الإثنين 29 ابريل 2024

مسارح عالمية (4ــ 30)| البولشوي.. أكبر معالم روسيا الثقافية والسياحية

فرقة باليه البولشوي

ثقافة14-3-2024 | 13:58

همت مصطفى

يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي  محرابًا للمسرحيين في مصر وعالمنا العربي والعالم كله.

وومع بوابة «دار الهلال» نلتقي كل يوم بشهر رمضان المبارك بعام 1445  هـجرية ، مع إحدى خشبات أبو الفنون والفضاءات المسرحية الأكثرة شهرة بالعالم  لنتعرف على بعض من ملامح تاريخها المهم.

 ونذهب اليوم في رحلة مع مسرح «البولشوي» عاكس ثقافة الإمبراطورية الروسية 

يعد البولشوي وخاصة المبنى الرئيسي للمسرح حتى يومنا اليوم من أقدم المسارح، و هو أحد المعالم البارزة لموسكو وروسيا، وقد أعيد بناؤه وتجديده عدة مرات خلال تاريخه ، ومازال البولشوي يعكس الثقافة الإمبراطورية الروسية ، وهومن أكبر معالم روسيا الثقافية والسياحية التي لا بد للسائح والوافد لروسيا أن يذهب إليها ليجد الاستمتاع بكل مايقدم على المسرح من مختلف ألوان فنون العرض، أو لرؤية ذلك المبنى العظيم الأثري الشاهد على فترات التاريخ الروسي.
 
وصمم مسرح«البولشوي المهندس المعماري «جوزيف بوفي » في الأصل ، وكان يقدم عروض الباليه والأوبرا قبل ثورة أكتوبر بروسيا ، كانت جزءًا من المسارح الإمبراطورية للإمبراطورية الروسية إلى جانب مسرح مالي  «المسرح الصغير» في موسكو وبعض المسارح في سانت بطرسبرج  «مسرح الإرميتاج ومسرح بولشوي  «كاميني»ومسرح ماريانسكي لاحقًا وغيرها.

وكان المسرح في البداية خاصًا  ولكن من عام 1794 أصبح حكوميًا، والذي شكل مع مالي فرقة واحدة من المسارح الإمبراطورية في موسكومن وقت لآخر ، تغيرت حالة فرقة موسكو: وكانت حينًا  تابعة للحاكم العام لموسكو ، أو مرة أخرى تحت إشراف سان بطرسبرج. استمر هذا حتى ثورة 1917 ، عندما تم تأميم جميع الممتلكات وكان هناك فصل كامل للمسارح مالي وبولشوي.

و أعيد فتح «البولشوي» في 28 أكتوبر 2011، بعد تجديد شامل لمدة ست سنوات ، و تبلغ التكلفة الرسمية للتجديد 21 مليار روبل (688 مليون دولار)، وتضمن التجديد استعادة الصوتيات إلى الجودة الأصلية «التي كانت قد فقدت خلال الحقبة السوفيتية»، وكذلك استعادة الديكور الإمبراطوري الأصلي للبولشوي. 
وتعد «باليه بولشوي» وأوبرا بولشوي من بين أقدم وأشهر شركات الباليه والأوبرا في العالم، إنها إلى حد بعيد أكبر شركة باليه في العالم ، مع أكثر من 200 راقص ،و المسرح هو الشركة الأم لأكاديمية بولشوي للباليه ، وهي مدرسة رائدة على مستوى العالم في مجال الباليه ،و لها فرع في مدرسة مسرح البولشوي في جوينفيل ، البرازيل.

فنون الأوبرا ورقص الباليه

وأسّست فرقة مسرح«البولشوي» عام 1776م بأمر من إمبراطورة روسيا كاثرين العظيمة ليعنى بفنون الأوبرا ورقص الباليه، وتولى الاهتمام بها الأمير بيتر أوروسوف وميخائيل مدوكس وكانت تقام عروض هذه الفرقة في أماكن خاصة إلى أن تم تدشين المسرح الكبير في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، وكان تحت سلطة الأمير أوروسوف ، وانتقل بعد ذلك إلى سلطة الكنيسة لفترة من الزمان قبل أن تنتقل إدارته إلى يوري غريغوروفيش الذي قاد بحنكته الفنية المسرح إلى الريادة بين ساحات الباليه في العالم.
عندما تأسس مسرح «البولشوي» كان لا يوجد في روسيا آنذاك سوى أربعة مسارح، اثنان للأوبرا واثنان للمسرحيات ،و لأن فن الأوبرا يحوز اهتمام طبقة النبلاء فقد سميت دور الأوبرا بالبولشيه أي الكبير، بينما مسارح الدراما سميت بمالي أي الصغير

و الجدير بالذكر أن واجهة المبنى الكلاسيكية الجديدة  لمسرح البولشوي  تظهر على الأوراق النقدية الروسية المكونة من 100 روبل.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa