السبت 23 نوفمبر 2024

3 قضايا تعكس مستقبل الثقافة العربية.. تعرّف عليها

  • 22-9-2017 | 14:14

طباعة

طرحت مكتبة الشبكة العربية 3 إصدارات أدبية تناقش على صفحاتها العديد من القضايا المتعلقة بالثقافة العربية، وتسلط الأعمال الأدبية الضوء على 3 محاور أساسية أبرزها كتاب "في سوسيولوجيا الثقافة والمثقفين" للمفكر المغربي الراحل عبد السلام الحيمر الذي يدور حول إيجاد العلاقة بين الحداثة والثقافة، وكذلك نقاط التماس بين علاقة الثقافة بالأيديولوجيا.

فيما يرصد كتاب "المفكرون العرب مشاريع وتطلعات"، وهو من إعداد نخبة متنوعة من المفكرين العرب وتقديم الدكتور علي عبد الهادي المرهج، أهـم مـشـاكـل الـفـكر العـربي، حيث يصفه بأنه يعاني مـن ضـغط الأيديولجيا، أيديولوجيا السلطة من جهة والأيديولوجيا الدينية من جهةٍ أخرى، وأيديولوجيا الطبقات المعارضة بكل مظاهرها وتنوعاتها، وهناك أيديولوجيا المفكرين العرب.

وتسعى الكاتبة هدى التميمي، في كتابها "الأدب العربي عبر العصور"، إلى دراسة بعض الظواهر الأدبية في تاريخ الأدب العربي، وتعتبر التميمي -في كتابها- أن قضايا الأدب العربي ومسائله في مختلف العصور على درجةٍ من التنوع والاتساع.

ويستدعي الدكتور عبد السلام محاولات التفكير في مفهوم مجرد مثل مفهوم "الثقافة" الذي لا يمكن التفكير فيه إلّا من خلال مقابلته لمفاهيم تدخل معه في علاقات يكتسب منها معناه ودلالته، لا في حقلي اللغة والفكر فقط، بل في سياق الحياة الاجتماعية للبشر أيضاً.

وتمثل هذه العلاقات -لأول وهلة- أمام الذهن في صيغة "ثنائيات"، ولكن هذه العلاقة لن تكون ممكنة إلأّا بحضور حد ثالث يبقى مضمرًا بينهما، وهو الحداثة.

ولم تظهر كلمة "ثقافة" وكلمة "أيديولوجيا"، ولم تظهر فكرة "الطبيعة" بمفهومها الوضعي العقلاني الرياضي والتجريبي، أو بمفهومها الفلسفي الحقوقي والإنساني، إلّا في سياق تكوّن الحداثة في أوروبا بكل ما تتضمنه الحداثة من نزعةٍ أنوارية إنسانية وزمنية، حيث لا تعني شيئًا غير مكوّنات أساسية من مكوّنات الحداثة.

وكما الثقافة والأيديولوجيا والطبيعة، يصدق الموضوع على النخبة الثقافية التي ظهرت لتدل على ظواهر اجتماعية جديدة، فما هي الثقافة؟ وما علاقتها بالحداثة؟ وما علاقة الثقافة بالنخبة الثقافية والمثقفين؟ وما علاقة المثقفين بالحداثة؟ وما علاقة الثقافة بالأيديولوجيا؟ هذا ما تدور حوله فصول هذا الكتاب الذي قُسّم إلى قسمين، وتضمّن 4 فصول، القسم الأول حول الثقافة والحداثة، والقسم الثاني حول النخبة الثقافية والمثقفون والحداثة.

ونحن نعتقد أن أسئلة الفكر العربي الحديث والمعاصر إنما جاءت للإجابة عن سؤالٍ أيديولوجي محض، وهو "لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب؟"، وكأننا جعلنا من الآخر علة التخلف، أو كأن نهضتنا وتقدمنا مرتبطة بتأخر الغرب، والعكس صحيح، كأن تقدم الغرب مرتبط بتأخرنا، وبالرغم من كل هذا، إلّا أننا نعتقد أن طرح سؤال النهضة والجواب عليه لم يستطع التخلّص من هيمنة الأيدولوجيا، علمًا بأن السعي إلى تحقيق هذه النهضة لا يتم إلّا بالتشكيك بمعارفنا السابقة، ذلك المنهج الذي أسّسه ديكارت ليس لرفض المعارف السابقة، وإنما لفحص مدى قدرتها على البقاء والتحقق من صلاحيتها في ضوء تحولات العصر.

أمّا كتاب "الأدب العربي عبر العصور"، فيهدف إلى دراسة بعض الظواهر الأدبية في تاريخ الأدب العربي التي نشأت في أطر اجتماعية، وثقافية، وسياسية معينة من خلال توزيع الأدب العربي إلى فترات زمنية وتاريخية، حيث تناول العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي، والعصر الأموي، والعصر العباسيّ، والعصر الأندلسي، وشيئًا من العصر الحديث.

إن قضايا الأدب العربي ومسائله في مختلف العصور على درجةٍ من التنوع والاتساع، وبالتالي، فقد وقفت الكاتبة على القضايا الأدبية العامة من خلال تناول بعض المسائل الأدبية البارزة التي تشكّل محاور رئيسة في أدب هذه العصور، وكان ظهورها نتيجة مؤثرات سياسية، واجتماعية، وحضارية، وجمالية، وطبيعية مختلفة ساهمت في كل عصر على ظهورها بالشكل الذي وُجدت عليه، ويتوجّه الكتاب إلى القراء عمومًا، وبشكلٍ خاص إلى طلاب الأدب العربي بأسلوبٍ سهل وبسيط.

    الاكثر قراءة