تعتبر القاهرة عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، وتحتوي على العديد من الشوارع والميادين التاريخية التي يمتد عمرها إلى قرون قديمة، يقصدها عدد كبير من السياح والمواطنين للاستمتاع بجمال العاصمة، فهي تعد من معالم القاهرة التاريخية والسياحية الشهيرة.
من خلال بوابة «دار الهلال»، سنستعرض معكم خلال شهر رمضان الكريم يوميًا، أحد الشوارع التاريخية المعروفة، في جولة ممتعة تشمل أهم شوارع القاهرة التاريخية.
شارع خان الخليلي.. تاريخ وسحر
يُعد شارع خان الخليلي أحد أشهر أحياء وشوارع القاهرة القديمة، ويجذب عددًا كبيرًا من السياح في مصر بشكل عام، يتميز الشارع بوجود بازارات ومحلات ومطاعم شعبية.
يعود تاريخ الشارع إلى أكثر من 600 عام، إذ ذكر المؤرخ العربي "المقريزي" أن اسم الشارع يتكون من مقطعين: "خان" تعني المبنى المربع الكبير الذي يحيط بفناء ويشبه الوكالة (السوق)، وتشتمل الطبقة السفلى منه على الحوانيت (المحلات التجارية)، بينما تضم الطبقات العليا المخازن والمساكن، "الخليلي" نسبة إلى منشئه الشريف الخليلي، الذي كان يُعتبر كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400م.
كان خان الخليلي واحدًا من ثمانية وثلاثين سوقًا موزعة على محاور القاهرة أيام المماليك، ويقع وسط المدينة القديمة فوق مقابر الخلفاء الفاطميين سابقًا.
يتميز أسلوب عرض البضائع في القاهرة القديمة بتلاصق الأسواق وامتلاء الحارات بالحوانيت التي تعرض بضائع متنوعة من مختلف الأصناف والألوان، مما يجعلها أشبه بمعرض دائم ومستمر للبضائع المختلفة، ما يتيح للمشتري فرصة ممتازة لاختيار ما يريده.
ولا يزال خان الخليلي مصدر إلهام كبير للعديد من الأدباء المصريين، من أبرزهم الكاتب نجيب محفوظ، الذي ألف إحدى رواياته التي تدور أحداثها في الحي وتحمل اسمه "خان الخليلي" والتي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي.
وصف نجيب محفوظ في روايته "خان الخليلي" الشارع قائلاً: «ستجِد في الشارع الطويل عمارات مربعة القوائم تصل بينها ممرات جانبية تقاطع الشارع الأصليّ، وتزحُم جوانب الممرات والشارع نفسه بالحوانيت، فدُكان للساعاتي وخطاط وآخر للشاي، ورابع للسجاد وخامس للتحف، وهكذا، بينما يقع هنا وهناك مقاهي لا يزيد حجم الواحدة منها عن حجم الحوانيت الصغيرة».
ومن أشهر المقاهي في خان الخليلي التي يزيد عمرها عن مائتي عام هو مقهى الفيشاوي، أحد أقدم مقاهي القاهرة، وكان نجيب محفوظ من أشهر رواده في فترة الستينات من القرن العشرين.