الأحد 28 ابريل 2024

مساجد تاريخية | الأزهر الشريف (1ـ 30)

الأزهر الشريف

ثقافة11-3-2024 | 17:09

أروى أحمد

تميز العصر الإسلامي بغزارة عمائره الدينية، والتي أساسها بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّيت المساجد بهذا الاسم، باعتبارها مكان للسجود، والمكان الذي أعد للصلاة فيه على الدوام، ويطلق على المسجد هذه التسمية إذا كان صغير الحجم، وهو مكان مهيئ للصلوات الخمس، أمّا إذا كان كبير الحجم فيُسمى جامعًا ، لأنه علامة لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه وكذلك لإقامة صلاة الجمعة فيه أيضا، ويُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، مساجد وجوامع تاريخية، وسنلقي الضوء على الجوامع التاريخية  في مصر بشكل عام ومدينة القاهرة التي عرفت ب«مدينة الألف مأذنة» بشكل خاص.

ونذهب معا في اليوم الأول من رمضان 1445 هـ،  في جولة مع  «الأزهر الشريف » بالقاهرة.

 جامع الأزهر أو جامع القاهرة، هو أول جامع أسس بمدينة القاهرة وهو واحد من أهم وأشهر المساجد الأثرية والتاريخية في مصر والعالم الإسلامي، أنشأه القائد جوهر الصقلي، فبعد أن أتم فتح مصر سنة 969ه، بدأفي تأسيس مدينة القاهرة وأعد قصرا لنزول الخليفة المعز لدين الله به، وأثناء ذلك أنشأ الجامع، ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجد جامع للمدينة التي استحدث انشائها، ولم يقتصر الجامع على كونه مكان أعد للصلاة فيه، وإنما أعد كذلك ليصبح معهدا تعليميا  لتلقي العلوم الدينية حينذاك.

وبدأ بناء الأزهر الشريف  في 359  هـ  وحتى 361 هـ ، وعندما تم بنائة أقيمت أول صلاة جمعة فيه في شهر رمضان الكريم ، وعرف بجامع القاهرة في ذلك الوقت، رغم كثرة الترميمات التي توالت على الجامع والتي كانت سببا كبيرا في تغير ملامحه ‘الا أنه لايزال أقدم جامع فاطمي قائم في مصر

وسمي الجامع الأزهر  باسم المدينة التي بني فيها، و لكن بعد دخول الخليفة المعز لدين الله مصر قام بتسمية المدينة بالقاهرة، وهكذا أصبح اسم الجامع بجامع القاهرة، حسب أول نسخة من المصادر العربية التاريخية.

اكتسب الجامع واسمه الحالي، الأزهر، في وقت ما بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله، و معنى كلمة الأزهر أي المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء، والزَّهْرَاءُ لقبُ السيدة فاطمة بنتِ رسول الله « محمد» صلى الله عليه وسلم ، وهي النظرية الوحيدة المتداولة عن سبب تسمية الأزهر بهذا الاسم، ومع ذلك، لم تُؤَكَّد هذه النظرية في أي مصدر عربي.

 

يعد جامع الأزهر  أول جامع في مصر يؤدي دور المدارس والمعاهد، ورغم أن جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سبقه في وظيفة التدريس حيث كانت تعقد فيه حلقات الدرس تطوعا وتبرعا، إلا أن الدروس في الجامع كان يصرف عليها من قبل الدولة بمعونات للطلاب والمعلمين، كما أنها أعدت داراً لهم ليسكنو بجواره وكانت عدتهم خمسة وثلاثين رجلاً

 

مر جامع الأزهر بفترة إنقطاع كبيرة من قبل الناس، فبعد سقوط الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، وكان يهدف للقضاء على المذهب الشيعي بشكل كامل، ونشر المذهب السني مكانه، فأبطلت الخطبة فيه وظل المسجد مغلقة لمايقرب من مائة عام، إلى أن أعيد في العصر المملوكي، على يد الظاهر بيبرس، فعاد ليعيد النور برسالته العلمية للأمة الإسلامية من جديد، ونعم المسجد بعد افتتاحه بتجديدات وترميمات، وكذلك عين فيه العديد من فقهاء الدين لتدريس المذهب السنيي، والقرآن الكريم، والسيرة النيوية الشريفه، فسمي هذا العصر بالعصر الذهب لجامع الأزهر، ولم يقتصر الاهتمام بالجامع في هذا العصر فقد وإنما شهد الجامع إاهتمامًا كبيرا من الحكام بشكل عام، فكانو يرممونه كل حين ويسعون جاهدين لتوفير الراحة لمجالس العلم القائمة به، وأقيمت كذلك العديد من الأوقاف علية.

مثل جامع الأزهر  جامعة رائدة في العالم الإسلامي،  واستمرت سمعة الأزهر بوصفه مكانًا مستقلًا للتعليم، في حين أن المدارس الدينية التي تم بنائها خلال حكم صلاح الدين الأيوبي كانت مندمجة تماما في النظام التعليمي للدولة.

واستمر الأزهر في  محاولاته بجذب الطلاب من مناطق أخرى في مصر والشرق الأوسط، حتى تجاوز أعداد الطلاب به أعداد الذين يحضرون المدارس الدينية الأخرى، وفي القرن الرابع عشر حقق مكانة كبيرة و بارزة باعتباره مركز لدراسات الشريعة والفقه و السيرة واللغة العربية، وأصبح مكان تتوجه إليه أنظار الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي، حتى بلغ عدد من درسوا به حوالي ثلث علماء المسلمين في مصر.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa