الجمعة 3 مايو 2024

قضاء حوائج الناس عبادة...دار الإفتاء توضح فضلها

قضاء حوائج الناس

تحقيقات25-8-2023 | 12:11

نيرة سعيد

يعتبر قضاء حوائج الناس من أفضل العبادات، حسبما أوضحت دار الإفتاء في بيان لها، لكن يغفل الكثير من المسلمين عن فضل قضاء حوائج الناس، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حثَّ على كشف الكرب وتفريجها، ودعا إلى فعل ذلك واكتسابه، وبَيَّنَ أنَّ الجزاء من جنس العمل؛ مستدلة بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله! من أحب الناس إلى الله؟ قال: «أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ؛ ‌تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» أخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"، وابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف".

كما أن يتصف المؤمنين بمكارم الأخلاق التي يحبها الله والتي من بينها صفة تفريج الكروب، وذلك في حديث علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يذكر خبر سَفّانَةَ بنتِ حاتم الطائي رضي الله عنها لمّا قالت: "يا محمد، هلك الوالد، وغاب الرافد، فإن رأيت أن تُخَلِّىَ عني، ولا تُشْمِتْ بي أحياء العرب؛ فإني بنت سيد قومي، كان أبي يَفُكُّ العاني، ويحمي الذِّمَارَ، ويَقري الضيف، ويُشبِع الجائع، ويُفَرِّجُ عن المكروب، وَيُطْعِمُ الطعام، ويفشي السلام، ولم يَرُدَّ طالبَ حاجةٍ قط، أنا بنت حاتم طيئ"، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ‌«يَا ‌جَارِيَةُ، هَذِهِ ‌صِفَةُ ‌الْمُؤْمِنِ، لَوْ كَانَ أَبُوكِ إِسْلَامِيًّا لَتَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ، خَلُّوا عَنْهَا؛ فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ، وَاللهُ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ» أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول".

فقد ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه من الدلائل والقرآن عن فضل قضاء حوائج الناس، حيث لفتت دار الإفتاء إلى ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، و"الأوسط" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، ولفظه: " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ ‌تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ".

عناصر موضوع خطبة الجمعة

تتناول خطبة الجمعة اليوم، مفهوم قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب، وجعلها من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، فضلا عن أنها من القيم النبيلة التي دعا إليها ديننا الحنيف وأنها من صفات الأنبيا المصطفين عليهم السلام، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِد).

وتستكمل الخطبة بتوضيح جزاء من يقضي حوائج الناس بالسلامة والنجاة ولفريج الكربات في الدنيا و الآخرة ووعد الله عز وجل له، حيث يقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه: (صنائع ‌المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات وصلة الرحم لزيد من العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا من أهل المعروف في الآخرة).

وتتحدث الخطبة عن قضاء حوائج الناس المندوب إليه ما كان من خلال الصدقات التي تدعم دور الزكاة في تحقيق دورها المجتمعي؛ لذلك جاء الشرع الحنيف بالحث عليها والرغيب فيها، حيث قال رسولنا صلى الله عليه وسلم:( إن في المال لحقا سوى الزكاة)، ثم تلا قول الله تعالي: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ...)

 

Dr.Randa
Dr.Radwa