كشف المهندس محمد العطوان مدير إدارة ستاد 974 المونديالي، أحد ملاعب بطولة كأس العالم قطر 2022، والتي تختتم منافساتها يوم 18 كانون/ديسمبر الجاري، أن قرار تفكيك الملعب سيتم إقراره بعد نهاية البطولة .
وأشار إلى أن الاستاد لايزال قائما حتى الآن وسيشهد حفل "فاشون شو" لعرض الأزياء بالتنسيق مع "قطر كرياتس" ومتاحف قطر، بالإضافة إلى حفل غنائي كإحدى الفعاليات التي تقام للجماهير على هامش كأس العالم 2022 وذلك يوم 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وذلك بمشاركة كبيرة باعتباره من أكبر عروض الأزياء حيث يشارك به أكثر من 80 ماركة عالمية ومطربون من الوطن العربي وعالميون يحيون الحفل الغنائي، بحضور ما يزيد عن 20 ألف متفرج.
وقال العطوان في لقاء مع جريدة "الوطن" القطرية: "هناك إقبال كبير على تذاكر الحفل وسيكون ذلك آخر الفعاليات التي سيستضيفها ستاد 974، قبل صدور قرار بتفكيك الاستاد".
وأشار إلى أن التوجيه بتفكيك الاستاد أو الخيار الذي سيتم اعتماده كخيار للإرث في حال صدور هذا القرار، سواء ببناء الاستاد في موقع آخر أو تفكيكه أو التبرع به أو أي قرار آخر سيتم إصداره مع نهاية المونديال.
وأوضح مدير إدارة ستاد 974 المونديالي: "جاهزون وخطة التفكيك جاهزة وخيارات الإرث مطروحة بشكل كامل أمام الإدارة لتوجيه القرار لتنفيذه بعد نهاية كأس العالم 2022".
وأضاف: "البعض كان يشكك في قدرة الملعب على تحمل الأعداد الجماهيرية الكبيرة التي ستحضر مباريات كأس العالم، كونه ملعبا مؤقتا وربما يؤثر على أمن وسلامة الجماهير، لكن لله الحمد شاهدنا أن أغلب المباريات أقيمت بالطاقة الاستيعابية الكاملة".
وأكمل: "لم يكن هناك أي تأثير يتعلق بالأمن والسلامة أو تأثير على الهيكل الحديدي، بل كانت الأمور في أبهى صورة ونفخر بخروجنا بتلك الصورة المشرفة التي تليق بقطر وبالوطن العربي في بطولة مبهرة تحققت خلالها كل الوعود".
وبسؤاله عن مطالبة الجماهير بالإبقاء على الملعب نظرا لروعة تصميمه، قال: "نقدر ذلك، وبدون شك قطر فازت باستضافة فعاليات رياضية كبرى في السنوات القادمة، وربما يتغير القرار لكننا جاهزون بنفس خطة التفكيك".
وأضاف: "قطر دائما جاهزة وفي الموعد ونحن نعلم أننا مقبلون في شهر (شباط) فبراير المقبل على استضافة مباريات دور الـ16 بدوري أبطال آسيا بنظام التجمع ونهائي البطولة سيكون أيضا في دولة قطر، وكذلك سنستضيف كأس آسيا 2023 الذي سيقام بداية 2014 والآسياد 2030".
وواصل: "كلها بطولات ومنافسات تمكننا من استخدام هذه المنشآت العالمية، ونحن في قطر ولله الحمد نمتلك المنشآت الرياضية التي تحتوي على أعلى المعايير والمدعمة بالتكنولوجيا الحديثة التي تعزز من جاهزيتنا لاستضافة أي حدث رياضي في المنطقة".
وأشار: "كنت من ضمن فريق العمل في بناء الاستاد من اليوم الأول لتحديد موقع الاستاد وذلك في 2014، وبالتأكيد ستكون لحظة تفكيك الاستاد لحظة صعبة، وأتمنى أن يكون باقيا للمنافسات المستقبلية، لكن مثلما تحدثت أنه كان جزءا من الوعود المتعلقة بإرث المونديال".
وتابع: "الهيكل الحديدي في الاستاد يصل إلى 30 ألف طن من الحديد، وهو يعتبر العنصر الثاني من مكونات الملعب ويمكن إعادة تدويره بشكل كامل بعد انتهاء بطولة بحجم كأس العالم، وفي الواقع فكرة الاستاد تعتمد على كونه استادا مؤقتا قابلا لإعادة بنائه بعد تفكيكه بشكل كامل".
وأكد: "التصميم عمل مشترك بين فريق تنفيذ المشروع والاستشاري المميز مارك فينويك المصمم الإسباني العالمي، الذي صمم أيضا استاد المدينة التعليمية، وقد تبلورت الفكرة حول استخدام حاويات الشحن، وقد خرجنا بهذا التصميم الذي انعكس بشكل رائع على أرض الواقع".
وحول كيفية الاستفادة من الملعب بعد تفكيكه، قال: "هناك العديد من المقترحات التي يمكن تنفيذها، حيث يمكن بناؤه كاستاد كامل بسعة 40 ألف متفرج في موقع آخر بدولة قطر أو أي دولة أخرى يتم الاتفاق على نقل الاستاد لها بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)".
وزاد: "أو بناء عدة منشآت رياضية بحجم أصغر مثل إمكانية بناء ملعبين في موقعين مختلفين بسعة 20 ألف متفرج لكل ملعب، أو بناء 4 منشآت رياضية بسعة 10 آلاف مقعد في 4 مواقع مختلفة، أو إعادة تدوير الهيكل الحديدي لأي أغراض مستقبلية كأعمال إنشائية".
وأردف مدير إدارة ستاد 974 المونديالي: "كما أن حاويات الشحن البحري يمكن إعادة استخدامها في الشحن البحري بحكم حفاظنا على الشهادات المطلوبة لهذه الحاويات لاستخدامها كشحن بحري إذا دعت الحاجة لذلك".
وأضاف: "بعد التفكيك ستبقى في الموقع بنية تحتية جاهزة للاستخدام في أي وقت، أو أي عملية تطوير مستقبلي، سواء محطة الكهرباء أو محطة المترو أو تطوير شاطئ 974 في منطقة رأس أبوعبود الذي سيبقى كإرث بعد أن تم تفعيله واستخدامه خلال فترة كأس العالم كإحدى الوجهات الترفيهية أو السياحية خلال فترة البطولة".
وأردف: "كما أنه بحكم الموقع التاريخي للمكان فقد تم الحفاظ على العديد من المباني الخاصة بقطر للبترول وتم استخدامها خلال فترة الإنشاء وفترة البطولة لتروي قصة وتاريخ الموقع والحفاظ على أحد خزانات البترول كجزء من العناصر التجميلية الموجودة في الميل الأخير وموقع ومساحات الجماهير خلف أسوار ستاد 974، وبالتأكيد ستبقى العديد من المعالم التي ستروي تاريخ الموقع وتحكي قصة استضافة مباريات كأس العالم، ومن السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل المعالم التي ستترك بعد تفكيك ملعب 974".
وأشاد العطوان في ختام حديثه باستضافة كأس العالم، مؤكدا أن أهم المكاسب التي تحققت من المونديال إلى جانب الإشادة العالمية الواسعة، هي امتلاك كوادر بشرية على أعلى مستوى، فالشباب القطري أكد امتلاكه كفاءة عالية وجاهزية كبيرة لاستضافة أي حدث عالمي.
وأكد: "المنشآت الرياضية كلها تدار بطاقات شبابية قادرة على العطاء بصورة مستمرة في الأحداث الكبرى التي تقبل الدولة على استضافتها، كذلك الجانب السياحي شهد تطورا كبيرا وتغييرا واضحا خاصة على مستوى الصورة التي نقلت إلى الغرب، كذلك نواحي الأمن والأمان ولله الحمد أمر لاقى إعجابا عالميا كبيرا".
وأتم: "حرص ضيوف المونديال على التعرف على كل النواحي في الدولة، وإبداء الإعجاب بها، وهذا أمر مميز يعكس قيمة تنظيم المونديال وأهميته وسيكون له مردود إيجابي كبير في المستقبل على النواحي السياحية وكذلك الاقتصادية بجانب المكاسب العديدة في باقي المجالات، ونشعر بسعادة غامر في ظل النجاح الهائل لكأس العالم 2022".