6-5-2023 | 12:00
أماني عزت
حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية يعاني حوالي 422 مليون شخص حول العالم من مرض السكر ومعظمهم من البلدان النامية، كما ذكرت أن هناك مليونا ونصف حالة وفاة بسبب داء السكر، وهناك أنواع من مرض السكر منها النوع الأول الذي في الأغلب يصيب الأطفال والمراهقين، والنوع الثاني الذي ينتشر بين البالغين، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح يصيب الأطفال أيضا، وذلك لعدة أسباب سنتعرف عليها من خلال حوارنا مع الدكتور هشام الحفناوي أستاذ أمراض الباطنة والسكر بقصر العيني وعميد معهد السكر السابق.
يقول الدكتور هشام الحفناوي أستاذ أمراض الباطنة والسكر: إن مرض السكر هو مرض مزمن يحدث عند ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات جسيمة في كل من القلب، والأوعية الدموية والكلى، والعينين، ولذلك دائما نقول إن المشكلة ليست في السكر كمرض ولكن المشكلة في مضاعفاته التي تصيب أجهزة حيوية في الجسم.
ويوضح الحفناوي إن مرض السكر من النوع الأول يحدث عندما ينتج البنكرياس القليل من الأنسولين أو لا ينتجه، أما السكري من النوع الثاني فهو عندما يصبح الجسم مقاوما للأنسولين ولا يستجيب له و يعمل الأنسولين كمصدر لدخول السكر من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة و عندما لا ينتج جسمك ما يكفي من الأنسولين أو لا يستخدمه بشكل جيد يبقى الجلوكوز في الدم ولا يصل إلى الخلايا، وبالتالي يبقى السكر عالقا في مجرى الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ويأتي السكر من النمط الأول نتيجة تفاعل المناعة الذاتية ومهاجمتها للخلايا التي تصنع الأنسولين في البنكرياس وتدميرها، مما يمنع الجسم من صنع الأنسولين و يصيب هذا النوع في الأغلب الأطفال والمراهقين ولا توجد هناك أية طريقة للوقاية من السكر من النمط الأول، لأنه له علاقة بالجينات الوراثية .
أما عن الأعراض يقول الحفناوي: إنه لا توجد اختلافات كبيرة بين أعراض السكر عند الأطفال سواء النمط الأول أو الثاني، وتظهر أعراض السكر عند الأطفال من النمط الأول بنفس الطريقة التي تظهر بها عند البالغين والمراهقين، وتتمثل الأعراض في زيادة العطش، والتبول، وفقدان الوزن غير المبرر،
و زيادة الجوع العصبي ، والشعور بالتعب سريعا، كما تظهر شواك الأسود وهي عبارة عن ظهور مناطق داكنة في أماكن مختلفة في الجسم وخاصة في الرقبة وعلى الرغم من أن مرض السكر من النمط الثاني أكثر شيوعا بين البالغين إلا أنه بين عامي 2014 و2015، كان حوالي 24 % من المشخصين بمرض السكر من النمط الثاني هم من الأطفال، وهذا بسبب نمط الحياة غير الصحي وكثرة تناول الأطفال للوجبات السريعة وانتشار السمنة بين الأطفال.
وعن كيفية التشخيص يشير الحفناوي إلى أن التشخيص يكون عن طريق عمل تحليل سكر الدم العشوائي، ويتم في هذا الفحص قياس نسبة السكر في الدم خلال أية ساعة من النهار أو الليل سواء كان طفلك في حالة الصيام أو الإفطار و يشير مستوى السكر في الدم الذي يزيد علي 200 ملليجرام لكل ديسيلتر إلى مرض السكر ولابد أن نؤكد على ضرورة الكشف المبكر عن الإصابة بمرض السكر، لأن هناك عواقب للتشخيص المتأخر لمرض السكر من النمط الأول منها الإصابة بالحماض الكيتوني السكري وهو حالة خطيرة ومهددة للحياة وتتطلب علاجا فوريا، حيث تحدث هذه الحالة عندما يفشل الجسم في استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة نظرا لانخفاض مستويات الأنسولين، وبالتالي يبدأ في تكسير الدهون للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى إنتاج مواد كيميائية تسمى الكيتونات، والتي يمكن أن تكون سامة عند وصولها إلى مستويات عالية، ويؤدي تراكمها إلى الإصابة بالحماض الكيتوني السكري.
أما السكر من النوع الثاني فبدون علاج يتطور بشكل سريع لدى الأشخاص الأصغر سنا منه عند البالغين، كما أن هذه الفئة عرضة أكثر للإصابة بمضاعفات مثل أمراض الكلى ،وتضرر العينين ،وارتفاع ضغط الدم.
ومن أهم النصائح التي يوجهها أستاذ أمراض السكر للأسرة التي بها طفل مصاب بالسكر أنه إذا بدأت تظهر علي الطفل بوادر مرض السكر لابد من فهم كيفية تأثير المرض على طفلكم والقدرة على التكيف والصبر، والمراقبة الصارمة لمستويات الجلوكوز في دم الطفل ،وتجنب أن يقع طفلكم في انخفاضات وارتفاعات السكر في الدم، مرض السكر قد يحتاج إلى إعطاء الأنسولين للطفل.
ولذلك يجب تعلم كيفية القيام بذلك كما يجب أن نكون على دراية بأعراض انخفاض نسبة السكر في الدم، وما يجب فعله في هذه الحالة وأخيرا عندما يكبر طفلك علموه كيفية أخذ حقن الأنسولين الخاصة به واحرصوا على أن يكون جميع المجتمع المحيط بالطفل على علم بإصابته بمرض السكر حتي لا قدر الله إذا حدث للطفل أي طارئ يتم التعامل معه بشكل سليم.