الأحد 12 مايو 2024

الأولى فى الشرق الأوسط لعلاج الأمراض المتوطنة والمعدية «ثابت ثابت».. مستشفى لكل المصريين

23-2-2017 | 10:47

بقلم د: جمال عصمت

أستاذ الكبد. نائب رئيس جامعة القاهرة السابق

قصر العينى هو مستشفى كلية الطب. مستشفى المصريين، والأم لجميع كليات الطب فى مصر والوطن العربى، يفخر بإنجاب العديد من الأطباء والعلماء والأساتذة المهرة. قصر العينى مستشفى يخدم ملايين المصريين سنويا من خلال أكبر تجمع للمستشفيات فى مصر وإفريقيا والوطن العربى، وقد كان دائما سباقا فى إتاحة كل ما هو حديث وجديد ومفيد للمرضى، حيث إنه كان أول مستشفى توفر التشخيص بمناظير الجهاز الهضمى والموجات فوق الصوتية وجهاز الفيبروسكان، لقياس الألياف بأنسجة الكبد، بالإضافة إلى دورها الرائد فى زراعة الكبد، كل هذا فى مجال واحد فقط وهو الجهاز الهضمى والكبد.

وتضم قصر العينى التخصصات المختلفة، ولها اتفاقيات تعاون وتآخ مع العديد من الجامعات ومراكز البحث والمستشفيات فى جميع أنحاء العالم، وكثيرا ما تولى خريجو قصر العينى، مراكز قيادية فى الدولة كوزراء للصحة، أو رؤساء للوزراء، بالإضافة إلى رئاسة الجامعة، وساهمت كلية طب قصر العينى، بطريق مباشر أو غير مباشر، فى إنشاء جميع كليات الطب فى جامعات مصر المختلفة، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الوافدين من جميع أنحاء العالم للدراسة.

ولو حددنا وجهتنا أكثر، نجد أن مركز قصر العينى لرعاية مرضى الفيروسات الكبدية من أحدث مشروعات المشاركة المجتمعية وتنمية البيئة التى يقوم بها مستشفى قصر العينى وقسم الأمراض المتوطنة وأمرض الكبد والجهاز الهضمى المتوطنة لخدمة المرضى، وقد بدأ العمل فى المركز منذ بداية عام ٢٠١٠ بالتعاون مع مركز السموم ووحدة العلاج الاقتصادى بمستشفيات جامعة القاهرة، ويهدف المركز لخدمة أكبر عدد من المرضى المصابين بأمراض الكبد والجهاز الهضمى بطريقة علمية صحيحة وتحت إشراف عدد كبير من أساتذة الكبد والجهاز الهضمى بقصر العينى كجزء من رسالتنا الخدمية للمجتمع المصري.

أُنشئ المركز بمشاركة من المركز القومى للسموم ووحدة الكبد البلهارسى بقصر العينى ومستشفيات جامعة القاهرة فى أكتوبر ٢٠٠٩. والمركز يتبع وحدات العلاج الاقتصادى بمستشفيات جامعة القاهرة، وقد تم تجهيز إنشاءات المركز كاملا بالجهود الذاتية التى بلغت حوالى مليون جنيه حيث قامت شركات الأدوية الوطنية ورجال الأعمال بتأسيس المركز وتقسيمه إلى عيادات واستراحات للمرضى وإمداد المركز بالأثاث والأجهزة الطبية والمستلزمات المكتبية المطلوبة للمركز من مكاتب وغيرها، كما قامت جمعية جوساب الخيرية بتقديم جهاز فيبروسكان بقيمة ٧٥٠.٠٠٠ جنيه كهدية للمركز لخدمة المرضى. وأيضا نجح المركز فى الحصول على مشروع تنافسى من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية من أكاديمية البحث العلمى بمبلغ ٣.٥ مليون جنيه لدعم المركز بالأجهزة اللازمة، المركز عبارة عن أربع وحدات هى وحدة فيروس سى الكبدى المزمن، وحدة فيروس بى الكبدى المزمن، وحدة تشخيص ألياف الكبد ووحدة أورام الكبد.

رؤية المركز تتلخص فى تطوير منظومة الخدمة المقدمة للمرضى المصريين المصابين بأمراض الكبد المزمنة من حيث الوقاية والتشخيص والمتابعة والعلاج معتمدا على أحدث الطرق العلمية المعتمدة مما يؤدى إلى تحسين الحالة الصحية العامة للمرضى والاقتصادية على المستوى القومى، ويقوم عمل المركز على مجموعة أهداف هى: تشخيص الفيروسات الكبدية وأمراض الجهاز الهضمى والكبد، توفير العلاج للمرضى المصابين بالفيروسات الكبدية المزمنة ومتابعة العلاج، متابعة المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة نتيجة الفيروسات الكبدية ومضاعفاتها، توفير التطعيمات الخاصة للفيروسات الكبدية، التوعية بطرق الوقاية من الإصابة من الفيروسات الكبدية للمرضى وأسرهم والمجتمع، المشاركة فى الأبحاث العلمية الهادفة إلى تطوير العلاج وخدمة المرضى، التعاون العلمى والبحثى مع باقى الأقسام بالمستشفى وتدريب الأطباء على توفير الخدمة للمرضى والتدريب على طرق العلاج، تطوير طرق التشخيص فى مجال أمراض الكبد.

يقدم المركز نشاطات خدمية منها، تشخيص أمراض الجهاز الهضمى والكبد عن طريق الموجات الصوتية، حيث توفر الوحدة عمل موجات صوتية على البطن والحوض للتشخيص والاكتشاف المبكر لمرضى الكبد وأورام الكبد وكذلك عمل دوبلر على شرايين الكبد والطحال بأسعار رمزية، أيضا قياس نسبة ألياف الكبد بالموجات الصوتية (فيبروسكان) ويستخدم جهاز الفيبروسكان (Fibroscan) لتحديد درجة ألياف الكبد قبل بدء علاج مرضى الفيروسات الكبدية كبديل غير تداخلى للعينة الكبدية. وهو من الأجهزة القليلة بمصر ويحتوى على مجسّ خاص لمرضى السمنة لإمكانية القياس الدقيق للألياف فى هؤلاء المرضى. ومن الجدير بالذكر أن هذا يعد أول جهاز يتوفر بالجامعات المصرية وقد تم اعتماده كمركز موثق من وزارة الصحة فى تشخيص وقياس درجة ألياف الكبد قبل البدء فى العلاج بمراكز العلاج المعتمدة لفيروس سى بوزارة الصحة، وقد تم عمل فحص لأكثر من ١١٥٠٠ مريض لقياس نسبة ألياف الكبد بالإضافة إلى ما يقرب من ٦٠٠ مريض من المشروعات البحثية التابعة للمركز.

ويقوم المركز حاليا بعمل أكثر من ثلاثين حالة فحص فيبروسكان شهريا وذلك برسم قدره ٣٠٠ جنيه لكل حالة، بالنسبة للفحوصات المعملية، فيتم توفير الفحوصات المعملية المختلفة والتى يحتاجها المرضى سواء فى التشخيص أو متابعة وبدء العلاج. ويتم عمل الفحوصات بالتعاون مع المعامل المركزية بمستشفى قصر العينى ومعامل مركز السموم بأسعار مخفضة ومنافسة، من النشاطات الخدمية أيضا علاج المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية المزمنة، حيث يتم علاج المرضى المصابين بفيروس سى الكبدى المزمن بأحدث العقارات المستخدمة فى علاج فيروس سى والمعتمدة عالميا لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر حسب حالة المريض وذلك فى إطار خطة الدولة لمجتمع خال من فيروس سى، يتم توفير العلاجات الحديثة بأسعار مخفضة لمرضى فيروس سى الكبدى المزمن وكذلك العقاقير المستخدمة فى علاج فيروس سى الكبدى المزمن بالتعاون مع شركات الأدوية مما يسمح ببدء العلاج للمرضى على نفقتهم وتوفير المتابعة لهم مع عمل تحاليل دورية للمريض فى فترة المتابعة بأسعار مناسبة، وقد تم توفير العلاج بأسعار مخفضة من خلال التعاون مع اللجنة القومية للفيروسات الكبدية حيث تم علاج ٥٧٠ مريضا وذلك بالإضافة إلى ٥٠٠ مريض تم علاجهم بدعم من شركات الأدوية المصرية لعلاج المرضى بأسعار مخفضة للقضاء على قوائم الانتظار. وقد تم توفير العلاج بالمجان للمرضى غير القادرين من خلال تبرعات رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى حيث قامت لجنة الزكاة بقصر العينى بدعم المركز بمبلغ ٢٠٠ ألف جنيه من التبرعات بالإضافة إلى تبرعات بأدوية لعلاج فيروس سى بلغت ٧٠ ألف جنيه، وقد تم علاج ٦٠ مريضا بالمجان حتى الآن وجار تحضير مرضى آخرين للعلاج. كما قامت مؤسسة ليلة القدر بالمساهمة فى علاج وعمل الفحوصات لــ١١ مريضا حتى الآن، ويتم حاليا عمل بروتوكول تعاون بين مركز الفيروسات الكبدية والروتارى لعلاج مرضى فيروس سى الكبدي.

بالنسبة للمرضى المصابين بفيروس بى الكبدى المزمن يتم علاجهم بأحدث العقاقير المستخدمة عالميا فى هذا المجال لتقليل حدوث مناعة مكتسبة ضد العلاج. ويتم تخصيص عيادة خاصة لمناظرة المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية بواسطة أعضاء هيئة التدريس قسم الأمراض المتوطنة، أيضا يتم متابعة المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية والتليف الكبدى ومضاعفاته، تهدف هذه العيادة لتوفير الرعاية الطبية للمرضى بأسعار رمزية والتى يقدمها أعضاء هيئة التدريس بقسم الأمراض المتوطنة مع إمكانية عمل الفحوصات بالمعامل المركزية بمستشفى قصر العينى بأسعار مخفضة.

ومن النشاطات الخدمية للمركز: الاكتشاف المبكر لأمراض الكبد، حيث يتم عمل برنامج «اطمئن على كبدك» للتشخيص المبكر للفيروسات الكبدية والذى يتضمن عمل الفحوصات المعملية لتشخيص وجود فيروسات الكبد وكذلك عمل وظائف كبد وموجات صوتية على البطن، يتم عمل موجات صوتية وتحليل دلالات الأورام الخاصة بسرطان الكبد (AFP) للمرضى المصابين بالتشمع الكبدى للتشخيص المبكر لأورام الكبد السرطانية، أيضا مشروع علاج العاملين بمستشفيات جامعة القاهرة، حيث تم علاج ٧٠ مريضا من العاملين بمستشفيات جامعة القاهرة المصابين بفيروس سى الكبدى المزمن بعقارى الانترفيرون طويل المفعول والريبافيرين بالتعاون مع مشروع علاج العاملين. ويتم حاليا علاج ٤٠ من العاملين بمستشفيات جامعة القاهرة المصابين بفيروس سى الكبدى المزمن بعقارى السوفالدى والسيميبريفير بالتعاون مع قسم الأمراض المتوطنة، بالإضافة إلى مشروع علاج الطلبة والعاملين بجامعة القاهرة، وتم بدء علاج ٣٢ عضوا من أعضاء هيئة التدريس وأسرهم من المصابين بفيروس سى الكبدى المزمن بعقارى الانترفيرون طويل المفعول والريبافيرين، ويعتبر مركز الفيروسات الكبدية الركيزة الأساسية فى مبادرة جامعة القاهرة. جامعه خالية من فيروس سى حيث يتولى المركز، الفحص الإكلينيكى ما قبل العلاج والإشراف الطبى أثناء العلاج بالمجان، جانب آخر يقدمه المركز وهو الدعم المالى لمستشفيات كلية الطب وجامعة القاهرة بأكثر من مليون جنيه، حيث يتبع مركز الفيروسات الكبدية وحدات العلاج الاقتصادى بمستشفيات جامعة القاهرة وقد تم تحصيل مبلغ ٧١٥ ألف جنيه من إيرادات المركز إلى حسابات المستشفيات بالإضافة إلى مبلغ ٣٤٤ ألف جنيه من نسبة ال٢٠٪ من ميزانية الأبحاث التى تجرى بالمركز، وكذلك تم إيراد مبلغ ٢٨ ألف جنيه إلى المركز القومى للسموم متمثلة فى نسبة ٢٠٪ من صافى العلاج بأجر وحصيلة الفحوصات المجراة فى المعامل الخاصة بالمركز، وبالنسبة لجامعة القاهرة فقد تم دعم الجامعة أيضا بنسبة ٢٠٪ من ميزانية الأبحاث التى تجرى بالمركز والتى بلغت ١٢٠ ألف جنيه حتى الآن.

النشاطات العلمية والبحثية التى يقدمها المركز بعد لا يمكن أن نغفله، فيعد البحث العلمى من الأهداف الرئيسية التى أنشئ من أجلها المركز بهدف تطوير علاج المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية سواء فى البحث عن طرق حديثة للتشخيص والعلاج وتحسين الاستجابة فى العلاج وزيادة نسب الشفاء أو البحث وراء أسباب المرض، فبالنسبة للمشروعات البحثية ونظرا للثقة فى الأداء العلمى والمهنى لمركز الفيروسات الكبدية فقد تم عقد أربع عشرة دراسة بحثية مع شركات الأدوية العالمية ومراكز الأبحاث المتخصصة، تنقسم هذه الأبحاث إلى أبحاث إكلينيكية ومتابعة المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة، وتخدم هذه الأبحاث ما يقرب من ١٠٠٠ مريض حتى الآن، فعلى سبيل المثال مشروع Predictor of fibrosis in chronic HCV تشخيص ألياف الكبد بطرق غير تداخلية باستخدام الفحوصات المصلية والفيبروسكان بتمويل من أكاديمية البحث العلمى صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية FSTD، أيضا مشروع بحثى لعلاج مرضى فيروس سى الكبدى المزمن باستخدام عقار السوفالدى بالتعاون مع شركة Gilead للأدوية. وكانت هذه الدراسة تعد نواة أساسيه فى تقييم عقار السوفالدى قبل الموافقة على استخدامه كعلاج معتمد من قبل وزارة الصحة فى مراكز علاج الفيروسات الكبدية، المشروع الثالث لتطوير المعاهد البحثية بتكلفة ثلاثة ملايين جنيه وذلك بتمويل من وزارة البحث العلمى صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية STDF) Capacity Buildings)، والرابع: مشروع للتعرف على طرق العدوى بفيروس سى وانتشارها فى نطاق العائلات وذلك بالتعاون مع جامعة المنصورة فى إطار التمويل من أكاديمية البحث العلمى صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية STDF، مشروع آخر لدراسة آثار البلهارسيا فى مصر ومرضى فيروس سى الكبدى المزمن فى إطار التمويل من أكاديمية البحث العلمى صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية STDF، وكذلك مشروع لعلاج فيروس سى الكبدى المزمن باستخدام عقار السوفالدى ودراسة أخرى لدراسة جدوى عقار الهارفونى بالتعاون مع شركة Gilead، أيضا تمت دراسة كفاءة عقار الكويريفو بالتعاون مع شركة Abbvie لعلاج مرضى فيروس سى الكبدى المزمن، ودراسة أخرى لكفاءة عقار السيميبريفير بالتعاون مع شركة Janssen لعلاج مرضى فيروس سى الكبدى المزمن، وثالثة لدراسة كفاءة عقار جديد بالتعاون مع شركة Pharco لعلاج مرضى فيروس سى الكبدى المزمن، يضم الجانب العلمى والبحثى أيضا الأشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، فيتم التعاون فى رسائل ماجستير ودكتوراه والتى تتواكب مع رسالة ورؤية المركز فى مجال البحث العلمى وذلك تحت إشراف السادة أساتذة قسم الأمراض المتوطنة والأقسام الأخرى والجامعات المختلفة، حيث تم حتى الآن الإشراف على عدد ٢٠ رسالة ماجستير و٦ رسائل دكتوراه وذلك بالتعاون مع قسم الأمراض المتوطنة والأقسام الأخرى بكلية طب قصر العينى والتعاون مع الهيئات العلمية والجامعات المصرية المختلفة، بالنسبة للنشر العلمى والمشاركة فى المؤتمرات العلمية، فقد تم المشاركة فى المؤتمرات العلمية الدولية مثل مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض الكبدAASLD ومؤتمر الجمعية الأوربية لأمراض الكبد EASL بأوراق عمل (بوسترات) بلغ عددها ثمانية أبحاث خلال الأعوام من ٢٠١٣ حتى العام الحالى ٢٠١٦، كما تم نشر عدد سبعة عشر بحثا علميا فى دوريات علمية عالمية ذات معامل تأثير متميز سواء منبثقة من الرسائل العلمية المشرف عليها بالمركز أو الدراسات العلمية البحثية المجراة بالمركز، وتم نشر آخر بحث فى عام٢٠١٥ فى مجلة Journal of Hepatology بمعامل تأثير١١.٣ وتعد هذه من أعلى المجلات تأثيرا فى مجال أمراض الكبد.

النشاطات المجتمعية هى الأخرى موجودة من خلال فحص مجانى لاكتشاف فيروس بى وسى، حيث تم عمل فحص مجانى للمرضى الذين تم علاجهم من فيروس سى وأسرهم ومجموعة من الأطباء بغرض الكشف المبكر للإصابة بأى من الفيروسين، بجانب الدورات التدريبية، حيث تم عمل محاضرات للسادة الأطباء المتخصصين لطرق علاج المرضى المصابين بفيروس سى الكبدى المزمن وكيفية حل المشكلات التى تواجههم خلال فترة العلاج وكيفية التعامل معها، وقد حضرها قرابة ١٥٠ طبيبا وقام بتدريسها أعضاء هيئة التدريس بالقسم. كذلك تم عمل دورة تدريبية لمناقشة فيروس بى متضمنا طرق انتقال المرض والوقاية والعلاج وذلك بحضور ٧٠ مريضا بالتعاون مع شركة GSK، وإيمانا من المركز بقيمة التدريب ونشر المعرفة قام المركز بتدريب الأطباء فى مختلف الأماكن والمحافظات على استخدام جهاز الفيبروسكان وتحليل النتائج بكفاءة عاليه وبلغ عدد الذين تلقوا التدريب فى المركز نحو ٣٠ طبيبا، أيضا قام مركز الفيروسات الكبدية بتنظيم دورة تدريبيه لمدة يومين لتدريب أطباء مدرسه الشرق الأوسط لأمراض الكبد والتى ضمت ٤٥ طبيبا من مختلف الدول على استخدام الجهاز وتحليل النتائج فى أمراض الكبد المختلفة، كما تم عمل محاضرات توعية بمخاطر الفيروسات الكبدية لأسر المرضى المصابين بالفيروسات الكبدية وكيفية الحماية من الإصابة بالفيروسات الكبدية وللمرضى الذين تم علاجهم من فيروس سى وذلك لعدم تكرار الإصابة، وتوفير التطعيمات ضد الفيروسات الكبدية، ففى إطار توعية المجتمع بخطورة الفيروسات الكبدية المزمنة، يتم توفير التطعيمات ضد فيروس بى الكبدى (ثلاث جرعات متتالية) وفيروس إيه الكبدى (جرعتين) للراغبين فى أخذ التطعيم للوقاية وللمرضى الذين تم علاجهم من فيروس سى أو أسر المرضى المصابين بفيروس بى فى إطار تحسين الخدمات الصحية، كما يقوم المركز بدعم القوافل الطبية التى تنظمها كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث نقوم بتوفير الأطباء المختصصين وجهاز الموجات فوق الصوتية لفحص ومناظرة الحالات فى الأماكن النائية.

مستشفى «ثابت ثابت «

مستشفى الأمراض المتوطنة والأوبئة «ثابت ثابت « هى مستشفى تعليم علاجى فى مجال الأمراض المتوطنة والمعدية، بطاقة إجمالية ٣٥٠ سريرا و٤ غرف عمليات و١٠ عيادات خارجية وأقسام تشخيصية وبحثية متكاملة تضم معملا متخصصا فى تشخيص هذه الأمراض، تعود فكرة إنشاء المستشفى إلى قبل نحو٧٧عاما حينما أوصى رجل الأعمال ثابت ثابت جورجى السورى الأصل والإيطالى الجنسية الذى عاش وعمل فى مصر فى ثلاثينيات القرن الماضى وكان يمتلك أراضى وعمارات فى شتى أنحاء القطر المصري بكل ما يملك لبناء مستشفى لعلاج الأمراض المتوطنة على قطعة أرض بشارع الهرم مساحتها٧٣٠٠م٢، على أن تسلم المستشفى بعد الانتهاء من إنشائها إلى الدولة، إلا أن الحكومة المصرية والورثة لم يعلما شيئا عن هذه الوصية، التى أودعت لدى القنصلية الإيطالية بالقاهرة فى ديسمبر١٩٣٧ إلا بعد وفاة الموصى بعدة سنوات، وقد تم صدور حكم قضائى بتعيين وزير التعليم حارسا قضائيا على تركة ثابت وتنفيذ وصيته بإنشاء مستشفى الأمراض المتوطنة بالهرم، تلاه صدور قرار وزارى عام١٩٩٠ بنقل الحراسة على التركة إلى كلية الطب التى قامت بتنمية موارد التركة المتبقية وزيادتها فى فترة وجيزة بشراء الأراضى المجاورة لأرض مشروع الهرم لتزيد مساحتها من٧ آلاف م٢ إلى نحو٢٠ ألف م٢ بما يوازى ٤ أفدنة ونصف الفدان، وقد تم بدء العمل بالمشروع فى عام ١٩٩٧ولكنه توقف عام ٢٠٠٢، ليعود للعمل مرة أخرى فى عام ٢٠٠٧ ثم يتوقف للمرة الثانية فى عام ٢٠٠٩، وكانت كل هذه التوقفات نظرا لنقص الاعتمادات المالية اللازمة لاستكمال المشروع، وفى نوفمبر ٢٠١٣ صدر قرار من الأستاذ الدكتور رئيس جامعة القاهرة باستكمال العمل بمشروع المستشفى فى نطاق زمنى ملزم لجميع الأطراف لضمان عدم توقف العمل مرة أخرى.

مستشفى الأمراض المتوطنة والأوبئة (ثابت ثابت) مستشفى تعليمى بحثى علاجى غير هادف للربح فى مجال الأمراض المتوطنة والمعدية تابع لجامعة القاهرة، يهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمة الطبية فى مجال تشخيص وعلاج هذه الأمراض، بطاقة إجمالية ٣٥٠ سريرا، ٤ غرف عمليات كبرى، ١٠ عيادات خارجية وأقسام تشخيصية وبحثية متكاملة تضم معملا متخصصا هو الأول من نوعه فى الشرق الأوسط لتشخيص هذه الأمراض، وتقوم رؤية المشروع أن يكون المستشفى مؤسسة علاجية ومرجعية علمية رائدة فى مجال الأمراض المتوطنة والأوبئة، وأن يكون المستشفى هو بيت الخبرة العربى والإفريقى المتميز فى الارتقاء بمستوى الخدمة الصحية والعمل عن كثب على المستوى البحثى والعلاجى لمواجهة التحديات الصحية المعاصرة والمستقبلية فى مصر والشرق الأوسط والدول القريبة، وأن تعمل المستشفى على تشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة عبر تحقيق التميز فى مجال البحوث الطبية والتعليم وترجمة المعارف إلى ممارسات يمكن من خلالها اكتشاف علاجات جديدة وطرق للوقاية من الأمراض المعدية، وجعل طرق الوقاية والعلاج متاحة بسهولة للمرضى، ويهدف هذا المشروع الاستثنائى فى المقام الأول إلى توفير الخدمات الطبية وكذلك إيلاء الاهتمام الواجب لبرامج تدريبية متقدمة للعاملين مع التركيز على مجموعة واسعة من الفرص البحثية.

يسعى المستشفى لتطوير الرعاية الصحية استنادا إلى البحث العلمى الدقيق، عبر التزامه بعدة أمور هى التميز والإبداع، وتفعيل التعاون بين البحوث والتعليم وترجمة المعارف إلى تطبيقات الابتكار، تبادل الخبرات لتعزيز القدرات على الصعيد العالمى، العمل الجماعى والشراكة التعاون بكفاءة وفاعلية، المسئولية الاجتماعية تجاه مجتمعنا المحلى والمجتمع الدولى لكى نكون مركزا رياديا.

بالنسبة للأهداف الاستراتيجية للمستشفى فتتمثل فى عدة أهداف هى دعم آليات جديدة لمكافحة وتشخيص وعلاج الأمراض المتوطنة فى مصر ودول الجوار عبر البحث العلمى، تقديم خدمات طبية وصحية جديدة وفريدة من نوعها للمجتمع المصرى ودول الجوار، تدريب الأطباء والعلماء والعاملين الصحيين فى مجال الأمراض المتوطنة والمعدية، منح درجة علمية للتعامل مع الأمراض المعدية تكون الأولى من نوعها فى المنطقة، بالإضافة إلى أهداف نوعية أخرى هى توفير أعلى مستوى ممكن لتشخيص الأمراض المعدية عبر تجهيز المستشفى بمعامل للأمراض المعدية من أحدث المعامل والتى لا تتوافر بمصر أو الدول العربية والإفريقية، مما سيخلق طفرة فى تشخيص كثير من الأمراض المعدية التى لم يكن ممكنا تشخيصها من قبل، توفير نظام حديث بالأقسام الداخلية للأمراض المعدية عبر إنشاء حجرات العزل الطبى وأنظمة التهوية الفريدة لمنع انتشار العدوى، توفير التطعيمات اللازمة للأمراض المزمنة والمتوطنة المعدية، عمل نشرات توعية بالأمراض الأكثر انتشارا فى مجتمعنا وكيفية التعامل معها وكيفية الوقاية منها، دعم آليات مكافحة العدوى ونشر السلوك الصحى وتطبيق الأعمال البحثية المتخصصة فى جميع المجالات الخاصة بها، تغطية الاحتياجات المحلية والإقليمية وذلك بإنشاء قواعد بيانات -إقليمية ودولية- فى مجال الأمراض المعدية والمتوطنة سواء المنتشرة أو النادرة، تأكيد الشراكة والتعاون مع الجامعات والهيئات الصحية والطبية المحلية والإقليمية والدولية، إعداد وعقد البرامج التدريبية فى مجالات الأمراض المتوطنة ومكافحة العدوى، وضع البرامج والخطط العلمية التطبيقية الخاصة بمكافحة الأوبئة التى تظهر بمصر أو الدول المحيطة ونظم التشخيص والعلاج والوقاية وعلاج الأمراض المنقولة عن طريق المسافرين من وإلى مصر والدول المحيطة، واتخاذ القرارات الصحية القومية المتكاملة بناءً على بيانات علمية عالية الكفاءة.

وعلى الرغم من وجود عدد من مستشفيات الحميات المنتشرة فى أنحاء الجمهورية، إلا أن جميعها تفتقر إلى نظام متكامل به الإمكانيات اللازمة لعلاج كافة الأمراض المتوطنة المعدية بما له من تداخل من كافة التخصصات الطبية الشىء الذى لا يمكن توافره إلا فى ظل المستشفيات والمعاهد الطبية الجامعية لضرورة تضمنه لشقى البحث والعلاج على حد سواء.

ومن اللافت عدم وجود معامل مصرية متخصصة فى مجال الأمراض المعدية بأنواعها وعليه فإننا نلجأ إلى معامل القوات البحرية الأمريكية الموجودة فى مصر NAMRU-٣» « أو نقوم بإرسال التحاليل إلى خارج البلاد، كما أن استعمال نظام العنابر الجماعية لإقامة المرضى يعتبر هو الوسيلة السائدة حتى الآن فى جميع مستشفيات الحميات المصرية، وذلك النظام يعتبر أحد العقبات الصعبة فى طريق العلاج من الأمراض المعدية فى هذا النوع من المستشفيات ومن المؤكد أنه لا غنى عن اللجوء لنظام عزل المرضى باستعمال الغرف المنفصلة والمصممة كمناطق معقمة سواء بطرق التعقيم السطحى أو المعالجة الميكانيكية لضغوط الهواء.

وبعد كل هذا يتضح أن المستشفى ستكون الأول والوحيد فى مصر ودول الشرق الأوسط وإفريقيا، فى تخصص الأمراض المتوطنة والمعدية، من حيث تشخيص هذه الأمراض وعلاجها من ناحية، ومنح الدرجات العلمية التى تؤهل الأطباء للتعامل مع هذه الأمراض من ناحية أخرى، إضافة إلى وضع قواعد بيانات وإحصائيات عن هذه الأمراض تمكننا من القضاء على الأمراض المعدية والأوبئة حتى قبل انتشارها.

فتعتبر الأمراض المتوطنة (المدارية) طبقا لتعريف منظمة الصحة العالمية بأنها الأمراض التى تحدث بصورة رئيسية فى المناطق الحارة، ولكن فى الممارسة العملية غالبا ما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الأمراض المعدية التى تزدهر فى مناخ حار رطب، والتى تنتج من الإصابة بعدوى بعامل مسبب يمكن انتقاله من إنسان لإنسان أو من إنسان لحيوان أو من حيوان لحيوان أو من البيئة للإنسان والحيوان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتنشأ معظم تلك الأمراض نتيجة لانخفاض المستويات البيئية وسوء التغذية والتأخر الاقتصادى والاجتماعي. فأمراض الإسهال مثلًا مسئولة عن نسبة وفيات الأطفال المرتفعة فى الدول النامية، وتشكل خُمْس الوفيات البالغ عددها خمسة عشر مليونًا من الأطفال سنويا، وفى مصر تصل نسبة الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدى سى إلى١٤.٧ ٪ من الشعب المصري.

    Dr.Radwa
    Egypt Air