ظهر في تاريخ الحضارة الإسلامية العديد من العلماء المسلمين البارزين الذين قدّموا إسهامات مهمة في مختلف المجالات المعرفية، مثل: العلوم التطبيقية والدينية واللغوية والفلسفية والطبية والاجتماعية، فقام هؤلاء العلماء بتأسيس مناهج وقواعد علمية راسخة في أشهر العلوم، أفادت البشرية جمعاء إلى يومنا هذا.
وفي سلسلة نُقدّمها بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجرية، سنتعرّف كل يوم على أحد هؤلاء العلماء المسلمين البارزين، ونستعرض إسهاماتهم على مرّ التاريخ في ميادين المعرفة المختلفة.
ومع أيام رمضان سنلتقي مع أشهر وأبرز علماء اللغة العربية والأدب، وما قدّموه من آثار جليلة غنّت هذا الفنّ.
أثير الدين الأبهري
يعد أثير الدين الأبهري (1241- 663هـ /686- 1264م) من أبرز علماء الإسلام في علم الفلك والرياضيات وعلوم المنطق والفلسفة، بالإضافة إلى كونه حكيم وفيلسوف له قدره وتأثيره.
وسًمي بـ الأبهري نسبة إلى أبهر وهي مدينة فارسية قديمة بين قزوين وزنجان، وكنيته "أثير الدين".
وكان الأبهري تلميذاً لـ "كمال الدين موسى بن يونس بن محمد بن منعة" وهو عالم بارع غي علم الرياضيات والحساب ونال شهرة عظيمة، الذي قال عنه: «ليس بين العلماء من يماثل كمال الدين».
اهتم الأبهري بالأزياج الفلكية (جداول فلكية)، واهتم كذلك بحساب الحركات الفلكية رابطًا بينها وبين الرياضيات، وكان مهتمًّا بآلات الرصد الفلكية وبخاصة الإسطرلاب فقد كتب رسالة عنه ذكر فيها أنواعه وهدفه وطريقة عمله.
وللأبهري مؤلفات في الرياضيات وله العديد من الرسائل في المنطق والجدل وفي الهندسة مقالة في البرهان على صحة حل كمال الدين بإنشاء مربع يكافئ قطعة دائرة، ومقالة هندسية أخرى وجدت في مكتبة بلمبتون بجامعة كولومبيا، تشير إلى أن الأبهري حاول إثبات موضوعة التوازي لإقليدس.
ومن تلاميذ الأبهري، الشيخ الإمام العالم الأصولي المتكلم القاضي شمس الدين أبو عبد الله الأصفهاني محمد بن محمود بن محمد بن عباد العجلي شارح المحصول، الذي أخذ عن الشيخ الأبهري الجدل والحكمة، وأبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود القزويني، ، وقاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان الإربلي الشافعي.