الجمعة 17 مايو 2024

هل تغير المناهج التعليمية يؤثر على درجة استيعاب الطالب؟.. خبير تربوي يجيب

رسمي عبد الملك

سيدتي25-5-2023 | 00:37

فاطمة الحسيني

يعد التعليم بمثابة القوى القادرة على  تأسيس وبناء الفرد ومحو الأمية والجهل من المجتمع، ومقياس حقيقي لازدهار ورقي المجتمعات وتطورها الحضاري، الأمر الذي جعله على رأس أولويات النقاش في جلسات الحوار الوطني اليوم، حيث  يخصص المحور المجتمعي جلستان بشأن التعليم قبل الجامعي.

ولذلك دعونا نتساءل إلي أي مدى تؤثر التغييرات الجذرية في المناهج والمنظومة التعليمية على ذكاء الطالب وقدرته على الاستيعاب، سواء في مرحلة الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي.

ومن جهته أكد الدكتور "رسمي عبد الملك رستم "أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن التعليم لابد أن يقوم على التجديد والتنظير من وقت لآخر، وذلك لمواكبة ومسايرة العصر الحالي من تكنولوجيا المعلومات وسرعة تدفقها، الأمر الذي جعل القائمين على المنظومة التعليمية يقوموا بالتغييرات المستمرة والمنتظمة في المناهج، كي يكسبوا الطالب المهارات الحياتية وكيفية التعامل مع التحديات المستجدة على العالم المجتمعي.

وأضاف أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن هناك فهم خاطئ بأن تلك التغييرات في المناهج التعليمية، تتسبب في تشتيت الطالب وعدم تركيزه، بينما تكمن المشكلة في عدم تأهيله وتقبله لنظام التعليم الجديد القائم على الفهم والبحث وإعداد النظريات العلمية، وليس القائم على الحفظ والتلقين، حيث تقوم المناهج التعليمية على تعليم الطالب أهم سلاح يساعده في التغلب على الصعاب، وهو كيفية إدارة الوقت واستثماره، ما بين ما يتلقاه من علم ويدرسه والوقت الذي يستثمره على منصات التواصل الاجتماعي وغيره من الأنشطة التي يمارسها على مدار اليوم، لأن الوقت هو مجموعة الأيام والسنين التي لابد من حسن إدارتها.

واستطرد عبد الملك، أن ما نشاهده اليوم من تغير وحدوث طفرات تعليمية، تعطي فرصه للطالب أن يتخذ من المعلم قدوه ويشاركه فيما لا يستوعبه من معلومات، ليحاولا فهمها سوياً، عن طريق التطبيق العلمي، كما أن وزير التربية والتعليم الدكتور "رضا حجازي"، استطاع من خلال الإطلاع على خبرات التعليم الناجح حول العالم، بعمل المدرسة التكنولوجية كي يساعد الطلاب على تطبيق ما يدرسوه من علم، مما يؤكد سير المنظومة التعليمية على الخطي السليم للتقدم العلمي على مستوى العالم.

واختتم قائلاً، أن الفكرة القائم عليها هذا التغيير، هو بناء طالب ذو شخصية عالمية تحتفظ بهويتها القومية، وتتطلع على هويات الآخرين لتأخذ ما ينفعها وتتجنب ما يسيء لقوميتها وهويتها، بعيداً عن الحفظ والتلقين، بل اعتمادا على المهارات واكتساب المعارف، كي نحصل في النهاية على تكوين باحث علمي يستطيع إنتاج نظريات علمية، وليس طالب بالشكل التقليدي غير الممنهج.