عبدالستار سليم – شاعر مصر – اول من كشف الغبار عن فن الواو
لا. تقول. لى. كانى. و. مانى
دا. الواو. أصله. جنوبي
ليه. قول. يومه. بيومانى
جا. قناوى. ولّا. جا. نوبى
***
الواو. مولود. حدانا
و. حْـدانا. عمّه. وخاله
ولا. حدّ. يحدى. حدانا
ولا. غيرنا. فى القول. خالوا
****
من هذا النموذج القولى ، نرى أن " فـــن الواو " هو شعر شعبى ، نشأ وتربى وترعرع فى قرى جنوب مصر ، تعتمد طريقة القول فيه على التداخل الصوتي من حيث التقطيع والاتصال. الذى يحافظ على القوافى المنطوقة لا المكتوبة ، ولما كان. " " فـــن الواو " فـــن قول و " سماع " وليس فـــن كتابة ، فالذين ابتدعوه كانوا لا يجيدون القراءة ولا الكتابة ، ولكن كانوا يعتمدون على السماع فقط ( مثلهم فى ذلك مثل عرب الجاهلية ) وهذا ما جعلهم سريعى البديهة أقوياء الملاحظة ، وهو فـــن. ذو طبيعة خاصة ، إذ. لا يستطيعه. إلا الذين لهم قدرة خاصة على التجريد ، والذين يمتلكون ثروة لغوية شعبية هائلة ، تحمل سمة. وطبيعة البيئة الشعبية ، وهو لا يحتمل الترف ، أى الترهل أو إقحام الألفاظ. غير الدالة وغير الموحية ، وذلك لطبيعته الخاصة جدا ، ففن الواو. نتاج ثقافة خاصة ضاربة فى أعماق الأرض المصرية ، وقد حفظته لنا. الذاكرة الشعبية ، فاخترق الزمان ووصل إلينا كما هو ، وذلك منذ ولادته إبان عصرحكم المماليك والاتراك العثمانيين لمصر. ...ويصاغ هذا الفن الشعرى على. نظام المقطعات المستقلة عن بعضها البعض فى المضمون ، وكل مقطوعة تتكون من أربع شطرات - لذا يطلقون عليه اسم المربع - وهو يصاغ على بحر شعرى بعينه ، هو البحر المجتثّ ، والذى لا يأتى إلا. مجزوءًا ( أى تحذف التفعيلة الأخيرة من كل شطرة ) فيكون وزنه الموسيقى " مسْـتـفْعلن فاعلاتن " بدلا من ( مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ) وذلك لكل شطرة ، وتتم. تقفيته بشكل معين ، بحيث تتفق قافيتا الشطرتين الأولى والثالثة معا، و قافيتا الشطرتين الثانية والرابعة معا ، وقد تُحلّى القوافى بالجناس - التام أو الناقص - حسب مقدرة ( القوّال / الشاعر ) وثروته اللغوية الشعبية ، والجناس معناه أن القافية لا تكون هى الحرف الأخير وإنما. هى الكلمة الأخيرة من الشطر ، وكثيرا ما تحمل تلك الكلمة من تورية ، وقد تكون نتاجا لضم أو إضغام كلمتين. فى. كلمة واحدة ، بحيث تتفق الكتابة وتختلف المعانى فى مشاكلة صوتية تعطى عدة معانى ، ومن ثم تجد الأذن نفسها بين عدة معانى تمثلها الأصوات المكونة للكلمة أو الجملة ، وهنا يتدخل عنصر الاختيار لتصل إلى دلالة تتفق مع السياق ، ولذا فإن الشاعر فى " فـــن الواو " أشبه بالساحرالذى يتلاعب بخيال الحضور ، من هنا تأتى صعوبة شكل الواو أو شكل المربع ، لأنه يحتاج خبرة وممارسة وذائقة. صوتية عالية لكى لا يخطئ السمع ، بل يظل متحفزا حتى نهاية المربع ، حتى يتسنى له فك مغاليق الجناسات التى صنعها القوّال / الشاعر فى القوافى ..
والإيقاع فى الشعر الشعبى - كما نعلم - يتشكل حسب نطق الكلمات ، فالمعتبر فى تقطيع الشعر اللفظ لا الكتابة ، لأنه سابقها ، ولأنها تصويره ، وتصوير الشئ متأخر عنه ، ومن مشاكلة الجناسات يقول كاتب هذه السطور فى واحد من مربعاته :
عينى. رأت. سرب. غزلان
فيهم. غزالة. شريدة
والقلب لما. اتنغز. لان
شاور. وقال. لى. شاريده
***
وعلى الرغم من. وضوح المعانى. التى تتضمنها أشعار " الواو " فقد. استمدت. هذه الأشعار جاذبيتها. ومقومات خلودها من صياغتها الشعرية ، فاللغة والتقفية تلعبان دورا كبيرا فى الصياغة ، إذ من الثابت أن سكان قرى جنوب مصر لغتهم اليومية. مليئة بالتعابير مكثفة المعانى ، والمحملة بأبعد من األفاظها ، وتلك هى اللغة الشاعرة - كما يقول الأبنودى - ومن حيث التشكيل والبناء المعماري لمربعات فـــن الواو ، هو لعبة قولية بارعة نبتت ونشأت وترعرعت بين أهل الصعيد ، وتتولى اللغة والقافية فيها ناصية الدور ، ولا يكون الشاعر مجيدا فى هذا الفن إلا إذا توفر لديه الكثير من تقنيات قول الشعر ، بالإضافة إلى حصيلة لغوية هائلة مصاغة صياغة عالية التقنية ، معا لمحافظة على أصالة التراث والموروثات ، بالعودة إلى الينابيع الجمالية ، ويصاغ فى لغة بسيطة أشدّ البساطة - يقولون إنّ لغة فـــن الواو هى لغة قادمة من أزمنة بعيدة عبر تاريخ الفقراء ، شعراء كانوا أم جمهورا - ولغة فـــن الواو تحتاج إلى وعى كبير بالفن ، كما تحتاج إلى إدراك. كامل وبصيرة. نافذة ، خصوصا وسط جمهور تربى على المربع ، وأدمن تعاطى تركيباته ذات الجناسات ، ولذا فإن بعض المربعات صارت كالمثل السائر ، ليس لأنها تبنت مفاهيم بسطاء أهل الريف المصرى الجنوبي فحسب ، بل ربما لأنها لجأت - إلى جانب ذلك - إلى استخدام الشكل البسيط. المحكم. الذى ابتعد - فى كثير من الأحايين. - عن جماليات الشعر العربى فى بديعها وبيانها ، وقد يكون المربع بأمله كالمثل السائر الذى يستشهد به فى موقف ما ، وقد تكون كل شطرة منفردة تقوم مقامرالمثل السائر ، مثلما جاء فى المربع القديم الذى يقول. :
عيب. الدهب. فصّ و نـْـحاس
و عيب الخيول. الحرانة
و. عيب القبيلة من الراس
و. عيب الفتى من. لسانا
***
وهو كفـــنّ شفاهى غير مدوّن ، لأن الذين ابتدعوه - كما قلنا - كانوا أميين يجهلون القراءة والكتابة ، فجمالياته جماليات شفاهة ، لذلك فإن الكتابة الصحيحة - أى فـــن الواو. مكتوبًا - تحل كل مغاليقه الشفاهية، فيفقد كثيرًا. من روعته وبهائه كفن شعبي شفاهى ، يتميز بقصر الجملة ، وقلة التفاعيل العروضية ، وعمق المعنى ، والمشاركة الوجدانية بين ( الشاعر / القوّال ) والمتلقى ، أقصد أن الشاعر يأخذ من الناس ويعطيهم ، (يأخذ منهم ما يقولون ويردّه إليهم شعرا خالصا ) ، فيشعر المتلقّى أنه يستطيع أن يقول مثل هذا القول ، لدرجة أنه - فى مرات كثيرة - يكمل القافية قبل أن ينطق القوّال بها ..
وكان الجناس فى القوافى - بمعناه اللغوى - مظهرًا من مظاهر الفنون الشعرية الملحونة - أى غير المعربة - فالناظم يعطى الجناس أهمية كبرى قبل المعنى ، لأسباب يراها هو ، ومنها التعويض عن فصاحة الشعر المعرب ، وأيضا ليثير قريحة المستمع ، وليجعله يظل منتبها لما يقول ، وأيضا ليمنع عنه الرتابة والملل ، فضلا عن أن أولئك الذين ابتدعوه ،والذين يستمعون إليه - أيضا - هم أناس أميون . . فنجد لغة. الشاعر "ابن عروس" لا تنتمى إلا إلى لغة الجماعة الشعبية المصرية ، وحينما نقول إن. " فـــن الواو " هو فـــن قنائى -أو قناوى ، نسبة ً. إلى محافظة قنا - فإننا نقصد مراعاة كيفية تعامل المتلقّى مع المفردة اللغوية شكلا. ومعنى ، فطريقة نطق الكلمات نطقا عاميا - أى اللهجة - غالبا ما تكون أساسا لتحديد الإيقاع فى البيت الشعرى ، وذلك عندما تختلف مواضع النبر على مقاطع. نفس الكلمة من لهجة إلى أخرى ، مثلا فى المربع التالي
عِــدّنْ بعيدة مراقيه
أرضُْه. حجر. سبـْـك. مونة
أنزل. على الجنّ. اخاويه
والآف. اقلـّـع. ِسـنونـٓــه
***
و" العِــدّ "هو البئر ، ووردت هنا فى هذا المربع منوّنة ( عدٍّ. بتنوين الدال المكسورة ) ، ومراقى البئر هى مواضع فى حائط جدار البئر كسلالم يضع فيها قدميه من ينزل إلى قاع البئر، مع إمساكه الحبل المسمى بـ "السلـٓـبة " المثبت على " بكـّارة " البئر لحفظ التوازن ، ويقول المربع : إن أحجار قاع البئر مسبوكة بالمونة ، والمونة هى الخلطة الاسمنتية للصق الأحجارببعضها ، و" أخاوى الجن ". أي أسيطر عليه ، و" الآف " هو الثعبان الكبير ،و"أقلّع. سنونه" - أقلع باللام المشدَّدة - أى أنزع أنيابه ، فإلى هذا الحد علينا مراعاة كيفية نطق المفردة كما قالوها فى المربع وذلك للتعرف على معناها ومدلولها كما قصد هما " القوّال ". مبدع هذا الفن ..
وأغراض " فـــن الواو " الشعرية كانت تنحصر فى عدد محدود ، من هذه الأغراض الحكمة ، فالمربعات هى وعاء للحكمة ، وتلخيص للمعانى الكبيرة ذات الطابع الفلسفي فى الموروث ، يقول ابن عروس :
الندل ميّــت وهوْ حى ّ
ولا. حَــدّ. يحسب. حسابه
وهوّ. كالترمس النىّ
حضوره. يشبه غيابه
***
ومنها استخدام "مربعات الواو" فى الألغاز والأحاجى ، لمجرد التسلية وشحذ القرائح الذهنية وتحدى القدرات العقلية فى مجالس السمر على المصاطب فى الساحات أمام " المنادر " و " الدواوين " وحول "الجرون"
و" المساطيح " - جمع مسطاح وهو مساحة كبيرة من الأرض يفرش عليها البلح ،وأعواد كيزان الذرة حتى تجف - فيقول أحد القوالين - فى السهرة - ليستثير رفيقه :
إن. كنت راجل. وفنـّان
وتبان عليك الشطارة
قول. لى. السما. كام. فدان
وادّيك عليها. أمارة
****
فيردّ عليه بعد أناة :
صلاة النبى. تمنع ابليس
فيها. الفايدة. والتجارة
اسحب. قصبتكِ. وْ. قيس
و. وراك. انكــّـت. حجارة
ومنها ، قدرة فـــن الواو على الاستيعاب الملحمى للسيرة الهلالية فى صيغتها الصعيدية - قيل إن السيرة تربو على آلاف المربعات - ونذكر أنه من أشهر من حفظوها من أبناء الصعيد الجوّانى : جابر ابو حسين ، والضوّى ، ومحمد اليمنى ، وعز الدين نصر الدين ، وغيرهم ، يقول أحد مربعات سيرة. بنى هلال. :
ولا عايـمة الَّا. ما ترسى
وتيجى بـرّها. بالسلامة
تسعة وتسعين. كرسى
وقفوا للاسمر "سلامة "
*****
أنا الزناتي. ملك الغروب
ومنها الشكوى من الزمان وغدر الخلّان ، وجوْر الحكام ، فقد كان عصر حكم المماليك والأتراك العثمانيين لمصر يتسم بالظلم والقسوة فى جمع الضرائب ، وكان أهل الصعيد الجوّانى يعانون - ما تعانيه الناس - من وطأة هذا الظلم ، ولقد قيّض الله أناسا يمتلكون قدرات فنية فذة لابتداع هذا النوع من " القوالة " . .
ومحافظة قنا ، هى المنطقة ذات الشهرة القديمة. فى فـــن الزجل ، وهي اشتهرت بالعدد الهائل من القوّالين الذين أنجبتهم قديما وحديثا ، والذي بلغ بعضهم منزلة رفيعة فى " فـــن الواو " ، ومن أشهرهؤلاء الفرسان الجنوبيين القدامى : ابن عروس ، وحسين الحكيم ، وأحمد القوصى ، وعلى النابى وزوجته ، وحسين زوط وأولاده ، وحسن الفرشوطى ، وحسن القفطى ، وعبدالله لهلبها الإسناوى ، ومحمد عبدالواحد ، وابو كراع ، وحسن السقـلـّى ، وغيرهم ..
يقول على النابى مخاطبا زوجته وهو على فراش المرض :
إن. كان. رقادى. تـعـٓـبْـكى
وسراج الـنّــيـٓـا بات. قايد
هاتى. حبابك. تعا. ابكى
على. طريح الوسايد
****
فترد عليه زوجته تقول له :
والله. الرقاد. ما. تعبنى
يابو العميمة. النضيفة
أنا. بــا. اهدّ. وابنى
ولدك. ما. هوّاش. خليفة
******
ويقول حسن الفرشوطى :
مالـُـه. الهوى. زاد. وسْـمى
من يوم بعادهم. بدالى
سـمّـت ولدْها. على. أسمى
خايف. تحبّـه. بدالى
***
ويقول عبدالله لهلبها الإسناوى. :
ياللى. هواكى. هوٓ سْــنا
ما. نفعنا. طِـبّـا و حجايب
فـكـّـر. علينا هوى. " اسنا "
و. ساكنات الحجايب
*****
أما. لماذا سمّى هذا الفن بـ ". فـــن الواو " ؟. فنقول :
كما هو معروف عن الفن عموما ، وفن القول خصوصا ،أنه كثيرا ما يلجأ إلى التورية ، والكلام غير المباشر ، حتى يستطيع الإفلات من الرقابة الصارمة ، والوقوع تحت طائلة القانون عندما يكون الفن منحازا إلى الجماهيرضد سيوف الحكام ، ونظرًا لأن من أبدعوا هذا الفن كانوا أناسًا أميين ، أى لا يقرأون ولا يكتبون ، فكان الناس يتناقلون هذه المربعات شفاهةً ، وكذلك لعدم وجود وسائل تدوين فى ذاك العصر - إبّان ذلك العصر - فكان (القوّال / الشاعر)حين يلقى مربعاته المربع تلو الآخر ، يستهل كل " قولة " - كانوا يسمون المربع قولة - بتصدير عبارة ( و. قال. الشاعر ) فكثرت " واوات العطف " هذه ، فمن أجل ذلك سمّى بـ. ". فن الواو. "
وسبب تصدير هذه العبارة قبل كل مربع هو. فى هذه الحالة إما أن يكون من يلقى المربع هو الشاعر نفسه ، فنجده يتخفى وراء عبارة(و قال الشاعر) حتى لا يقع تحت طائلة القانون ، حين يفصح الشاعر باحتجاجه على الوضع المجحف الذى يعيشه ، إذا انتقد الحاكم فى شعره ، و" فن الواو " فى الأصل ابتـُدع للتعبير عن آلام الناس وجراحاتهم ، وكذا الشكوى من الزمان وغدر الخلّان. .. فقد كان من مظاهر الحكم الجائر ، كثرة جمع الضرائب وبقسوة ، لدرجة أنه كان من يرتدى جِلْبابا جديدا كان عليه أن يدفع ضريبة مقابل ذلك ، ويتم ختم الجلباب بخاتم "المحتسب " الموكـّل بأمر الجباية من قبل الحاكم .. فكان لا بد أن يكون هذا الفن فنا. محتجّا ..
،أو أن يكون القوّال راويا لشعر غيره ، وهو لا يعرف صاحب المربع ، فيقول " و قال الشاعر " لجهله باسم صاحب المربع ، إذ أن هذا الفن كان غير مدوّن ، بل كانت تحفظه صدور الناس وذاكرتهم ، ويتـنقل بين القرى والبلدان ، من قرية إلى أخرى شفاهة عبر الذين يحفظونه فى الذاكرة والصدور ..!!
كان ( الشاعر/ القوّال ) يقف بين الناس ويقول :
ولا. حَــدّ. خالى من الهمّ
حتى قلوع. المراكب
إوْعا. تقول. للندل يا عم ّ
لو كان. ع السِّر ْج. راكب
*****
ولا. حَــدّ. خالى. من الهمّ
حتى. السّـعٓــف.فى. جريده
إوْعا. تقول. للندل. يا عمَّ.
لو كان روحك. فى إيده
******
وواضح أن الشاعر كان يقصد الحاكم ، لأنه هو الذى على السرج راكب - والسرج. كناية عن الحصان - والشاعر يرى أيضا أن روحه. فى يد الحاكم ، والشاعر هنا يتهم الحاكم بالندالة صراحة. ، لكنه اتهام مغلف. بالصياغة الشعرية التى لا يفهمها الحاكم التركى أو المملوكى أو العيون والبصّاصون المكلفون بمراقبة الشعب ، وحتى لو فهمها الحاكم أو أحد عونه ، فإن.( الشاعر / القوّال ) يستطيع أن ينكر أنه هو قائلها ، وأن القائل. شاعر غير معروف ، وذلك تحت ستار ( وقال الشاعر ) ، وأنا أميل إلى هذا التفسير ، و نذكر أن هناك من يَرَوْن أسبابا أخرى لتسميته بفن الواو ..
و. "فن الواو " هو شعر مصرى جنوبي ، صادر عن السليقة الجنوبية ، ومعبر عن الطبيعة الشعبية ، ومسجل لمزاج الشعب الجنوبي ولغته الخاصة فى الفن والتعبير - على اعتبار أن اللهجة. هى أيضا لغة ما - ومن خلاله يتم التعبير عن آلامه وآماله ، وهمومه وقضاياه ، وعن جراحاته المخزونة ،فينشده بحرارة ، ويلقيه بمرارة ، والشعر فى طبيعته وجوهره هو فى حقيقته شعور ، وهناك فرق بين الشعور الأصيل والشعور الدخيل ، أو بين الشعور الصادق والشعور الزائف ، وفن الواو من طبيعته الخاصة لا يعرف الزيف ، فهو فى معظمه وليد تجربة ومعاناة ، وليس وليد تقليد ومحاكاة ..!!