الجمعة 21 يونيو 2024

5 عقبات أمام «فتح وحماس» في طريق إنهاء الانقسام الفلسطيني

22-9-2017 | 21:17

في الآونة الأخيرة، سادت حالة من التفاؤل والأمل في نفوس كافة الفلسطينيين، إذ بات إنهاء الانقسام أقرب من أي وقت مضى خاصة بعد إعلان حركة "حماس" حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة ودعوة حكومة الوفاق لتحمل مسؤولياتها كخطوة أولى في طريق المصالحة، وترحيب الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" عن ارتياحه لقرار حركة "حماس".

وتحدثت أنباء عن قرب توجه وفد من حركة "فتح" وحكومة الوفاق لقطاع غزة للتباحث مع حركة "حماس" حول استلام الحكومة لمهامها؛ لكن محللين يرون أن المصالحة ليست بالأمر اليسير، وأن هناك عقبات وتحديات سيواجهها كل من "فتح" و"حماس" وعلى كل منهم تقديم تنازلات من أجل تحقيقها.

 

موظفو غزة

في تصريح له، قال المحلل السياسي "إبراهيم المدهون" إن ملف موظفي حكومة "حماس" السابقة يعد من أهم عقبات المصالحة، حيث إن ملف الموظفين والتعقيدات التي تفرضها السلطة الفلسطينية لدمجهم ضمن موظفيها الرسميين، يمثل عقبة كبيرة أمام تنفيذ أي اتفاق للمصالحة، مشيرا إلى أن "حماس" لا يمكن أن تقبل بتجاوز هذا الملف دون إيجاد حل جذري له، وقد كان هذا الملف من أبرز معيقات نجاح اتفاق "الشاطئ" بين الحركتين الموقع عام 2014، حيث رفض الرئيس "عباس" دمجهم ضمن موظفي الحكومة، واقترح تشكيل لجنة لدراسة ملفاتهم وهو ما رفضته "حماس" آنذاك، ويذكر أن "حماس" قد قامت بتعيين قرابة 40 ألف موظف عقب سيطرتها على قطاع غزة، لإدارة شؤونه.

 

البرنامج السياسي

يرى "طلال عوكل" الكاتب السياسي أن حسابات حركتي "فتح" و"حماس" وبرنامجهما السياسي المختلف يشكل تحديًا كبيرًا أمام إنهاء الانقسام، فحركة "حماس" لا تؤمن بأي حل سلمي مع إسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية وتؤكد على ضرورة المقاومة المسلحة للاحتلال حتى تحرير كامل فلسطين التاريخية وترفض الاعتراف بإسرائيل,

أما "فتح" فترى أن الحل السياسي السلمي والمقاومة الشعبية بالإضافة إلى المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية هي السبيل الوحيد لإقامة الدولة على حدود عام 1967.

وأشار "عوكل" إلى أنه خلال جلسات الحوار المتعددة التي جرت في القاهرة والدوحة منذ 2005 وحتى 2014، حاول الطرفان تقليل الهوة بين البرنامجين؛ ولكن تمسك كل طرف بمبادئه أفشل ذلك.

 

سلاح الفصائل

هذا ويرى الدكتور "مخيمر أبو سعدة" أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن هناك عقبة أساسية أمام نجاح المصالحة تتمثل في القوة العسكرية التي تملكها حركة "حماس"، وأن السلطة الفلسطينية ترفع شعار أن سلاح السلطة واحد، وأنه لا يوجد سلاح غيره، فيما ترى حركة "حماس" أن سلاح المقاومة لا يمكن المساس به.

ويقول "أبوسعدة" إنه من المعروف أن سلاح المقاومة، سلاح لمحاربة إسرائيل، فكيف سيتم التعامل معه؟ فإن لم يتم وضعه على الأجندة الرئيسية للاتفاق بين حركتي فتح وحماس، فمن المؤكد أن المصالحة ستشهد انهيارًا، مشيرا إلى أن القوى الوطنية والإسلامية المسلحة لن تسمح بالمساس بسلاحها، ويرى أيضًا أن على حركتي "حماس" و"فتح" العمل معًا على إيجاد حلول لإنهاء هذا الملف.

يذكر أن الفصائل الإسلامية والوطنية في قطاع غزة تمتلك أجنحة عسكرية تتقدمها كتائب القسام، وسرايا القدس، الذراعان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، كما توجد في القطاع أجنحة عسكرية، تقول إنها تنتمي فكريًا لحركة "فتح" والتي تؤكد مرارًا أنها لا تملك جهازًا عسكريًا.

 

الشراكة السياسية

من جانبه، أشار "هاني المصري" مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات "مسارات" إلى أن عدم الإيمان بالشراكة السياسية من قبل طرفي المصالحة الفلسطينية (فتح وحماس) يقف عائقًا أمام إنهاء الانقسام، ومن عقبات المصالحة ملف "إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية" وإمكانية سماح "فتح" لـ"حماس" بدخولها، في ظل اختلاف الميثاق السياسي للأخيرة عن برنامج المنظمة التي تعترف بإسرائيل.

ويؤكد "المصري" أن المطلوب من الحركتين الاتفاق بشكل تفصيلي دقيق على آليات وأسس تنفيذ المصالحة، مع تناول جميع التحديات وإيجاد حلول لها، حتى تتوج الجهود الحالية بإنهاء الانقسام الفلسطيني.

 

إسرائيل

تعد إسرائيل عقبة كبيرة في وجه المصالحة الفلسطينية، لسعيها المتواصل للإبقاء على حالة الانقسام التي استفادت منها خلال السنوات الماضية على جميع المستويات، فعلى المستوى السياسي، خطت خطوات كبيرة على صعيد تهويد القدس، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، كما تهربت من استحقاقات سياسية للفلسطينيين تحت ذريعة عدم وجود شريك موحد في ظل الانقسام، وتدير إسرائيل حملة شرسة ضد هذا التحالف من خلال اتهامها المتواصل للسلطة الفلسطينية أمام المجتمع الدولي بالتحالف مع "الإرهاب" المتمثل من وجهة نظرها بحركة "حماس".

    الاكثر قراءة