30-3-2024 | 10:59
أحمد فاخر
تتميز مائدة رمضان بتنوعها ما بين المشروبات والأطعمة الشهية المختلفة التي غالباً ما تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية التي تساعد بدورها على زيادة وزن الجسم بشكل كبير، مما يعيق من يتبع نظام غذائي للتخسيس ، وأحياناً يقضي شهر رمضان على هذا النظام بالكامل.
بدأت الحديث الدكتورة عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية فقالت: إن شهر رمضان يعتبر فرصة جيدة جداً للتخلص من الكثيرمن سموم الجسم ، حيث إن الصيام يساعد كثيراً في راحة جميع أجهزة الجسم أغلب ساعات اليوم التي تصل إلى 16 ساعة ، وتعتبر كافية جداً للتخلص من 6-8 كيلوجرامات من الوزن الزائد مع نهاية الشهر، ونوضح للقراء أن برامج إنقاص الوزن الصحيحة هي عبارة عن إتباع عادات غذائية سليمة وليس الامتناع أو الحرمان من تناول الطعام، و للاستفادة من شهر رمضان في المساعدة على إنقاص الوزن فيجب أن نتبع نمط غذائي سليم خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، وذلك بالمحافظة على تناول كميات معتدلة من الأطعمة بشكل متوازن بعيداً عن مظاهر الاحتفال السيئة بالشهر الكريم من النهم والإفراط في تناول كل من الدهون والحلويات والسكريات والمقليات بشكل مبالغ فيه ، ومن أفضل الأكلات التي نفطر عليها في رمضان هو التمر، لأنه غني جداً بالألياف والسكريات، كما يحتوي على نسبة أملاح معدنية عالية جداً، وهو الاختيار الأمثل بعد الآذان لتعويض الجسم من نقص سكريات الدم خلال اليوم، وبالتالي رفع معدل سكر الدم بالتدريج، ثم تناول كوب من الماء والقيام لصلاة المغرب التي تستغرق حوالي 10 دقائق تكون بعدها المعدة في كامل استعدادها لاستقبال الطعام بعد ساعات الصيام الطويلة، والأفضل هو أن نبدأ بطبق شوربة دافئ لأنه يعمل على التجهيز لإفراز الإنزيمات والعصارات المعدية بشكل مثالي، كما يجب تجنب شرب المشروبات المرتبطة بالشهر الكريم مثل الخروب والكركديه وقمر الدين إلا بعد تناول الوجبة بالكامل ،لأن تلك المشروبات تحتوي على نسبة عالية من السكريات تزيد من صعوبة الهضم ، وننصح ربة المنزل بعدم استخدام كميات كبيرة من السكر المكرر أثناء إعداد تلك المشروبات حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على صحة أفراد الأسرة.
وبالنسبة للفواكه المجففة التي يعشقها المصريون في رمضان لصنع طبق الخشاف مثل التين والمشمش والقراصيا فهي تحتوي على نسبة عالية من مضادات التأكسد والفيتامينات والأملاح المعدنية التي تعمل على تعويض النقص من الأملاح المعدنية التي يفقدها الجسم خلال اليوم، ونحن لا ننصح بعدم تناول طبق الخشاف، ولكن وقت تناول هذا الطبق هو الفارق في كيفية الاستفادة منه ، حيث يفضل تناول هذا الطبق بعد صلاة التراويح حتى تكون المعدة قد أخذت قسطا من الراحة لاستقبال طبق الخشاف بمكوناته المختلفة، لذلك نؤكد دائماً أن التوقيت هو العامل المهم في المحافظة على صحة الجسم وعدم حدوث سمنة بسبب مساعدة المعدة على استقبال الطعام بشكل سلس مع ضبط كميات الطعام ونأكل فقط حتى الشبع وعدم المبالغة فيه دون الحاجة.
أما بالنسبة لوجبة السحور يفضل تأخيره بقدر الإمكان للاستفادة بأكبر قدر من البروتينات في المعدة لأطول وقت ممكن خلال النهار، ويجب الاهتمام بمصادر البروتين والألياف ، مما يمنع العطش في النهار التي تتوفر في البقوليات بشكل عام وعلى رأسها الفول، حيث إنها تمكث في المعدة لأطول فترة ممكنة، مما يؤخر الإحساس بالجوع والعطش، وأيضاً الزبادي من أهم الأكلات التي تساعد على تنظيم الهضم خلال ساعات النهار.
وأضافت الدكتورة ضحى عبده أستاذ الكيمياء الحيوية: من المعروف أن الإنسان العادي الذي يقوم بحركة طبيعية خلال اليوم يحتاج على الأقل إلى 2000 سعر حراري يومياً، ويحتاج الإنسان 14 جرام ألياف غذائية ضمن كل ألف سعر حراري، ومن أهم مصادر تلك الألياف الغذائية الفواكه والخضراوات الطازجة، إضافة لما ذكرناه من أرز بني ومكرونة بنية اللون وخبز القمح، وينصح دائماً عند تجهيز الخضراوات أن يتم تقشير الطبقة الخارجية لها فقط دون كشطها بعمق، ونحاول بقدر الإمكان ألا نترك الطعام على النار لفترات طويلة للاستفادة بكامل مكوناته الغذائية، ويفضل عدم تجهيز كميات كبيرة من الطعام لتجنب تسخينه مرات متعددة، فإعادة التسخين لأكثر من مرة يزيد من الحمل الميكروبي، كما يزيد من حدوث تفاعلات داخل الطعام، مما يفقده الكثير من خصائصه وفائدته الغذائية، ويمكن للصائم تناول اللحوم على مراحل، فيأكل جزءا منها فقط ويكمل الباقي بعد عودته من صلاة التراويح مع بعض السلاطة أو ثمرة فاكهة، حتى لا يشعر بالتعب والخمول.
ولأن شهر رمضان يأتي أحياناً خلال فصل الصيف، مما يزيد من حالات الإحساس بالعطش خلال ساعات النهار فينصح بشرب مالا يقل عن 2 لتر ماء صافي خلال الفترة ما بين وجبة الإفطار والسحور، مع الإكثار من شرب الأعشاب مثل النعناع والينسون والكركديه أكثر من المنبهات مثل الشاي والقهوة، حيث يساعدان على إفقاد الجسم من المياه فيشعر الصائم بالظمأ بمجرد استيقاظه من النوم في الصباح، وبالطبع لا ننسى العصائر مثل الخشاف وقمر الدين على مائدة الإفطار، ولكن يفضل أن يتم صناعتهما بأقل كمية ممكنة من السكر، وننصح أيضاً بعدم تناول كميات كبيرة من الحلويات والسكريات، لأنها تزيد من حالات السمنة إضافة إلى أنها تعتبر سبباً رئيسياً للشعور بالعطش.
أما بالنسبة لطبق الفول يشير الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ الكيمياء الحيوية أنه غالباً ما يتصدر مائدة السحور بصفته بروتين نباتي، ذلك بالإضافة للزبادي والجبن بأنواعها ولكن بشرط أن تكون قليلة الملح حتى لا تسبب الشعور بالظمأ وقت الصيام، ومن جهة أخرى يمكن تناول كل من الموز والبلح والمشمش المجفف في نهاية وجبة السحور، فهم يساعدون الجسم على الاحتفاظ بالمياه لأطول فترة ممكنة خلال الصيام بسبب محتواهم العالي من البوتاسيوم، مع تجنب تناول البيض بقدر الإمكان بسبب احتوائه على كميات كبيرة من الكوليسترول.
وبشكل عام نؤكد دائماً أن خير الأمور الوسط، فنحن لا نرغب في الامتناع الكامل عن تناول الأطعمة، ولكن الأفضل هو تقليل الدهون بقدر الإمكان وتناول كل ما نحب، ولكن بكميات معقولة للحصول على الفائدة المرجوة من الصيام سواء كانت الفائدة الفسيولوجية أو الروحية، وتجنب كل ما هو ضار بالجسم، عافانا الله وإياكم.