كتبت- أمل رزق
تمر اليوم الاثنين، 28 أغسطس الذكرى الـ 33 لوفاة محمد نجيب أول رئيس مصري وأكثر الرؤساء المصريين إثارة للجدل، كونه الرئيس الوحيد الذي تم نفيه ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
ولد محمد نجيب فى التاسع عشر من فبراير عام 1901 من أم سودانية وأب مصري هو اليوزباشي يوسف نجيب مأمور وادي حلفا بالسودان. جاء محمد نجيب إلى مصر والتحق بالجيش المصري ومن ثم الحرس الجمهوري وكان أول جندى مصري يحصل على ليسانس الحقوق.
تولى الكثير من المناصب منها حاكم سيناء ورئيس المدرسة الحربية، شارك عام 1948 في حرب فلسطين وكان الضابط الوحيد بين حملة الرتب الكبيرة الذى أصيب برصاص العدو ثلاث مرات وهو يسعى لاختراق فلول الأعداء بدبابته.
انتخب بإجماع الأصوات رئيساً لنادى ضباط الجيش وكان هذا الانتخاب الشرارة الأولى في معركة تحرير مصر من الاستعمار البريطاني. وتولى نجيب قيادة سلاح المشاه وظل مديراً للمشاه إلى أن قامت “حركة التحرير” وانتخبه الأحرار قائداً عاماً للقوات المسلحة. ثم اعترفت الجهات الرسمية بهذا الاختيار.
تولى محمد نجيب رئاسة مصر فى الثامن عشر من يونيو عام 1953، وفى هذا اليوم أيضًا تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، ومنذ هذا اليوم بدأت المشاكل وبدأت خلافاته مع العديد من الجهات أبرزها مجلس قيادة الثورة.
في فبراير 1954 قدم محمد نجيب استقالته رفضًا لتدخل الجيش متمثلا فى مجلس قيادة الثورة بالحياة السياسية، كما طالب بعودة الحياة النيابية من جديد، وكان ينوى بذلك التنحي عن حكم مصر إلا أن تلك الاستقالة كانت سبباً في تقوية موقفه على سدة الحكم ولو إلى حين، إذ خرجت مظاهرات حاشدة في مصر والسودان تُطالب بعودة محمد نجيب للرئاسة مرة أخرى وتنفيذ كافة مطالبه.
طالب محمد نجيب فور عودته بتعجيل عودة الحياة النيابية وتعديل الدستور، لكن مجلس قيادة الثورة اجتمع يومها بقيادة جمال عبد الناصر وقرر بالإجماع عدة قرارات أهمها حل نفسه وتزامن ذلك باتهام محمد نجيب بأنه يُجرى اتصالات مع حزب الوفد لتسليمه الأغلبية النيابية لتخرج فى الثامن والعشرين من مارس عام 1954 مُظاهرات حاشدة تُطالب بإلغاء الحياة النيابية ورفض الديموقراطية كما قام السائقون بالإضراب لشلّ حركة البلاد.
وفي صباح الرابع عشر من نوفمبر عام 1954 توجه نجيب من بيته إلى مكتبه بقصر عابدين كالعادة، لكنه فوجئ بتغير معاملة الجنود له، حيثُ عزفوا عن تقديم التحية العسكرية، بل ورافقه جُنديان إلى المكتب بما يُشبه المراقبة، فما كان من نجيب إلا أن اتصل بعبد الناصر الذي أخبره أن عبد الحكيم عامر في طريقه إلى القصر لإطلاعه على كل شىء.
عندما وصل عامر أخبر نجيب بأن المجلس قرر بالإجماع إعفاءه من منصبه، فلم يُعارض نجيب بل قال أن الإقالة ما دامت جاءت منكم فمرحبًا، وأثناء استعداده لمغادرة القصر أخبره عامر أن عليه المكوث في فيلا تخص زينب الوكيل (حرم الزعيم مصطفي النحاس ) حتى تهدأ الأمور، وأكد أن هذا الوضع لن يستمر إلا ثلاثة أيام على الأكثر، لكن الأيام الثلاثة تحولت إلى ثلاثين عام .قضى محمد نجيب أكثر من ثلث عمره فى هذا المكان حيث تم استقبال رئيس مصر الأول أسوأ استقبال وقام الجنود بمضايقته منذ اللحظة الأولى له وتم منعه من الخروج مهما حدث.
وفي 1971 أمر الرئيس السادات بالإفراج عنه، لكنه ظل مُتجاهلًا من قبل السادات والمجلس النيابي ومن بقىّ من مجلس قيادة الثورة.
في عام 1983 خصص الرئيس مبارك فيلا له بقصر القبة، لكنه لم يعش فيها أكثر من عام، حيث مات فى 28 أغسطس 1984تاركاً وراءه وصية وحيدة تقول بأنه يتمنى أن لا يتم دفنه فى مصر، لكن مبارك رفض ذلك تقديرًا له وأمر بإقامة جنازة عسكرية له انطلقت من مسجد رابعة العدوية، وتم دفنه بمقابر الشهداء.
وبعد مرور قرابة الـ34 عاما وتحديدا الشهر الماضي رد الرئيس عبد الفتاح السيسي الإعتبار لمحمد نجيب الذي ظلم كثيرا عندما أطلق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط .. قاعدة محمد نجيب العسكرية.