السبت 18 مايو 2024

السفير محمد حجازي: مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية تعبر عن المخاطر والضغوط المتزايدة

السفير محمد حجازي

تحقيقات2-11-2022 | 16:41

أكد السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية رقم 31 في دورتها العادية في الجزائر، تعبر عن مخاطر المرحلة الحالية التي تمر بها العلاقات الدولية والإقليمية وسط الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تستدعي تظافر الجهود، ووسط تحديات سياسية ومخاطر تستدعي التشاور والتفاهم وتنسيق المواقف لتشكيل درع عربي يدرأ هذه المخاطر سواء كانت سياسية أو مرتبطة بالتدخلات الخارجية واستمرار الإرهاب كظاهرة دولية مع استمرار المشكلات السياسية التي تعصف بالمنطقة منذ عقود.

وأضاف حجازي في تصريح لبوابة دار الهلال، أن زيارة الرئيس للجزائر تأتي كذلك تقديرا للجهود التي بذلتها الجزائر خلال الأشهر الماضية للم الشمل العربي وتظافر الجهود لوضع خريطة عربية لمواجهة تلك المخاطر والتحديات التي تجاوزت الأوضاع السياسية لتعصف باقتصاديات المنطقة وتضغط عليها سواء كانت هذه الضغوط تتعلق بارتفاع أسعار النفط وأزمة الوقود وتصعد الأسعار.

وأوضح أن التحديات تشمل أيضا ما يخص أزمة الأمن الغذائي وتدهور سلاسل القيمة الغذائية نتيجة اضطرابات الأسواق الدولية بعد استمرار الحرب الروسية الأكرانية علاوة على استمرار الضغوط الإقليمية التي تشكلها التدخلات التي تقوم بها بعض القوى الإقليمية بعينها سواء فيما يتعلق بشأنها الإفريقي أو منطقة الخليج مما يهدد الأمن القومي العربي ويستدعي التصدي لتلك المحاولات التي لا تستهدف إلا فرض الإرادات والضغط على المنطقة من خلال هذه التدخلات الفجة لدول إقليمية بعينها.

وأشار حجازي إلى الضغوط الاقتصادية الواقعة على إقتصادياتنا العربية وأن هذا الأمر يستدعي المزيد من التشاور والتكافل الذي ننشده من خلال هذه القمة علاوة على تنسيق المواقف العربية خاصة وأن العديد من القيادات العربية تحضر هذه للمرة الأولى لإنشاء خريطة طريق للتعاون العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية.

وأوضح أن مشاركة الرئيس لها رمزية خاصة لتدعيم الموقف الجزائري الذي لم يبخل بعطائه خلال الأشهر الماضية لجمع الشمل العربي، موضحا أن المشكلات المزمنة التي تعاني منها المنطقة باتت في حاجة إلى إسناد دبلوماسي صادق من القادة العرب لنقل رؤاهم إلى الأطراف المعنية على الساحة الإقليمية و الدولية مما يقلل الضغوط الواقعة على المنطقة التي تواجه العديد من الأزمات منفردة كاستمرار الصراع العربي الإسرائيلي وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة مع استمرار الاحتلال في مماسة ضغوطه على الشعب العربي في فلسطين.

وأضاف أن الأزمة السورية واستمرار الوضع الضاغط في العراق إضافة إلى الأزمة اليمنية التي استمرت طيلة السنوات الماضية دون أن ينتبه المجتمع الدولي إلى أهمية أن يتحمل مسئوليته ويقف مساندا لإيجاد حل عادل لها ولباقي الأزمات العربية كما يقف مساندا للقضية الأوكرانية ، كلها كانت حاضرة على أجندة القمة العربية.

وأوضح حجازي أن أهم ما يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية هو خروج القمة برؤية عربية موحدة تعبر عن التضامن والتكافل والفهم المعمق لأسلوب التحرك خلال المرحلة القادمة لدرء هذه المخاطر والسعي من أجل استعادة الموقف العربي وتحقيق توازنه والمحافظة على عناصره الأساسية والالتفاف حول القضايا القومية والقضايا المرتبطة بالأمن القومي العربي و إرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي لتحمل مسئولياته ولكي توقف القوي الإقليمية تدخلاتها.

وشدد على أن تحول الموقف العربي جبهة واحدة صامدة هو وحده الكفيل للتصدي للأطماع الإقليمية لبعض القوى والإستقطابات الدولية والضغوط المتزايدة على بلداننا.

واختتم حجازي حديثه مؤكدا أن مشاركة الرئيس السيسي تمثل دعما للإرادة العربية وسندا لها، وأيضا تعبيرا عن الدعم لإنجاح الجهود التي تستهدف من خلالها بلداننا العربية تحقيق ما تصبو إليه من أهداف، مضيفا أنها قمة استعادة الموقف العربي لصلابته والعمل من أجل حل قضاياه السياسية وكذلك مواجهة التحديات والضغوط الخارجية وإيصال رسالة للمجتمع الدولي أن هناك قضايا في المنطقة تستحق الاهتمام، وأن انشغال العالم بالقضية الأوكرانية وأسعار الطاقة لا يجب أن ينسيه أن الكثير من المعاناة مرتبط باستمرار الأوضاع السياسية المضطربة في إقليم الشرق الأوسط على ما هي عليه، وبالتالي فإن مشاركة الرئيس تأتي في إطار تحمله لمسئوليته القومية كما هو دائما.

الاكثر قراءة