الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

مسيرة نضال لأجل فكرة القومية

  • 14-3-2023 | 16:28
طباعة

ما يجمع الزعيمين، المصري العربي جمال عبد الناصر، والكردي مصطفى البارزاني، هو إيمانهما بفكرة القومية والدفاع عنها، هكذا اتفق مؤرخون مصريون وعرب كبار قابلتهم في القاهرة ودول أخرى، في هذا الرأي.

القومية العربية قائمة على خصوصية العرق نسبة إلى اللغة، والقومية الكردية كذلك وهي سر تمسك هذا العرق بها، وقد ظل خادما لشعوب المنطقة كافة مدافعا عن حقوق الأمة الإسلامية بالمنطقة ضد كل خطر، وصلاح الدين الأيوبي أعظم الأمثلة في هذا الشأن.


هكذا رأى العرب جمال عبد الناصر وخلده التاريخ في ظرف سياسي عالمي حساس بعد الحرب العالمية الثانية التي أنتجت القوى العظمى بعدها مصطلح الشرق الأوسط، وهكذا رأى الكرد الزعيم مصطفى البارزاني الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده المائة والعشرين.


ففي 14 مارس من العام 1903، ولد في بارزان عرين الأسود، لعائلة وطنية دينية، عرف بالزهد والتواضع، ومنذ نعومة أظافره تعرض مع والدته للسجن على يد النظام التركي آنذاك، وعاش وترعرع في منطقة عرفت بالعدالة والمساواة، وفي ريعان شبابه قاد ثورات بارزان ضد الاحتلال الإنجليزي، وبشهادة الإنجليز أنفسهم فقد عانوا الخسائر من قوات بارزاني. 

وخلال إعلان أول جمهورية كردية في مهاباد عام 1946 بقيادة القاضي محمد التحق بتلك الجمهورية للدفاع عنها  إلا أن مؤامرة القوى آنذاك كانت أكبر من قدرة مؤسس الجمهورية وقواتها.

بعدها؛ ومن خلال ملحمة بطولية استطاع عبور حدود ثلاث دول، العراق و تركيا و إيران، إلى الاتحاد السوفيتي السابق، ومكث هناك 12 سنة، لم ينس خلالها قضية شعبه بل طرق أبواب الكرملين مطالبا بالدفاع عن أهله من ظلم و بطش الأنظمة العراقية آنذاك.

بعد قيام ثورة 14 تموز.يوليو، عاد إلى العراق معززا مكرما مستقبلا استقبال الأبطال من قبل العراقيين جميعا وقابل الزعيم عبدالكريم قاسم، وتم الاتفاق على الحقوق القومية و الثقافية للشعب الكردي، إلا أن تعنت النظام آنذاك وعدم تنفيذ وعده ادى إلى اندلاع ثورة أيلول/ سبتمر عام 1961 للدفاع عن حقوق العراقيين جميعا، فقامت الثورة تحت شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان"، وهو شعار الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أسسه البارزاني في 16 أغسطس عام 1946 .

وخلال ثورة أيلول التفت الجماهير العراقية بكافة مكوناتها القومية، الكردية و العربية و التركمانية و السريانية، وكذلك باختلاف المعتقدات و المذاهب الدينية، وامتزجت دماؤهم في الدفاع عن الديمقراطية، فحققت العديد من الانتصارات وتم إبرام اتفاقية مع الحكومة العراقية سميت باتفاقية آذار. في 11 مارس 1970 والتي اعترفت بالحقوق القومية والثقافية لشعب كردستان، وكانت خلال الأربع سنوات الأولى سارية المفعول فشهد العراق عصره الذهبي في الاستقرار والتقدم، إلا أن لجوء النظام آنذاك للتنازل عن أراضي عراقية لإيران من أجل ضرب الحركة التحررية الكردية، انهارت معه الثورة لمدة قصيرة، لكن بعد شهور أعلنت ثورة كولان عام 1976 بقيادة مصطفى بارزاني والتفت الجماهير المخلصة حولها للدفاع عن كردستان وشعبها ليستعمل النظام النار ضدها.

كانت الفاجعة وفاة مصطفى بارزاني في الأول من مارس 1979 ولكن لايزال  نهجه يقتدى به في النضال من أجل الديمقراطية، واستمر الزعيم مسعود بارزاني و شقيقه إدريس بارزاني في النضال حتى وفاة الخالد ادريس البارزاني  بداية العام 1986 ليرث الزعيم مسعود بارزاني تركة ثقيلة و بإرادة وعزيمة  حقق بهما الكثير من الإنجازات.

ما يجمع فكرة القومية العربية والقومية الكردية مباديء راسخة أولها وأهمها إيمان قائد كل منهما بالعدالة الاجتماعية لشعبه وإذابة الفروقات الطبقية، هكذا استمر نهج ناصر عربيا، وعاشت رؤية بارزاني في خدمة الشعب الكردي، والعراق أيضا، وهكذا تعيش سيرة الزعماء بيننا للأبد. لقد كان مصطفى بارزاني قائدا خدم شعبه ومات من اجل شعبه فليكون ذكراه ولادته درسا وعبرة لنا جميعا لنسير على نهجه الخالد لبناء مجتمع مدني ديمقراطي بعيدا عن العنف والتعصب والكراهية وبناء عراق ديمقراطي فدرالي تعددي.. لقد جمع مصطفى بارزاني كل الكرد فليكن الجميع ملتزمين بنهجه.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة