الإثنين 29 ابريل 2024

في ذكرى وفاته.. ملامح في حياة الفريق سعد الدين الشاذلي مهندس نصر أكتوبر المجيد

الفريق سعد الدين الشاذلى

تحقيقات10-2-2024 | 12:49

محمود غانم

في مثل هذا اليوم من عام 2011، رحل عن عالمنا الفريق سعد الدين الشاذلي، أحد أشهر قادة العسكرية المصرية في القرن العشرين، لما لا وهو مهندس نصر أكتوبر المجيد.

 الفريق سعد الدين الشاذلي

ولد الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي فى أبريل عام 1922، بقریة شبراتنا مركز بسيون التابع لمحافظة الغربية، سمي "سعد" تيمناً بزعيم "سعد زغلول"، وقد اشتهر باسم "سعد الدين".

التحق الشاذلي، بالكلية الحربية عام 1939، ليتخرج منها في العام التالي، تدرج فى الرتب العسكرية حتى عين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية عام 1971.

وفي هذا الوقت، كان العمل يجري على قدم وساق، لكي تنفض مصر عن نفسها آثار نكثة عام 1967، التي تعرضت لها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الشاذلي مشهوداً بكفاءته وقدرته العسكرية وخلفيته الغنية، التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية، إلى جانب تاريخه العسكري.

بدأ الشاذلي عمله كرئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، بدارسة إمكانيات القوات المسلحة الفعلية ومقارنتها بالمعلومات المتيسرة عن العدو بهدف الوصول إلى خطة هجومية تتماشى مع إمكانيتنا الفعلية.

 الشاذلي وحرب أكتوبر

فى يوم الجمعة الموافق 5 أكتوبر 1973، تحرك الشاذلي إلى الجبهة لكى يتأكد بنفسه من التجهيزات وأن كل شئ على مايرام، يقول فى مذكراته: "دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فوجدته يراجع الكلمة التى سوف يلقيها على جنوده فور بدء القتال فعرضها على وطلب رأيي فيها، فقلت له إن هدير المدافع والرشاشات لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت، ثم بعث الله فى ذهني فكرة إن أفضل شئ يمكن أن يبعث الهمم فى نفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لانقوم بتوزيع مكبرات على طول الجبهة وننادى فيها الله أكبر، إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها".

ومع بداية حرب السادس من أكتوبر وتمكن قواتنا من العبور، وأصبح لدينا قوات متساوية مع العدو في جبهة القناة، قام الفريق سعد الشاذلى صباح يوم 8 أكتوبر، بزيارة الجبهة؛ لمناقشة الموقف على الطبيعة مع القادة الميدانيين.

وكان الفريق سعد الدين الشاذلي، صاحب الفضل في عبور قناة السويس، واقتحام خط بارليف، كما كانت السترات التي يرتديها الجنود أثناء العبور كانت من تصميم سعد الدين الشاذلي أيضًا، وساعدتهم على الاستمرار في الحرب داخل إسرائيل بدون الحصول على الدعم من القوات المصرية

وذكر الشاذلي فى مذكراته عن تلك الزيارة:" لقد كان أكثر مايزعجنى هو موقف الكباري لقد بلغت خسائرنا ثلاثة كباري ثقيلة حوالى 25%مما لدينا، وهذا رقم مقبول لكنى كنت أفكر فيما سيحدث بعد ذلك، ماذا لو ركز العدو مجهود الجوى ومدفعيته على الكباري؟، وهنا برزت فى ذهني فكرة بناء كباري صماء من الرمل والحجارة إن مثل هذه الكباري لا تستطيع الطائرات أن تدمرها بسهولة".

وافق السادات على الفكرة مساء يوم 10 أكتوبر، وشرع الشاذلي فى اتخاذ الخطوات التنفيذية، وقد تم الانتهاء من إنشاء تلك الكباري فى ديسمبر 1973.

وفى يوم 11من أكتوبر، قرر الشاذلي صرف 10000 لغم مضاد للدبابات فوراً لتعزيز الدفاع فى الجيش الثاني، كما قرر الشاذلي تشكيل قيادة خاصة لتنظيم العبور، وقد عين اللواء صالح أمين قائداً للمجموعة التى تعمل فى خدمة الجيش الثاني، بينما عين العميد منير سامى قائداً للمجموعة التى تعمل فى خدمة الجيش الثالث، ومع كل منهما عدد من الضباط من ذوى الرتب الكبيرة.

ومع اشتداد رحى الحرب، ووصول معلومات بإختراق العدو فيما عرف "بالثغرة" صباح يوم 16من أكتوبر، عقد مؤتمر بين القيادة؛ لبحث الموقف وعن ذلك يقول الشاذلى:"اتفقت مع الوزير على أن نقوم بتوجيه ضربة قوية ضد العدو صباح يوم 17، لكننا اختلفنا مرة أخرى على طريقة توجيه هذه الضربة، لقد كنت أرى أن نقوم بسحب جزء من قواتنا فى الشرق إلى غرب القناة، لقد رفض الوزير أحمد إسماعيل أى فكرة لسحب القوات، ورأى عكس ما رأيت وهو أن تكون الضربة الرئيسية من شرق القناة، بينما تكون الضربة الثانوية من غرب القناة".

 

وتابع الشاذلى:" لقد ارتأى قادة الجيش الثالث مثل ما ارتأيت، وبرغم من ذلك رفض الوزير مقترحى، حاولت أن أستعين بالسادات، ولكن الرئيس لم يمهلنى لقد ثار ثورة عارمة وأخد يصرخ فى وجهى أنا لا أريد أن أسمع منك ذلك مر ثانية".

ومع تدهور الموقف يوم 20 أكتوبر، طلب الشاذلى حضور الرئيس لشرح الموقف، حضر السادات على الفور، وطلب الرئيس كلمة من المجتمعين وهم:الشاذلى، أحمد إسماعيل، عبدالغنى الجمسى، حسنى مبارك، محمد على فهمى، فؤاد نصار، سعيد الماحى، المهندس عبد الفتاح عبدالله، طلب السادات كلمة المجتمعين وبعد أن استمع إليهم جميعاً، لم يطلب الكلام من الشاذلى، وعلق قائلاً:"لن نقوم بسحب أى جندى من الشرق".

وفى ديسمبر 1973، قرر السادات إقالة الفريق سعد الشاذلي، وأصدر قراراً جمهورياً بتعيين الشاذلي سفيراً فى وزارة الخارجية، وقابل الشاذلي ذلك في البداية بالرفض، ولكن وافق بعد إقناع السادات له وأن ذلك سيكون امتداد لمسؤليته العسكرية، وبعد ذلك أذيع خبر تعيين الشاذلي سفيراً بلندن.

وفى عام 2011، وتزامناً مع أحداث ثورة 25 يناير رحل الفريق سعد الدين الشاذلي عن عالمنا عن يناهز 89 عاماً، ومنح وسام "نجمة الشرف العسكرية" بعد رحيله فى نفس العام، وفى عام التالي، منح "قلادة النيل" تقديراً لدوره التاريخي فى حرب أكتوبر.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa