12-8-2023 | 12:17
ندا يونس
فيتامين “د” من الفيتامينات المهمة للجسم مثل باقي الفيتامينات.
وهو يسمي بـ”فيتامين الشمس”حيث إن الشمس هي العامل الأساسي لإنتاجه في الجسم، يتم تصنيعه عبر الجلد عند التعرض للشمس، وهو يساعد علي امتصاص الجسم للكالسيوم ، له العديد من الفوائد، ويحمي من الإصابة بالكثير من الأمراض، وأيضا يصاب الكثير بنقص هذا الفيتامين، وينتج عن ذلك النقص الإصابة بمشاكل صحية، وأخطرها الإصابة بأمراض العظام مثل لين وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض،وحتى الإفراط فى الحصول عليه يتسبب فى الكثير من المشكلات، لذا يجب علينا التعرف على هذا الفيتامين فما وظيفته؟ وأهميته؟وماهي أعراض ومضاعفات نقصه؟ وكيف يكون العلاج؟كل هذه التساؤلات سيجيب عنها الخبراء فى التحقيق التالي.
توضح دكتورة رنا حسنين استشاري التغذية العلاجية أهمية فيتامين “د” الكبيرة، والتى تأتى في أنه مهم جدا لامتصاص الكالسيوم والمحافظة على توازن الأملاح المعدنية في الجسم خاصة الكالسيوم والفسفور،وكذلك له دور فعال في رفع الحالة المناعية للجسم بشكل عام، وهناك عوامل كثيرة تساهم فى نقص هذا الفيتامين وأهمها:
- عدم التعرض للشمس بقدر كاف وفي أوقات مناسبة.
- استخدام الكريمات الواقية من الشمس في حال التعرض لها.
- إضافة إلى نقص المتناول من مصادر هذا الفيتامين في الغذاء اليومي خاصة مع عدم تناول مصادر جيدة للكالسيوم أيضا.
ونقص هذا الفيتامين يؤدى إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم،وهناك علاقة واضحة بين انخفاض مستويات فيتامين د ومرض السكري،حيث يؤثر نقص الفيتامين على حساسية الأنسولين ومقاومته وزيادة الالتهاب في الجسم،كذلك الإصابة بالكساح، ولين العظام، وتسوس الأسنان في الأطفال،وهشاشة العظام في الكبار بالإضافة إلى مشاكل وآلام كبيرة في العظام والأسنان مثل ضعفها وسهولة تكسرها،كما أن نقصه له علاقة بظهور أعراض الشيخوخة المبكرة، وكذلك ظهور أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد ومرض الربو.
ولعلاج نقص فيتامين “د” يجب السير في اتجاهين الأول مسار العلاج الدوائي، والذي يجب أن يتم من خلال الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة من الدواء،ثم يأتي المسار الثاني الذي لا يقل أهمية عن المسار الأول، حيث أنه جزء مهم جدا من العلاج والاستمرار عليه ضمان للوقاية من النقص وأعراضه، وهذا المسارهو التدخل الغذائي بالمصادر الجيدة لفيتامين “د” والكالسيوم مع التعرض السليم لأشعة الشمس.
ويشرح لنا الدكتور طارق وفا استشاري جراحة العظام والمفاصل أن فيتامين “ د” يوجد في محورين: أولا يقوم الجلد بإنتاجه ذاتيا تحت تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية،والمحور الثاني هو الحصول علي فيتامين “د” من الأغذية مثل اللحوم،الكبد،الأسماك، الألبان، صفار البيض.
ويجب حصول الجسم على احتياجه من فيتامين د من خلال المحورين كما ذكرنا،حيث إن نقص هذا الفيتامين من الجسم يتسبب فى الإصابة بهشاشة العظام والكساح ولين العظام،أما أسباب نقص فيتامين”د” في الجسم ترجع إلي سوء التغذية،عدم التعرض لأشعة الشمس،بعض أمراض الجهاز الهضمي التي تتسبب في صعوبة امتصاص الغذاء،قلة الإنتاج الذاتي للفيتامين خاصة في كبار السن.
ومن أعراض نقصه من الجسم تعب عام، وإرهاق مزمن، واضطراب في النوم، وآلام في العظام، والوقاية من التعرض لهذا النقص تكون عن طريق التعرض لأشعة الشمس بقدر كاف،وتناول الأغذية الغنية بفيتامين”د” والتي تم ذكرها مسبقا،وبالنسبة للأطفال ينصح بإعطائهم مكملات فيتامين “د” حيث إنه مهم جدا لنموهم وللوقاية من الإصابة بالكساح،وأيضا علي الأم الحامل تناول 4000 وحدة دوائية من فيتامين “د” لتجنب الولادة المبكرة وتشوه عظام الجنين،ولكن يجب الحذر والحرص أثناء تناول هذه المكملات الغذائية، حيث يسبب الإفراط في تناول المكملات التي تحتوى عليه الإصابة بتسمم فيتامين”د” والذي يتسبب في ارتفاع نسبة الكالسيوم والفوسفور في الدم، ويؤدي ذلك إلي تكلس الكلي والقلب والرئة، ممايؤدي إلي الوفاة،أما الأطفال يمكن أن يسبب لهم ضعفا في العظام،وتلبكا في الجهاز الهضمي وتأخرا في النمو، لذا لايجب تناول هذه المكملات إلا تحت إشراف الطبيب.
وتحدثنا الدكتورة دعاء الديب استشاري النساء والتوليد أن فيتامين د يحمل أهمية كبيرة لكل من السيدات والرجال من مختلف الأعمار،أما بالنسبة للسيدات فإنه يحمل أهمية خاصة في جميع مراحل حياتهن بدءا من الطفولة، حيث يساعد فيتامين د علي بناء عظام وعضلات قوية ومرورا بسن البلوغ ودوره في انتظام الدورة الشهرية،وكذلك بفترة الحمل فالمستوي الطبيعي لفيتامين د يقلل من حدوث مضاعفات تسمم الحمل والإصابة بسكر الحمل والولادة المبكرة، كما أنه يقي المولود من الإصابة بالنوع الأول من مرض السكر، وأمراض التوحد، والأمراض المناعية مثل مرض التصلب اللويحي،وكذلك تزداد أهميته في مرحلة مابعد انقطاع الطمث، حيث يقي من مرض هشاشة العظام، والذي تزيد فرص الإصابة به في هذه السن.
ونقص هذا الفيتامين يؤثر بالسلب على الجسم،ففي الأطفال تزيد احتمالية تعرضهم لمرض الكساح، وفي مرحلة الشباب تزيد الإصابة بمرض لين العظام،أما في الشيخوخة فيزيد من فرص حدوث الكسور العظمية.
وبالنسبة للوقاية تكون عن طريق التوعية بأهمية فيتامين د للجسم مع شرح الأغذية التي تحتوي علي فيتامين د، و التركيز علي التعرض لأشعة الشمس المباشرة، أما العلاج للحالات التى تعانى من النقص فيكون عن طريق الطبيب المعالج بوصفه مكملات غذائية بجرعات محددة تتماشي مع حالة المريض،ولا ينصح أبدا بأخذ الفيتامين دون استشارة الطبيب،حيث إن الإفراط فى تناول المكملات الغذائية بجرعات عالية لفترات طويلة يؤدي إلي زيادة مستوي الكالسيوم بالدم وترسبه في الأوعية الدموية والكلي، مما يؤدي إلي خطر الإصابة بأمراض الفشل القلبي والكلوي.