الإثنين 25 نوفمبر 2024

فن الواو .. شـِــــعـْــر الصعيد الجـوّانى

  • 23-8-2017 | 16:55

طباعة

عبدالستار سليم – شاعر مصر – اول من كشف الغبار عن فن الواو

لا.   تقول. لى. كانى. و. مانى

دا.  الواو.     أصله.    جنوبي

ليه. قول.    يومه.      بيومانى

جا.   قناوى.  ولّا.   جا. نوبى

***

 الواو.       مولود.       حدانا

و.   حْـدانا.    عمّه.      وخاله

ولا.     حدّ.   يحدى.    حدانا

ولا. غيرنا.  فى القول.  خالوا

****

من هذا النموذج  القولى ، نرى أن " فـــن الواو "  هو شعر شعبى ، نشأ وتربى وترعرع  فى قرى جنوب مصر ، تعتمد طريقة القول فيه على التداخل الصوتي  من حيث  التقطيع والاتصال. الذى يحافظ على القوافى المنطوقة لا المكتوبة ، ولما كان. " " فـــن الواو " فـــن قول و " سماع "  وليس فـــن كتابة ، فالذين ابتدعوه كانوا لا يجيدون القراءة ولا الكتابة ، ولكن كانوا يعتمدون على السماع فقط ( مثلهم  فى ذلك  مثل عرب الجاهلية ) وهذا ما جعلهم سريعى البديهة  أقوياء الملاحظة ، وهو فـــن. ذو طبيعة خاصة ، إذ. لا يستطيعه. إلا الذين لهم قدرة خاصة على التجريد ، والذين يمتلكون ثروة لغوية شعبية  هائلة ، تحمل سمة. وطبيعة البيئة الشعبية ، وهو لا يحتمل الترف ، أى الترهل أو إقحام الألفاظ. غير الدالة  وغير الموحية ، وذلك لطبيعته الخاصة جدا ، ففن الواو. نتاج ثقافة خاصة  ضاربة فى أعماق الأرض المصرية ، وقد حفظته لنا. الذاكرة الشعبية ، فاخترق الزمان ووصل إلينا كما هو ، وذلك منذ ولادته إبان  عصرحكم المماليك والاتراك العثمانيين لمصر. ...ويصاغ  هذا الفن الشعرى على. نظام المقطعات المستقلة عن بعضها البعض  فى المضمون ، وكل مقطوعة  تتكون من أربع شطرات  - لذا يطلقون  عليه  اسم المربع - وهو يصاغ على بحر شعرى بعينه ، هو البحر المجتثّ ، والذى لا يأتى إلا. مجزوءًا ( أى تحذف  التفعيلة الأخيرة من كل شطرة  ) فيكون  وزنه الموسيقى " مسْـتـفْعلن فاعلاتن "  بدلا من ( مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن ) وذلك لكل شطرة ، وتتم. تقفيته بشكل معين ، بحيث تتفق قافيتا الشطرتين الأولى والثالثة معا، و قافيتا الشطرتين الثانية والرابعة معا ، وقد تُحلّى القوافى بالجناس - التام أو الناقص - حسب مقدرة ( القوّال / الشاعر )  وثروته اللغوية الشعبية ، والجناس معناه أن القافية  لا تكون هى الحرف الأخير  وإنما.  هى الكلمة الأخيرة من الشطر ، وكثيرا ما تحمل تلك الكلمة من تورية ، وقد تكون نتاجا لضم أو إضغام كلمتين. فى. كلمة واحدة ، بحيث تتفق الكتابة  وتختلف المعانى  فى مشاكلة صوتية تعطى عدة معانى ، ومن ثم تجد الأذن  نفسها  بين عدة معانى  تمثلها الأصوات  المكونة للكلمة أو الجملة ، وهنا يتدخل عنصر الاختيار  لتصل إلى دلالة  تتفق مع السياق ، ولذا فإن الشاعر فى " فـــن الواو " أشبه بالساحرالذى يتلاعب بخيال الحضور ، من هنا تأتى صعوبة شكل الواو  أو شكل المربع ، لأنه يحتاج خبرة وممارسة  وذائقة. صوتية عالية لكى لا يخطئ السمع  ، بل يظل متحفزا حتى نهاية المربع ، حتى يتسنى له فك مغاليق الجناسات  التى صنعها القوّال / الشاعر فى القوافى ..     

والإيقاع فى الشعر الشعبى - كما نعلم -  يتشكل حسب نطق الكلمات ، فالمعتبر فى تقطيع الشعر اللفظ لا الكتابة  ، لأنه سابقها ، ولأنها تصويره ، وتصوير الشئ متأخر عنه ، ومن مشاكلة الجناسات يقول كاتب هذه السطور فى واحد من مربعاته :

عينى. رأت. سرب.  غزلان

فيهم.  غزالة.       شريدة

والقلب    لما.  اتنغز.   لان

شاور. وقال. لى. شاريده

***

 وعلى الرغم من. وضوح المعانى. التى تتضمنها أشعار " الواو "  فقد. استمدت. هذه الأشعار  جاذبيتها. ومقومات خلودها  من صياغتها الشعرية ، فاللغة  والتقفية  تلعبان دورا كبيرا  فى الصياغة ، إذ من الثابت أن سكان قرى جنوب مصر  لغتهم اليومية. مليئة بالتعابير مكثفة المعانى ، والمحملة بأبعد من األفاظها ، وتلك هى اللغة الشاعرة - كما يقول  الأبنودى - ومن حيث التشكيل والبناء المعماري لمربعات فـــن الواو ، هو لعبة قولية بارعة  نبتت ونشأت  وترعرعت  بين أهل الصعيد ، وتتولى اللغة والقافية  فيها ناصية الدور ، ولا يكون الشاعر مجيدا فى هذا الفن  إلا إذا توفر لديه الكثير من تقنيات قول الشعر ، بالإضافة إلى حصيلة لغوية هائلة  مصاغة صياغة عالية التقنية ، معا لمحافظة على أصالة التراث والموروثات  ، بالعودة إلى الينابيع الجمالية ، ويصاغ فى لغة بسيطة أشدّ البساطة - يقولون إنّ لغة فـــن الواو هى لغة قادمة من أزمنة  بعيدة  عبر تاريخ الفقراء ، شعراء كانوا أم جمهورا -  ولغة فـــن الواو تحتاج إلى وعى كبير بالفن ، كما تحتاج إلى إدراك. كامل وبصيرة. نافذة ، خصوصا  وسط جمهور تربى على المربع ، وأدمن تعاطى تركيباته ذات الجناسات ، ولذا فإن بعض المربعات صارت كالمثل السائر ، ليس لأنها تبنت مفاهيم بسطاء أهل الريف المصرى الجنوبي فحسب ، بل ربما لأنها لجأت  - إلى جانب ذلك  - إلى استخدام الشكل البسيط. المحكم. الذى ابتعد - فى كثير من الأحايين. - عن جماليات الشعر العربى فى بديعها وبيانها ،  وقد يكون المربع بأمله كالمثل السائر الذى يستشهد به فى موقف ما ، وقد تكون كل شطرة منفردة  تقوم مقامرالمثل السائر ، مثلما جاء فى المربع القديم الذى يقول. :

عيب.  الدهب. فصّ   و نـْـحاس

و  عيب    الخيول.       الحرانة

و.  عيب   القبيلة   من   الراس

و. عيب   الفتى   من.   لسانا

***

وهو كفـــنّ شفاهى غير مدوّن ، لأن الذين ابتدعوه - كما قلنا - كانوا أميين  يجهلون  القراءة والكتابة ، فجمالياته جماليات شفاهة ،  لذلك فإن الكتابة الصحيحة  - أى فـــن الواو. مكتوبًا - تحل كل  مغاليقه الشفاهية، فيفقد كثيرًا. من روعته وبهائه  كفن شعبي  شفاهى ، يتميز بقصر الجملة ، وقلة التفاعيل العروضية ، وعمق المعنى ، والمشاركة الوجدانية بين ( الشاعر / القوّال ) والمتلقى ، أقصد أن الشاعر يأخذ من الناس ويعطيهم ، (يأخذ منهم ما يقولون  ويردّه إليهم شعرا خالصا ) ، فيشعر المتلقّى أنه يستطيع أن يقول مثل هذا القول ، لدرجة أنه - فى مرات كثيرة - يكمل القافية قبل أن ينطق القوّال بها   .. 

وكان الجناس فى القوافى  - بمعناه اللغوى - مظهرًا من مظاهر الفنون الشعرية الملحونة - أى  غير المعربة  - فالناظم يعطى الجناس أهمية كبرى قبل المعنى ، لأسباب يراها هو ، ومنها التعويض عن  فصاحة  الشعر المعرب  ، وأيضا ليثير قريحة المستمع ، وليجعله يظل منتبها لما يقول ، وأيضا ليمنع عنه الرتابة  والملل ، فضلا عن أن أولئك الذين ابتدعوه  ،والذين يستمعون إليه - أيضا - هم أناس أميون . . فنجد  لغة. الشاعر  "ابن عروس" لا تنتمى إلا إلى لغة الجماعة الشعبية المصرية  ، وحينما نقول إن. " فـــن الواو "  هو فـــن قنائى  -أو قناوى ، نسبة ً. إلى محافظة قنا  - فإننا نقصد مراعاة  كيفية تعامل المتلقّى مع المفردة  اللغوية شكلا. ومعنى ، فطريقة نطق الكلمات نطقا عاميا - أى اللهجة - غالبا ما تكون أساسا لتحديد الإيقاع  فى البيت الشعرى ، وذلك عندما تختلف مواضع النبر على مقاطع. نفس الكلمة  من لهجة إلى أخرى ، مثلا فى المربع التالي

عِــدّنْ      بعيدة      مراقيه

أرضُْه. حجر. سبـْـك.  مونة

أنزل.  على الجنّ.   اخاويه

والآف.   اقلـّـع.    ِسـنونـٓــه

 

***

و" العِــدّ  "هو البئر ، ووردت هنا فى هذا المربع منوّنة  ( عدٍّ. بتنوين الدال  المكسورة ) ، ومراقى البئر هى مواضع فى حائط جدار البئر كسلالم يضع فيها قدميه من ينزل إلى قاع البئر، مع إمساكه  الحبل المسمى بـ "السلـٓـبة " المثبت على " بكـّارة "  البئر لحفظ التوازن ، ويقول المربع  : إن أحجار  قاع البئر مسبوكة بالمونة ، والمونة هى الخلطة الاسمنتية للصق الأحجارببعضها ، و" أخاوى الجن ". أي أسيطر عليه ، و" الآف " هو الثعبان الكبير ،و"أقلّع. سنونه"  - أقلع باللام المشدَّدة - أى أنزع أنيابه ، فإلى هذا الحد علينا مراعاة كيفية نطق المفردة  كما قالوها فى المربع وذلك للتعرف على معناها ومدلولها كما قصد هما  " القوّال ".  مبدع هذا الفن  ..

وأغراض " فـــن الواو "  الشعرية كانت تنحصر فى عدد محدود  ،  من هذه الأغراض  الحكمة ، فالمربعات  هى وعاء للحكمة ،  وتلخيص للمعانى الكبيرة ذات الطابع الفلسفي فى الموروث ،  يقول ابن عروس  :

الندل ميّــت    وهوْ    حى ّ

ولا.  حَــدّ. يحسب. حسابه

وهوّ.   كالترمس      النىّ

حضوره.   يشبه    غيابه

***

ومنها استخدام "مربعات الواو" فى الألغاز والأحاجى ، لمجرد التسلية  وشحذ القرائح الذهنية وتحدى القدرات العقلية  فى مجالس السمر  على المصاطب فى الساحات أمام " المنادر " و " الدواوين  " وحول "الجرون" 

و" المساطيح "  - جمع مسطاح وهو مساحة كبيرة من الأرض يفرش عليها البلح ،وأعواد كيزان الذرة حتى تجف  -  فيقول أحد القوالين - فى السهرة - ليستثير رفيقه :

إن.  كنت    راجل.      وفنـّان

وتبان    عليك        الشطارة

قول. لى. السما.  كام. فدان

وادّيك    عليها.         أمارة

****

فيردّ عليه  بعد أناة  :

صلاة النبى. تمنع        ابليس

فيها.      الفايدة.     والتجارة

اسحب.  قصبتكِ.  وْ.     قيس

و.  وراك.   انكــّـت.   حجارة

 ومنها ، قدرة فـــن الواو  على الاستيعاب الملحمى للسيرة الهلالية فى صيغتها الصعيدية  - قيل إن السيرة تربو على آلاف المربعات - ونذكر أنه من أشهر من حفظوها من أبناء الصعيد الجوّانى  : جابر ابو حسين ، والضوّى ، ومحمد اليمنى ، وعز الدين نصر الدين ، وغيرهم  ، يقول أحد مربعات سيرة. بنى هلال. : 

ولا عايـمة الَّا.  ما ترسى

وتيجى  بـرّها. بالسلامة

تسعة  وتسعين.  كرسى

وقفوا للاسمر "سلامة "

*****

أنا الزناتي. ملك الغروب

ومنها الشكوى من الزمان وغدر الخلّان ، وجوْر الحكام  ، فقد كان عصر حكم المماليك والأتراك العثمانيين لمصر يتسم بالظلم والقسوة  فى جمع الضرائب ، وكان أهل الصعيد الجوّانى يعانون - ما تعانيه الناس - من وطأة هذا الظلم ،  ولقد قيّض الله أناسا يمتلكون قدرات فنية فذة  لابتداع هذا النوع من " القوالة "  . .

ومحافظة قنا ، هى  المنطقة ذات الشهرة القديمة. فى فـــن الزجل ، وهي اشتهرت بالعدد الهائل من القوّالين الذين أنجبتهم  قديما وحديثا ، والذي بلغ بعضهم  منزلة رفيعة  فى " فـــن الواو " ، ومن أشهرهؤلاء الفرسان الجنوبيين القدامى  : ابن عروس ،  وحسين الحكيم ، وأحمد القوصى ، وعلى النابى وزوجته ، وحسين زوط وأولاده ، وحسن الفرشوطى ، وحسن القفطى ، وعبدالله لهلبها الإسناوى ،  ومحمد عبدالواحد ، وابو كراع ، وحسن السقـلـّى ، وغيرهم  ..

يقول على النابى مخاطبا زوجته وهو على فراش المرض :

إن.   كان.   رقادى.    تـعـٓـبْـكى

وسراج  الـنّــيـٓـا    بات.     قايد

هاتى.   حبابك.   تعا.     ابكى

على.    طريح            الوسايد

****

فترد عليه زوجته  تقول له :

والله.  الرقاد.  ما.  تعبنى

يابو     العميمة. النضيفة 

أنا.  بــا.   اهدّ.    وابنى

ولدك. ما. هوّاش.  خليفة

******

ويقول حسن الفرشوطى  :

مالـُـه.  الهوى.  زاد.   وسْـمى

من يوم    بعادهم.      بدالى 

سـمّـت   ولدْها.  على. أسمى

خايف.    تحبّـه.        بدالى

***

ويقول عبدالله لهلبها الإسناوى. :

ياللى.      هواكى.    هوٓ سْــنا

ما.  نفعنا.  طِـبّـا   و   حجايب

فـكـّـر. علينا   هوى.  " اسنا "

و.  ساكنات           الحجايب

*****

أما. لماذا سمّى هذا الفن  بـ  ". فـــن الواو "  ؟.  فنقول :

كما هو معروف عن الفن عموما ، وفن القول خصوصا ،أنه كثيرا ما يلجأ إلى التورية ، والكلام غير المباشر ، حتى يستطيع الإفلات من الرقابة الصارمة ، والوقوع تحت طائلة القانون  عندما يكون الفن منحازا إلى الجماهيرضد سيوف الحكام ، ونظرًا  لأن من أبدعوا  هذا الفن كانوا أناسًا أميين ، أى لا يقرأون ولا يكتبون ، فكان الناس يتناقلون هذه المربعات شفاهةً ، وكذلك لعدم وجود وسائل تدوين فى ذاك العصر - إبّان ذلك العصر  -  فكان (القوّال / الشاعر)حين يلقى مربعاته المربع تلو الآخر ، يستهل كل " قولة " - كانوا يسمون المربع قولة -  بتصدير عبارة  ( و.  قال. الشاعر )  فكثرت " واوات العطف " هذه  ، فمن أجل ذلك  سمّى  بـ. ". فن الواو. " 

وسبب تصدير هذه العبارة  قبل كل مربع  هو. فى هذه الحالة إما أن يكون  من يلقى المربع  هو الشاعر نفسه ، فنجده يتخفى وراء عبارة(و قال الشاعر)  حتى لا يقع تحت طائلة القانون ،  حين يفصح الشاعر باحتجاجه على الوضع  المجحف الذى يعيشه ، إذا انتقد الحاكم فى شعره ، و" فن الواو "  فى الأصل  ابتـُدع  للتعبير عن آلام الناس وجراحاتهم  ، وكذا الشكوى من الزمان وغدر الخلّان. ..  فقد كان من مظاهر الحكم الجائر ، كثرة جمع الضرائب  وبقسوة ، لدرجة أنه كان  من يرتدى جِلْبابا جديدا  كان عليه أن يدفع ضريبة  مقابل ذلك ، ويتم ختم الجلباب بخاتم "المحتسب " الموكـّل  بأمر الجباية من قبل الحاكم  .. فكان لا بد أن يكون هذا الفن  فنا. محتجّا ..

 ،أو أن يكون  القوّال راويا لشعر غيره ، وهو لا يعرف صاحب المربع  ، فيقول " و قال الشاعر " لجهله باسم صاحب المربع ، إذ أن هذا الفن كان غير مدوّن ، بل كانت تحفظه صدور الناس وذاكرتهم ، ويتـنقل بين  القرى والبلدان ، من قرية إلى أخرى شفاهة عبر الذين يحفظونه فى الذاكرة والصدور ..!!

 كان ( الشاعر/ القوّال )  يقف بين الناس  ويقول : 

ولا. حَــدّ.   خالى من الهمّ

حتى    قلوع.        المراكب

إوْعا.  تقول. للندل   يا عم ّ

لو كان.  ع السِّر ْج.  راكب 

*****

ولا.  حَــدّ.  خالى. من  الهمّ

حتى. السّـعٓــف.فى. جريده

إوْعا. تقول. للندل.  يا   عمَّ.

لو  كان روحك. فى    إيده

******

وواضح أن الشاعر كان يقصد الحاكم ، لأنه  هو الذى  على السرج راكب - والسرج. كناية عن الحصان -  والشاعر يرى أيضا أن روحه. فى يد الحاكم ، والشاعر هنا يتهم الحاكم بالندالة  صراحة. ، لكنه اتهام مغلف. بالصياغة الشعرية التى لا يفهمها الحاكم التركى  أو المملوكى أو العيون والبصّاصون  المكلفون بمراقبة الشعب ، وحتى لو فهمها الحاكم أو أحد عونه ، فإن.( الشاعر / القوّال ) يستطيع أن ينكر أنه هو قائلها ، وأن القائل. شاعر غير معروف  ، وذلك تحت ستار ( وقال الشاعر ) ، وأنا أميل إلى هذا التفسير ، و نذكر أن هناك من يَرَوْن أسبابا أخرى لتسميته بفن الواو ..

و. "فن الواو " هو شعر مصرى جنوبي ، صادر عن السليقة الجنوبية ، ومعبر عن الطبيعة الشعبية ،  ومسجل لمزاج الشعب الجنوبي  ولغته الخاصة فى الفن والتعبير  - على اعتبار أن اللهجة. هى أيضا لغة ما - ومن خلاله يتم التعبير عن آلامه وآماله ، وهمومه وقضاياه ، وعن جراحاته المخزونة ،فينشده بحرارة ، ويلقيه بمرارة ، والشعر فى طبيعته وجوهره  هو فى حقيقته شعور ، وهناك فرق بين الشعور الأصيل والشعور الدخيل  ، أو بين الشعور الصادق  والشعور الزائف ، وفن الواو  من طبيعته الخاصة لا يعرف الزيف ، فهو فى معظمه  وليد تجربة ومعاناة ، وليس وليد تقليد ومحاكاة  ..!!

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة