11-3-2023 | 07:08
أحمد فاخر
نسمع كل يوم عن نقص الكالسيوم، وفيتامين (د) دون أن نعرف مخاطرهما على صحة الأطفال، وأن نقصهما يعتبر السبب الأساسي في إصابة الأطفال بمشاكل العظام التي أشهرها لين العظام الذي يؤدي بدوره إلى تقوس الساقين وأحياناً الساعدين أيضاً.
في هذا التحقيق نتعرف على كافة التفاصيل عن المرض وكيفية الوقاية منه، وطرق العلاج المناسبة.
يقول الدكتور رفعت الجابري استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة إن نقص الكالسيوم وفيتامين (د) من أكثر المشاكل الشائعة عند الأطفال والتي بدأت في الانتشار مجدداً بعد أن كانت قد اختفت.
ويوضح أن لين العظام عند الأطفال أو الكساح، عبارة عن ضعف عظام الطفل، فلا تكون بالصلابة المعروفة لنا، ويكون الهيكل العظمي للإنسان صلباً نتيجة ترسب الكالسيوم داخله، وعندما تقل نسبة الكالسيوم في العظم يبدأ في فقد صلابته ويعاني الطفل بما يسمى (لين العظام)، وعلينا التوضيح بأن النقص في الكالسيوم يبدأ من شهور الحمل حيث يجب على الحامل تناول الأطعمة التي تحتوى على الكالسيوم لأنه العامل الأساسي في قوة وصحة العظام والأسنان لدى الجنين مستقبلاً، لذلك على الأم الاهتمام بتناول منتجات الألبان والزبادي والبيض بالإضافة لتناول أي مركب من مركبات الكالسيوم كمساعدة جوهرية في بناء جسم الطفل قبل الولادة.
ومن أهم علامات الإصابة بلين العظام عند الأطفال يكشف لنا الدكتور أمير عاصم ماجستير جراحة العظام بقوله إن لين العظام تسهل ملاحظته في الجمجمة حيث تكون عريضة من الجانبين إلى حد ما مع وسع في فتحة التحام عظام الجمجمة أعلى الرأس، كما يكون الجزء العلوي من الساعد أسفل كف اليد مباشرة كبيرا وعريضا إلى حدٍ ما وليس مسحوباً للأسفل بشكل طبيعي، كما أن قلة الكالسيوم في العظام تؤدي إلى التأخر في الزحف عند سن 8 أو 9 أشهر، وبالتالي يتأخر في المشي أيضاً .
كما يتأخر ظهور الأسنان حيث يصل إلى عام من دون أن تظهر سِنَّة واحدة في الفم، ويعتبر التأخر في الزحف والمشي لهؤلاء الأطفال المصابين بلين العظام من إحدى نعم ربنا عليه، لأنه إذا استطاع السير فسوف يحمل كتلة جسمه على ساقين مدعمتين بعظام لينة ومرنة للغاية مما يؤدي لتقوس الساقين أو اليدين بسبب الزحف.
ومن علامات لين العظام أيضاً حدوث بروز شديد في أضلاع القفص الصدري للطفل ويصل هذا البروز لدرجة شديدة من الوضوح مثل الكور خاصة من أقصى جانبي الجسم ليشبه حبات السبحة، وبدلاً من الوصول لتلك المرحلة الصعبة، الأفضل للأم وقاية طفلها من ذلك بتناول الكالسيوم أثناء الحمل وكذلك بإعطائه للرضيع عند وصوله سن شهرين 400 وحدة فيتامين (د) (عادياً) وليس نشطاً مع الرضاعة الطبيعية وتعريض الطفل للشمس قبل الساعة العاشرة صباحاً وبعد الرابعة عصراً لأن أشعة الشمس لها دور أساسٍ ومباشر في تقوية مكونات فيتامين (د) داخل الجسم دون أي آثار جانبية.
ومن مشاكل العظام عند الأطفال الإصابة بالتهاب المفاصل (GCA) وهو من حالات الروماتويد، وعلاماته هي حدوث حرارة مستمرة لا تستجيب للعلاج والمخفضات مع الإصابة بآلام وتورم واحمرار بالمفاصل الخاصة بالمعصم وأصابع اليد وكاحل القدم، كما يمكن ظهور طفح أحمر على الجلد، ويمكن لطبيب الأطفال المحترف تشخيص تلك الحالة، ولكن لها أطباء متخصصين لمتابعة علاج الطفل مدى الحياة.
أما عن تقوس الساقين عند الأطفال يوضح لنا الدكتور محمد الديب أستاذ جراحة العظام والعمود الفقري بأنه يتم ملاحظته بعد أن يبدأ الطفل في المشي الذي يحدث عادةً بدايةً من سن 9 أشهر وحتى 18 شهرا، حيث يكون شكل الساقين مقوسا بدلاً من كونهم متوازيين، ولكن في البداية لا نريد الخلط بين تقوس الساقين الطبيعي عند كل الأطفال والآخر الذي يحدث نتيجة نقص الكالسيوم وفيتامين (د)، حيث إنه من الطبيعي أن يكون ساقي الطفل فيهما نوعا من التقوس البسيط من بداية الولادة وحتى عام ونصف، وأيضاً الطبيعي أن تكون الساقين مقوسة للخارج بنسبة بسيطة حتى هذه السن، ثم بعد سنتين من الولادة تبدأ في الاستقامة وعند سن أربع سنوات تعود لتقترب الساقين قليلاً من بعضهما البعض، ثم تعود لتستقيم ثانية عند سن ست سنوات، وكل هذا لا يدل على ظاهرة مرضية حيث تظل الساقان في دورات طفيفة من التقوس والاستقامة حتى سن البلوغ.
ولكن في حالة ملاحظة الأبوين حدوث تقوس بشكل كبير ومفرط لساقي الطفل ابتداء من عمر سنة وحتى أربع سنوات يجب التوجه سريعاً للطبيب لعمل بعض الأشعة والتحاليل البسيطة للاطمئنان على حالة العظام ونسبة الكالسيوم وفيتامين (د) وبعض الهرمونات في الدم لأن في حالة نقص أحدهم يؤثر ذلك على حالة العظام، فمثلاً من مضاعفات نقص فيتامين (د) ضعف عام بعضلات الجسم وصعوبة ممارسة أي نشاط، ولذلك ننصح الأمهات بتعريض أطفالهن لأشعة الشمس في فترتي الشروق والغروب لتقوية العظام وتنشيط وزيادة فيتامين (د)، وإذا كان التقوس شديدا نقوم بعمل حذاء طبي ومشدات للساق لنضغط على العظام ونجعلها تستوي لتعود في الوضع المستقيم من جديد، وعادة في خلال فترة قصيرة (من 6 - 12 أسبوعا) نجد تحسُّنا في وضع الساقين، ويجب التأكيد بأنه كلما بدأنا العلاج في سن صغيرة كان ذلك أسهل في العلاج واستعادة الشكل الطبيعي للساقين بدون عمليات جراحية، وأيضاً لتجنب تعرض الطفل لإعاقة إذا تم إهمال الأمر دون علاج في سن مبكرة.