بعض الاضطرابات العصبية التى تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان تترك لدى الإنسان شعورًا بالإزعاج مما يؤدى لاهتزاز الأرجل وهذا ما يسمى فى الطب بمتلازمة تململ الساقين.. وهذه المتلازمة جديرة بالتوضيح والاهتمام للبالغين، فى حوارنا مع الدكتور محمد محمود حمودة استشاري ومدرس الطب النفسي بجامعة الأزهر، نتعرف على هذا تفصيلياً. فى البداية يقول إن كثيرًا من الناس لديهم حالة عصبية وهى اهتزاز الساقين سواء فى وضع الجلوس وأحيانا عند الوقوف والبعض تزيد لديهم عند النوم وفى الحقيقة هذه الحالة ليس لها سبب معروف. ويوضح أن متلازمة تململ الساقين عبارة عن اضطراب فى الجهاز العصبي يؤدى إلى تحريك القدمين لفترات طويلة أثناء الجلوس والنوم وأحيانا الوقوف، كما أنها غير مرتبطة بوقت وهذا نتيجة لعدم الراحة والتوتر ونسبة المصابين بها من 7إلى 10 % وليس لها مرحلة عمرية محددة، ولكن أكثر الناس عرضة للإصابة النساء أكثر من الرجال لأنهن عرضة للضغوط الحياتية سواء فى العمل أو تحمل مسئولية الأولاد فى الدراسة أيضا التعرض للحمل والولادة وأيام الطمث، كل هذه ضغوط نفسية وجسدية ومع تغير الهرمونات يحدث لهن حالة من العصبية أحيانا تتسبب فى هذه الهزة للساقين بدون شعور، ولكنها تزيد عند البعض فى منتصف العمر . كما يضيف الدكتور محمد حمودة أن هذه الحالة ليس لها سبب معروف ولكن العلماء والأطباء أثبتوا أن بعض الأسباب يمكن أن تكون وراثية أى أن هناك تاريخا عائليا مرضيا أو بسبب بعض الأمراض المزمنة مثل: السكر أو مرض الفشل الكلوى أو الكبدى أو نقص الحديد أو التهاب الأعصاب الطرفية أو التهاب المفاصل أو اضطراب نفسي أو خلل بالجهاز العصبي أو نقص السيروتونين فى المخ. وهذه المتلازمة قد تصيب بعض مدمني الكافيين بأنواعه، وقد تصيب السيدات أثناء الحمل بسبب بعض الأدوية التي تم تناولها؛ ولذا دائما ننصح أية سيدة حامل قبل تناول أى دواء تلجأ لطبيب النساء، وأحيانا يصيب الأطفال بسبب بعض الأدوية وهناك أدوية تكون سببا فى الإصابة بها مثل: مضادات الدوبامين والاكتئاب وكذلك أدوية الغثيان والقلق. التشخيص يوضح الدكتور محمد فى الحقيقة متلازمة تململ الساقين ليس لها تشخيص معين مثل باقى الأمراض ولكن يعتمد على تقييم الطبيب للحالة؛ ولذا ننصح عندما يلاحظ المصاب ازدياد الحالة ولا سيما عند النوم، عليه التوجه للطبيب المختص ومعرفة التاريخ المرضي العائلى ومراجعة الأدوية التى يتناولها أو الأمراض العضوية التى يعالج منها وأحيانا يطلب الطبيب تحليل دم لمعرفة نسبة الحديد فى الجسم. عوامل الخطورة ينوه الدكتور أن متلازمة تململ الساقين لها عوامل خطورة إذا تطورت الحالة والمصاب لم يهتم بالأعراض فتزيد وتكون شديدة قد تؤدى إلى عدم النوم وارتفاع ضغط الدم أو الصداع أو التوتر العصبى الزائد وقد يعانى أصحاب المتلازمة فى الحالة الشديدة من صعوبة فى التحصيل الدراسي.. قد تعوق الإنسان فى المهام اليومية أو عدم التركيز وضعف الذاكرة هذه هى عوامل الخطورة إذا استمرت الحالة بدون علاج. الأعراض رغبة ملحة فى تحريك الساقين أو اهتزاز ويصاحب ذلك إحساس مزعج وأحيانا يحدث ذلك فى أماكن أخرى فى الجسم ولكن يكون أكثر انتشارا فى الساقين ولذا سميت بمتلازمة الساقين ....أيضا ضمن الأعراض اضطراب فى مزاولة الأنشطة الاجتماعية والمهنية وعند تطور الحالة تحدث الأعراض سابقة الذكر. ويكشف أن الإنسان يمكنه أن يتعايش فى حالة عدم ملاحظتها ولكن فى حالة العامل الوراثي فإن المتابعة مهمة مع الطبيب إضافة إلى فهم المحيطين للحالة وتجنب التوتر وتجنب الأسئلة غير المناسبة وسوف يتعايش معها الإنسان ويتم الشفاء أو على الأقل تهدأ حالة اهتزاز الساقين. الوقاية ويشير الدكتور محمد حمودة إلى أنه لا علاج متعارف عليه للمتلازمة ولكننا نقدم بعض النصائح للوقاية أو لتهدئة الحالة وكل حسب درجة الضغوط النفسية يجب إتباع الآتى :- - تغيير نمط الحياة. - عدم إرهاق عضلات الجسم. - الحد من التوتر، والاسترخاء. - الحمام الدافئ قبل النوم يساعد على هدوء الأعصاب. - تناول أدوية لعلاج نقص الحديد إن وجد، وتجنب السهر والمثول للنوم فى مواعيد ثابتة يومية وبالتالى الاستيقاظ مبكرا. - ممارسة الرياضة ولاسيما المشى. - يجب علاج الأمراض المزمنة والحالات الصعبة مثل السكر والكلى والكبد . - إعطاء أدوية منشطة للدوبامين ولكن تحت إشراف طبى .