كتب ـ خليل زيدان
أفرج الرسام والكاتب خالد عبد العزيز، عن صورة من خزائن والده على صفحته الشخصية في الفيس بوك تعتبر من نوادر الصور، حيث ترصد الصورة البدايات الأولى للفنان فاروق الفيشاوي وزوجته سمية الألفي ومعهم والده صديقهما وزميل الدراسة في كلية الآداب بجامعة عين شمس.
جمع مسرح جامعة عين شمس ذوي المواهب الفنية، وكانت دفعة الفيشاوي تشمل العديد من الأصدقاء والموهوبين في مجال التمثيل والتأليف والإخراج المسرحي، وكان ضمن الدفعة عبد العزيز رزق الموهوب في التمثيل، وقد روى لابنه خالد ذكرياته عن تلك الحقبة وأهواء معظم دفعته التي شملت الفيشاوي وسمية الألفي، حيث اتجهت تلك الدفعة وما تلاها بعد تخرجهم مباشرة إلى الوظائف الحكومية في المسارح والتليفزيون والوزارات، إيمانًا منهم بأن الوظائف هي أضمن الطرق لكسب قوتهم وبداية بناء المستقبل.
كان الفيشاوي أصغر الدفعة وفريق التمثيل، وقد وجدهم جميعًا لجأوا للوظائف بينما راهنهم هو على نفسه بأنه سيجتاز أصعب الطرق واختيار طريق "الصعلكة الفنية" لأنها الطريق المضمون للشهرة والنجاح، وقد لحقت به سمية الألفي تسانده وتدعمه، ورغم صعوبة الطريق وقلة الموارد المادية لكن الفيشاوي تمسك برهانه، وقد رأى معظم أصدقائه في الجامعة يتدرجون في وظائفهم، لكن ذلك لم يثنيه عن الطريق الذي اختاره، حتى من سافر منهم وأصبح ثرياً في عصره ومنهم صديقه عبد العزيز رزق، اعتقد الفيشاوي أنه سيتجه إلى مجال الإنتاج، لكن رزق آثر أن يظل في "المضمون" رغم الفرصة التي أتته أيضاً للقيام بدور الضيف أحمد في فرقة الثلاثي عند رحيله، لكن الصديق ظل عند موقفه مؤمنًا بأنه اختار المضمون وأن طريق الفيشاوي وسمية طويل وفرصة الشهرة والنجاح قد تأتي أو لا تأتي.
بدأ نجم الفيشاوي يلمع عند مشاركته في عدة أفلام؛ منها: "الحساب يا مدموازيل" و"بدون زواج أفضل" وفيلم "وثالثهم الشيطان" مع محمود ياسين، وغاوي مشاكل " مع عادل إمام، و"الباطنية" و"قهوة المواردي"، لكن دوره الأشهر في فيلم "المشبوه" كان بمثابة الإنطلاقة نحو القمة وبداية الشهرة والنجاح في مجال الفن، وهكذا كسب الفيشاوي الرهان بإصراره على اجتياز الطريق غير المضمون.