السبت 1 فبراير 2025

في ذكرى الطيب صالح.. هل ظلم أدباء بلده أم وضع السودان على الخريطة الأدبية؟

  • 18-2-2017 | 17:22

طباعة

 

في ذكرى الطيب صالح.. هل ظلم أدباء بلده أم وضع السودان على الخريطة الأدبية؟

 

يرتبط الأدب السوداني، باسم الروائي الراحل الطيب صالح، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، وهو ارتباط وصل الى حد أن السودان عندما ينجب أديبًا جيدًا، يصفه النقاد بأنه "طيب صالح" جديد.

ربما كان ذلك في نظر البعض إشكالية تواجه الأدب السوداني، حتى أن العديد من القراء لا يعرفون من الأدب السوداني سوى ما كتبه "الطيب صالح"، باستثناء بروز نجم الروائي أمير تاج السر، وساكن بركة، وحمور زيادة. وحتى هؤلاء دائمًا يتطرقون في أحاديثهم الصحفية إلى ما تركه الراحل من كتابات وضعت السودان على خريطة الأدب العربي.

المعضلة الأخرى أنه غالبا ما يتم مقارنة إبداعات الأدباء السودانيين، بإبداعات الطيب صالح، ويتخذ العديد من المتلقين للأدب السوداني من الطيب صالح مقياسًا للأدباء السودانيين الذين جاءوا بعده..ويحكمون من خلاله على الأدب الذي لحق به، فمثلا قارن النقاد بين رواية "الكونج" لحمور زيادة، وتراث الراحل، كونها تدور في القرية وهي محور كتابات المبدع الراحل، وربما كانت هذه المقارنة غير منصفة، لأنه في النهاية كل يكتب من خبرته الشخصية، وبأسلوبه الخاص. وقد قال حمور زيادة سابقًا أن شهرة الطيب صالح تضع أدباء السودان في مأزق، وتظلم العديد من الكُتاب الجيدين.

من ناحية أخرى فإن هذه المعضلات التي أوجدها المتلقون لأدب "صالح"، تبرز حجم قيمته الأدبية، وأثره على الساحة الثقافية، سواء في السودان، أو في العالم العربي. وتقديرًا لقامته الأدبية، فقد خُصصت جائزة أدبية باسمه في مجالات الرواية والقصة القصير، والنقد.

أنتج عبقري الرواية العربية- كما أطلق عليه النقاد- العديد من الأعمال الأدبية وتعد رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، أشهر رواياته، وكتبها عام 1966، ونُشرت للمرة الأولى في مجلة "حوار" في بيروت، لتصدر بعد ذلك عن كل من "دار العودة" اللبنانية، و"دار الهلال" المصرية، قبل أن تترجم إلى 20 لغة أجنبية. إلى جانبها له أعمال أخرى مثل "ذكريات المواسم، عرس الزين، مريود"، و"دومة ود.حامد"، التي يتناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة، واستغلال الإقطاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمة من جهة أخرى.

    الاكثر قراءة