الخميس 20 يونيو 2024

ما أجمل ضبط المشاعر وتغيير المفاهيم القاسية

7-8-2017 | 15:06

بقلم : أمل مبروك

عندما يتعطل جهاز الكمبيوتر أو موبايلك فإنك تضطرين إلى إعادة برمجته، فهل جربت قبل الآن أن تعيدى برمجة نفسك؟ لا تستغربى هذا التساؤل .. فما أحوج نفوسنا بين فترة وأخرى إلى نظرة فاحصة تتعهد شئونها بالتنظيم وتزيل ما اعتراها من اضطراب لتستطيع مواجهة الحياة من جديد، مع ضرورة الاعتراف بأن كل أنواع التوتر ليست ضارة، فالبعض يحتاج إلى مستوى معين منه لأداء مسئولياته بشكل مقبول، لكن التوتر يصبح مشكلة عندما يزداد معدله ويصبح التعامل معه من دون ظهور حلول واضحة أمرا مزعجا، لذا فإنه مع كثرة ضغوط الحياة اليومية ومشكلاتها المتزايدة نحتاج لأن نغسل أجسادنا وعقولنا وأرواحنا مما علق بها من ترسبات وهموم كى نستطيع أن نمضي قدما فى طريقنا، خاصة عندما تكون تفاصيل الحياة الشخصية معقدة والترابط العائلى ضعيف والانفعال السريع هو السائد فى كل أو معظم المواقف.

"وبالرغم من أننا لا نستطيع أن نتجنب الأحداث التي تحدد اتجاه حياتنا، لكننا نستطيع إزالة التوتر والتغلب عليه بالاسترخاء الذي يسمح بتعديل ردود أفعالنا وبالتخلص بشكل تدريجى من العوامل المؤهلة لحدوث التوتر".. هكذا يقول علماء كثيرون فى الطب النفسى على مستوى العالم آخرهم د. جون رايسمان من جامعة إراسموس الهولندية، حيث أكد أن الاسترخاء صورة من صور العلاج الذاتى التى يقوم بها الشخص مع نفسه بهدف ضبط المشاعر وتخفيف القلق وتغيير مفاهيم الحياة القاسية والعنيدة إلى سلوك كامل رقيق مبنى على الثقة بالنفس، وأنه أصبح ضرورة من ضروريات الحياة لابد من تعلمه لمواجهة ضغوطها والتغلب على مشاكلها، فعادة عندما يسيطر التوتر النفسى على شخص ما لا يستطيع وقتها أن يفكر بشكل سليم وتصبح ردود أفعاله مبالغ فيها أو غير طبيعية.. وكثيرا ما ينعكس ذلك بشكل سلبى على الصحة الجسمانية والنفسية معا.

الاسترخاء- إذن- هدية ثمينة تقدمينها لصحتك هدفها الوصول إلى النفس المطمئنة.. التى لا يمتلكها إلا من تيقن إيمانه بالله والقضاء والقدر، فلا معنى لتوتر الأعصاب والقلق إزاء الأمور التى تخرج عن نطاق إرادتنا، وإحساس المؤمن بأن زمام الأمور لن يفلت أبدا من يد الله يقذف فى نفسه الطمأنينة والسكينة، وهذا ما يؤكده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس".