فى السنوات الأخيرة امتلأت عيادات الطب النفسي بالمرضى الذين يعانون من اضطرابات سلوكية واضطرابات فى النوم وفى الأكل من الجنسين.
الدكتورة ايمان عزت معالج نفسي ومدرس بجامعة القاهرة تقول:
هناك شباب يعاني من الاكتئاب والقلق والتوتر والخوف بل وأطفال دون سن الخامسة عشر يعانون من اضطرابات شديدة بسبب نشأتهم فى أسر غير مستقرة أو بسبب وفاة أحد الوالدين أو كليهما أو انفصالهما، أو نشأة الأطفال تحت عوامل خطورة عالية مثل أن يكون الأب مدمنا للمخدرات أو الخمر ويمارس عليهم العنف والإيذاء أو تعرض الأطفال الصغار لانتهاك جنسي داخل الأسرة والذي يعد أقسي وأبشع أنواع الإيذاءات.
مما له من آثار نفسية شديدة علي الطفل وبالتالي تشكيل شخصيته، وتوجد عوامل أخرى تضغط على كيان الأسرة وتهدد استقرارها مثل الظروف الاقتصادية التي تدفع بكثير من الآباء لشغل أكثر من وظيفة أو للسفر فى بلد أخري لتسديد الاحتياجات المادية لأسرته.
فيؤثر غيابه تأثيراً كبيراً على الأبناء، حيث إن وجود الأب داخل الأسرة خصوصا فى السنوات الأولى من عمر الأطفال أمر ضروري جدا فى تكوين شخصيات متزنة ومستقرة.
وتضطر الأم إلى تعويض غياب الأب ببذل مجهود مضاعف مضني حيث تقوم بدور الأب والأم معا مما يضعها تحت ضغط نفسي وعصبي وجسماني شديد مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة ويظل الصراع قائما بين الاحتياج لوجود الأب داخل الأسرة معنويا وما بين تسديد الاحتياجات المادية وفى أحيانا كثيرة يفلت زمام الأمور من الأم خصوصا مع عدم متابعة الأب وانشغاله الدائم.
فيجنح الأبناء وتفاجأ الأم بسلوكيات أبنائها
فهل هناك حل؟ وكيف نعيد بناء هذه الشروخ التي حدثت فى البناء الاجتماعي لمجتمعنا.
الحل يظهر جليا أمام أعيننا إنها الأسرة التى يرتكز عليها الدور الأكبر فى هذا الإطار فعليها توفير البيئة المناسبة للطفل منذ مراحل التنشئة الأولى من خلال توفير كافة سبل الرعاية القائمة على الحب والاحترام وتعلم القيم السوية ومواجهة السلوكيات غير المقبلولة أول بأول مع التوجيه بهذا كله.
سيصبح لدينا شباب واعي مثقف، ويكون لديه انتماء مدركا لقيمته ودوره فى بناء مجتمعه ورفع شأن وطنه
فالأسرة هي الأساس وحجر الزاوية لمجتمع سوي متزن متطور وفاعل ومؤثر.