السبت 29 يونيو 2024

نجوم الصف الثانى: نجومية الصف الأول.. «رزق مش موهبة»!

28-9-2017 | 20:00

تحقيق: سما الشافعى

رحل «يوسف داود» الذى أضحكنا كثيراً ولم يعد يتذكره أحد بعد أن كان واحدا من نجوم ٤٠ فيلما شارك فيهم كدور ثانى .. رحل «محمود أبوزيد» ولم يعد يتذكره أحد رغم أن رصيده الفنى تعدى الـ٨٠ عملا أشهرهم دور خليل فى مسلسل »أنيس»، وإلى جانب هذين الاسمين تطول قائمة (المنسيين) من نجوم الصف الثانى من الفنانين.. الذين لولاهم لكانت الأعمال الفنية التى شاركوا فيها منقوصة، بل ربما لانصرف عنها الجمهور.. نجوم الصف الثانى - إذا لم يحالفهم الحظ - يظلون فى هذا الصف لا يغادرونه ومنهم من يسعده (حظه)، فيصعد إلى الصدارة ليصبح من نجوم الصف الأول.. نعم (حظه)، هكذا يؤكد الفنانون أنفسهم، ويقولون إن النجومية رزق وليست موهبة وإن الصدارة جزء كبير منها حظ!

الجهمور لا ينسى نجوم الصف الثانى، بعض الجمهور يعتبرهم نجومه المفضلين، لكنه نفس الجمهور الذى يرفع آخرين إلى مرتبة نجوم الصف الأول.. سواء فى السينما أو المسرح أو المسلسلات التليفزيونية، المسألة فيها «خلطة» خاصة لا يمكن الإمساك بها علمياً، يسمونها (رزق).

- ونعم بالله موزع الأرزاق - ويسمونها (حظ) والدنيا حظوظ، والنقاد يسمونها بأسماء كثيرة.. الخلاصة أن هناك (قبولاً) خاصا يرفع ممثلاً إلى أعلى المراتب ولا يرفع زميله إليها، على الرغم أن الأول قد لا يملك موهبة عظيمة وأن الثانى يملكها..!

أحمد عبدالعزيز أهم نجم أول بين نجوم جيله، يعود لتقديم أدوار ثانية دون خجل.

أحمد عبدالعزيز ظل نجما وبطلا أوحد خلال فترة التسعينيات، وكان ينافس جميع نجوم جيله الذين لم يحقق أحد منهم نجاحا حينذاك مثلما حققه.

بداية من «المال والبنون» ثم «ذئاب الجبل» و» سوق العصر» وغيرها من الأعمال التى حققت نجاحا وشهرة واسعة، ليختفى ويعود إلينا فى السنوات الأخيرة فى أدوار ثانية دون مشاكل مثل تجسيده لشخصية الظابط فى مسلسل «حق ميت»، حيث أكد «عبدالعزيز» أكد أنه سعيد بتجسيده لشخصيات تعتبر رئيسية ومهمة، وأنه حقق خلال أعماله الأخيرة التى قام فيها ببطولة «صف ثانٍ» تواصلا وتوازنا مهما مع الجيل الجديد، مشيرا إلا أن الأهم من البطولة ومساحة الشخصية أن تكون شخصية مؤثرة ومشرفة تضاف إلى تاريخه المهنى المشرف.

أما النجمة هالة صدقى فهى تقدم الدور الثانى على الرغم من تاريخها الطويل. لم تتعالَ أو تتكبر صاحبة التاريخ الفنى الطويل فى السينما والدراما على تجسيدها لشخصيات صف ثانٍ تخدم السياق الدرامى، لتظهر فى مسلسلها الأخير الذى قدمه الزعيم «عادل إمام» داخل ماراثون دراما رمضان ٢٠١٧ – عفاريت عدلى علام- فى دور ثانٍ أمام الزعيم، لتضفى على الشخصية بريقا وتعطى للمسلسل نكهة مختلفة، فلم يتخيل المشاهد أحداث المسلسل دون وجودها.

وعن تألقها فى تجسيدها للأدوار الثانية ونجاحها فيها، أكدت ان «المهم في الشخصية بالنسبة لى أن تكون مؤثرة على المشاهد وليس من المهم أن تكون بطولة مطلقة، فهناك العديد من الأبطال الذين يتصدرون شباك التذاكر لم يحظوا على احترام الجمهور، ولذلك فالأهم عندى من مساحة الشخصية هى تأثيرها ومضمونها، وعلى الرغم من ذلك لو عرض علىّ البطولة المطلقة فسأقوم بقراءة السيناريو أولا، ولو وجدته يتناسب مع ما أريد تقديمه فسأوافق فى الحال.

عمر مصطفى متولى موهبة مهمة لم تحظَ بالبطولة الأولى.

أثبت عمر متولى، نجل الفنان الكبير الراحل «مصطفى متولى» أن موهبته هى التى تتحدث عن نفسها، وعلى الرغم من أنه يجسد الأدوار الثانية، إلا أنه يترك أثرا جيدا فى نفوس المشاهدين، من خلال أعماله الدرامية والسينمائية والمسرحية، يقول عمر «إنه عندما لمس ترحيب الجمهور بشخصية «طاعون» التى قدمها بمسلسل «دلع بنات» - قبل ٣ سنوات - قرر أن يقدمه بشكل أوسع من خلال عمل سينمائى، وبالفعل وافق على الفكرة المنتج أحمد السبكى وقدما فيلم «اوشن ١٤» بمشاركة نجوم «مسرح مصر» ليعد هذا العمل بداية انطلاقته وحجز مقعد وسط نجوم الصف الأول.

أما نهلة سلامة فمازالت نجمة صف ثان على الرغم من مشوارها الفنى لأكثر من خمسة وعشرين عاما.

اشتهرت الفنانة «نهلة سلامة» خلال فترة التسعينيات بالأدوار الثانية المهمة فى أى عمل والتى أثبتت حينها أنها موهوبة، وظلت تحلم بالبطولة المطلقة طيلة تلك السنوات وهذا ماتسبب لها فى البعد عن الساحة الفنية ولكن دون جدوى لتعود مرة أخرى من خلال أدوار ثانية آخرها مسلسلا «الزيبق» مع الفنان كريم عبدالعزيز وشريف منير، و» أرض جو» مع غادة عبدالرازق.

تقول «نهلة سلامة» إن اختيار البطولة المطلقة حاليا يكون فى بعض الأحيان وفقا لحجم العلاقات والمعارف داخل الوسط الفنى بالمخرجين والمنتجين، وليست بالموهبة مائة فى المائة، وأن جمهورى لديه الثقة بأنى موهوبة وأعمالى مؤثرة حتى ولو ظللت أقدم أدوار الصف الثانى طيلة حياتى.

من جانبه قال طارق الشناوى الناقد الفنى إن هناك نجوما لم يبدعوا سوى فى الأدوار الثانية، بل ومن الممكن أن يتحدوا البطولات المطلقة بشخصياتهم التى تؤثر على الجمهور، مثل الفنان «محمود عبد المغنى» فعلى الرغم من قلة مساحته فى مسلسلى «الحساب يجمع» و»ظل الرئيس»، أكد أنه في بعض الأحيان بدون الشخصيات التى جسدها لن تكتمل الموازنة الفنية فى أى عمل، وهذا يثبت أن أبطال الصف الثانى فى بعض الأحيان أهم من أبطال الصف الأول.

أيضا القدير نبيل الحلفاوى فى تجسيد شخصية «عم مخلوف» بمسلسل «لأعلى سعر»، فعلى الرغم من قلة مساحته، تعاطف معه الجمهور وأحب الشخصية، مضيفا أن شخصية الفنانة «زينة» ايضا كانت مؤثرة على الرغم من قلة مساحتها أمام الفنانة «نيللى كريم»؛ ولكنها استطاعت ان تجذب انتباه الجمهور لها من خلال هذه الشخصية.

وأضافت الناقدة السينمائية «خيرية البشلاوى» أن نجوم الصف الثانى بدأوا في التفوق برغم انقسام الذوق الفنى فى المجتمع النابع عن التفاوت الملحوظ فى مستويات التعليم بمصر.

وأشارت إلى انها تقترح عقد مسابقات لاكتشاف المواهب الجديدة المظلومة وتكريم نجوم الصف الثانى الذين يكونون أساس نجاح العمل الفنى.

أما السيناريست «بشير الديك» فيرى إن مجال الفن لا يحتوى على مقاييس ثابتة لاختيار نجوم الصف الأول دون غيرهم، ولكن الثوابت تقوم على أساس العلاقات داخل الوسط الفنى أكثر فمن ينعزل بعيدا عن تكوين صداقات لن يتم عرض الأعمال عليه، وأحيانا إذا جلس نجم الصف الأول فترة بلا عمل فلا ضرر عليه لأن لديه ما يكفيه من أموال قد يكون تقاضاها مقابل أعماله الماضية، بالعكس تماما مع فنان الصف الثانى الذى يقع عليه الضرر الأكبر إن لم يعمل بسبب ضعف الأجر الذى يتقاضاه.

    الاكثر قراءة