أقبل شهر رمضان على المسلمين بشعائر الصوم والصلاة وقراءة القرآن، وضبط النفس والالتزام بالمعاملة الحسنة وتهذيب النفس، والزكاة وإخراج حق الله في الأموال،
لكنه وعادة ما يلازمه انقسامات ومصطلحات في حديث مع بعض الأشخاص عن عادة الإسلام وتعاليمه التي تعلمناها وتربينا عليها ذكرت إحداهم مصطلح "الإسلاموفوبيا" في حديث مطول عن ذلك المصطلح الذي كثيراً ما يتردد على مسامعنا، ولكننا لا نقف عنده ولا يعطي أغلبنا له الأهمية لنعرف ماذا يعني الإسلاموفوبيا.
الفوبيا هي الخوف القهري اللاشعوري غير العقلاني وغير المبرر من موقف أو شخص أو ظاهرة، وعندما نضيف لها كلمة الإسلام يصبح مصطلح "الإسلاموفوبيا" الذي يعني الخوف المبالغ به وغير المبرر من الإسلام.
ظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1997 عندما استخدمته جهة بحثية يسارية بريطانية تسمى "رينميد ترست"، لإدانة تنامي مشاعر الكراهية والخوف من الإسلام والمسلمين، في دراسة بحثية هدفها تسليط الضوء على الظاهرة، ثم برز مفهوم الإسلاموفوبيا بعد انتهاء الصراع بين الغرب والشيوعية، فقد أدى ذلك لانتهاء بعض المصالح والتحالفات المرتبطة بمواجهة الشيوعية ثم عاد التوجه نحو الصراع من جديد بين الغرب والمسلمين وازداد بشكل واضح مع أحداث 11 سبتمبر عام 2001 التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الهجمات التي تبناها تنظيم القاعدة وازداد رواج تلك الظاهرة والمصطلح مع انتشار وسائل الإعلام الالكترونية.
وفي عام 2017، وبعد مرور 20 عاماً على استخدام المصطلح أول مرة، أصدرت "رينميد ترست" تقريراً ثانياً بعنوان "الاسلاموفوبيا لا تزال تمثل تحدياً لنا جميعاً" أكدوا فيه تحوُّل الإسلاموفوبيا إلى ظاهرة عالمية تستدعي التعامل معها بقدر أكبر من الجدية نظراً إلى خطورتها على السلم المجتمعي في العالم، ولكن ماهي مظاهر الإسلاموفوبيا.
ارتبطت مظاهره بالمسلمين فكان ينظر لهم بعدم اكتراث نسبي، ينظر لهم انهم شعب كريه وشرير غريب بشكل كلي عن الرب ولا ينفع معه سوى الإبادة، متطرف وعدائي وازدادت تلك المظاهر بسبب صناعة الإعلام لصورة غير حقيقة أن الحقيقة المصطنّعة التي ينتجها الإعلام عن الاسلام والمسلمين تشكّل ضاغطًا أكبر من الحقيقة الموجودة على أرض الواقع وتكون صورة خاطئةٍ عن المسلمين تجعل الحكم على المؤمنين.
وانطلاقًا من هذه النتيجة وصولاً للتمييز المزدوج هذا التمييز يتم في الإعلام، بأن التمثيل الإعلامي للإسلام والمسلمين الذي شكل في الآونة الأخيرة الأدبيات بشكلٍ فعلي يؤيد الجانب السلبي للخطاب والصورة المتعلقة بالمسلمين في وسائل الإعلام الرئيسية الغربية والتي تؤيد وتؤكّد مزاعم تجريم المسلمين والعبارات التي ترتبط دائما بكلمة مسلم مثل عبارات الأصولية الإسلامية والتطرف الإسلامي والتشدد الإسلامي وكلها بعيده كل البعد عن تعاليم ديننا.
الاسلام دين تسامح وعفو ومغفرة ورحمة، صفاته جميلة أبعد ما تكون عن تلك الصور التي تتصدر عنه، كانت تلك أولى سلسلة مقالات الاسلاموفوبيا والتي سنستكملها في المقالات القادمة.