لا أحد ينكر أن منزل الأجداد هو الملاذ الآمن لكل صغير، فهم منبع الحب والأمان للأحفاد، ولكن قد يكون لتدخلهم في تربية الأحفاد أثارا سلبية على نفسية وسلوكيات الطفل، وخاصة في حالة استلام الأجداد تلك مهمة بصورة دائمة أو شبه دائمة نتيجة انفصال الوالدين أو سفرهم...
وفي السطور التالية تستعرض "دار الهلال" مع خبيرة تربوية ونفسية، مخاطر وسلبيات تدخل الأجداد في تربية الأحفاد وطرق تفاديها...
أكدت الدكتورة "وسام منير" خبير الاستشارات النفسية والتربوية، ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، أن لا يوجد أحن من الأجداد على أحفادهم، فهم ينظرون إليهم وكأنهم نتاج ثمارهم من الأبناء، الأمر الذي يجعلهم يتدخلوا بصورة عامة في تربية أحفادهم حال زواج أو انفصال أبنائهم، ولكن تكمن المشكلة عند انتقال مسئولية الحفيد بالكامل للجد أو الجدة جراء طلاق أو سفر والديهما وترك مهمة الصغير للأجداد.. ومن هنا تبدأ الأزمة حيث تشوب تربية الصغير كثير من السلبيات والتأثيرات النفسية غير الصحية وذلك للأسباب الآتية:
- التدليل الزائد للطفل من قبل الجد، والتجاوز عن الأخطاء والسلوكيات غير المقبولة، التي من المحال غفرانها من قبل والديهم.
- تلبية الجد لجميع طلبات ورغبات الحفيد، ظناً منه أنه بذلك يعوضه الحنان والمشاكل الأسرية التي فقدها من الأب والأم.
- تعليم الطفل الإسراف في كل شيء سواء في المشاعر أو المادة.
- حدوث تناقض كبير بين تربية الأجداد لأحفادهم، وتربية الوالدين لأبنائهم، حيث أن الأبوين يقوموا بتربية الطفل على نمط سلوكي محدد وفقاً لمعايير متفق عليها.
- إتاحة الفرصة للطفل لاستخدام "السويشيال ميديا" بشكل غير مقنن.
- تعرض الأحفاد للكثير من المشاكل الغذائية والصحية والسمنة أحيانا، في ظل تربية الأجداد، نتيجة تدخين الجد أمامهم، وشراء الكثير من الحلوى والأطعمة الغير صحية للطفل، دون تعقل أو توازن.
- عدم وجود المرونة والصبر لدى الأجداد عند تعاملهم مع الأطفال، نظرا لوجود فروق عمرية كبيرة بينهم.
- تعليم الطفل التمرد، نتيجة التسامح المفرط لأخطاء الحفيد، مما يجعله متمردا على أي شخص يرفض له رغبته أو احتياجاته.
- غياب القدوة وعدم التحصيل المدرسي للطفل أو ممارسة الأنشطة الرياضية، مما يعلم الطفل الكسل، حيث أن الأجداد يخشون من الضغط على أحفادهم للقيام بالأعمال المدرسية أو الذهاب للأندية ويتركوهم بكامل حريتهم.
- فقدان أسلوب الثواب والعقاب، حيث أن الجد لا يربي الطفل على مبدأ تأجيل الرغبات وعدم تنفيذها حين يطلبها.
- عدم القدرة على الإنصات والاستماع لمشاكل الأحفاد، وفقا لمرحلتهم العمرية.
- افتقاد الأطفال العادات الحسنة والعبادات والطقوس الدينية، لأن الجد يجد أن إلزام حفيدة بتلك العبادات نوعا من الضغط والعبء النفسي والبدني عليه، بخلاف تربية الأبناء مع أبائهم حيث يلزموهم بالصلاة والعبادات والأخلاق الحسنة.
ونصحت خبير الاستشارات النفسية والتربوية، الأجداد بضرورة إتباع بعض الإرشادات النفسية من اجل تربية أحفادهم بشكل صحي، عن طريق:
- لابد من تقديم الجد الدعم النفسي والسلوكي للطفل، وفقا للمرحلة العمرية، وجنس الحفيد سواء ذكر أو أنثى.
- الإنصات والاستماع الجيد لما يشعر به الحفيد، والتحلي بالصبر من أجل التفكير في حل مشكلاتهم، وعدم التسرع في شراء ما يرغبون به أو ألهائهم بأي مغريات من اجل تغير تفكيرهم وبعدهم عن ما يشعرون به.
- لابد من استخدام أسلوب الثواب والعقاب للأحفاد، حتى يشعروا بالتكامل الأسري وأنهم بشر يخطئون ويصوبون.
- ضرورة تأجيل رغبات الطفل، وعدم تنفيذها مرة واحده حتى في حالة الاستطاعة المادية لها، كي يتعلم الطفل عدم الإسراف وضبط النفس.
- مراعاة الفجوة العمرية بين الجد والطفل، وما طرأ من متغيرات مجتمعية يعيشها الحفيد.
- الاهتمام بالنشاط البدني للطفل.
- الاهتمام بجانب العبادات والمظاهر الروحانية.
- تعليم الصغير للمفاهيم والأخلاق من خلال القصص والأفلام الكرتونية.
- مساعدة الطفل على التحصيل الدراسي وتشجيعه على التفوق وتطوير مهاراته اللغوية.
- عدم تذكير الطفل بظروف والديه وتخليهم عنه، لخلق جو صحي نفسي وسلوكي، كي ينمو الطفل في بيئة نقية وصحية.