليها، وتقديمها نموذجا إيجابيا للمجتمع؛ تحفيزا للهمم والعزائم خصوصا بين أجيال الشباب الباحثين عن مثل أعلى يحتذون به، وتحقيرا للأعمال الإرهابية الدنيئة.

وأوصت الهيئة بتعظيم دور الأزهر الشريف في نشر قيم الأديان السماوية، التي تنبذ العنف والإرهاب، وإيصال هذه الرسالة للجمهور، والدعوة إلى فتح قنوات اتصال دائمة بين المؤسسة الدينية الرسمية، والصحافة والحرص على اللقاءات الدورية، ومناشدة الأزهر باعتماد مجموعة من علمائه الأفاضل؛ للتحدث في وسائل الإعلام ومنع محترفي التحريض والإساءة، من تعكير صفو الرأي العام، إعمالا للمادة السابعة من الدستور التي تقضي بأن الأزهر دون غيره، هو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية ويتولى مسؤولية الدعوة.

وذكرت توصيات مدونة السلوك، ضرورة فتح قنوات الاتصال والمشاركة مع المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، بما يمتلكه من قامات محترمة، لها باع طويل في معالجة الملف الإرهابي، خاصة أن المجلس يرأسه رئيس الجمهورية، ويضم كبار رجال الدولة، بما يتيح الحصول على المعلومات والحقائق أولا بأول، وأن يكون المجلس هو المصدر الأساس لوسائل الإعلام، سواء فيما يقدمه من معلومات، أو باستضافة أعضائه في مختلف وسائل الإعلام، ترشيدا للظهور العشوائي لأشخاص قد يسيئون عرض هذه القضايا أو عدم تداولها بالشكل الصحيح.

وحثت الهيئة المواطنين على المساهمة بما لديهم من معلومات، تساعد أجهزة الأمن في الوصول إلى الجناة، وضرب أوكارهم، سواء قبل وقوع العمليات الإرهابية أو أثناءها أو بعدها، ليبني المواطن قناعاته ويتخذ موافقة ورفع درجات الوعي الشعبي، وضرورة وجود علاقات وثيقة بين أجهزة الأمن والمواطنين ووسائل الإعلام لتكامل الجهود وترسيخ التعاون.

وطالبت الهيئة بالإسراع في تنفيذ دعوة رئيس الجمهورية لإنتاج أعمال سينمائية ودرامية، تهتم بالقضايا الوطنية وإيقاظ القوة الناعمة المصرية، التي شكلت على مر العصور سياجا قويا، يحمي أبناء الوطن من التيارات التي تتنافى مع قيمه ومبادئه ومُثله العليا، وفي صدارتها إذكاء روح التسامح والحوار والحفاظ على النسيج القوي للشعب المصري، وأن تكون الصحافة هي الجسر لوصول هذه الأعمال المهمة إلى الرأي العام عوضا عن الثقافات الدخيلة، التي تهب على مجتمعنا من الشرق والغرب.

واختتم بيان الهيئة، الذى ألقاه الكاتب الصحفي، كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بالتأكيد على أن دعوتها تنطلق من المعايير الدولية، التي تحظر نشر أي مواد يتضمن محتواها تحريضا على ارتكاب أعمال عنف، أو إثارة كراهية، أو نعرات عرقية أو دينية أو اضطرابات، أو التعاطف مع الإرهاب أو الأعمال التخريبية، وتنطلق من الحرص على التوازن بين التعددية والمصالح العليا للوطن، وبين تأكيد أهمية دعم الصحافة الحرة التي تتضمن جميع وجهات النظر، وبين ضرورة الالتفاف حول راية الوطن في قضية لا تقبل المزايدة أو التحريض، مع الحرص التام على احترام أخلاقيات المهنة.