الإثنين 6 مايو 2024

"تطبيقات حسن الخلق".. عنوان خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة

تحقيقات26-4-2024 | 09:52

محمود غانم

تنشر بوابة -دار الهلال- نص خطبة صلاة الجمعة اليوم، والتي جاءت تحت عنوان "تطبيقات حسن الخلق" حيث تتناول الخطبة عناية الإسلام بحسن الخلق، مستدلة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

إلى نص الخطبة:

تطبيقات حسن الخلق

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وأَشْهِدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله القائل: (إِنَّما بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاقِ} اللَّهُمَّ صَلِّ وسلَّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبه، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يومِ الدِّينِ، وبعد: فقد أولى الإسلام حسنَ الخُلق عناية خاصة ومنزلة عالية، فهو غاية العبادات، وأساس قيام الحضارات واستقرار المجتمعات؛ فأمة بلا أخلاق ولا قيم أمة بلا حياة والدول التي لا تُبنى على الأخلاق تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها وأساس

قيامها.

لذلك كان حسن الخلق أثقل ما يوضع في ميزان الإنسان يوم القيامة، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ)، كما أنه يرفع درجة صاحبه يوم القيامة، يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَار)، ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه): (إنَّ ) مِنْ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا).

ولحسن الخلق تطبيقات كثيرة منها حسن الحديث وانتقاء أطايب الكلام والبعد عن الفحش في القول، فهذا عنوان الاستقامة ودليل دماثة الخلق، وسبيل النجاة من نزغ الشيطان بين الناس للإفساد بينهم، حيث يقول الحق سبحانه: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَعُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}، ويقول سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لا يَسْتَقِيمَ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ)، ويقول عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما): (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا). 

ومنها احترام الكبير سنًا أو مقامًا، وتوقيره، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَفِّرْ كَبِيرَنَا)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ، ويقول صلوات ربي وسلامه عليه) (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ والجَافِي عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِي السِّلْطَانِ المُقْسِطِ).

وأولى الناس بالاحترام والتقدير هما الوالدان، حيث يقول الحق سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.

ومن تطبيقات حسن الخلق إماطة الأذى عن الطريق، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (الإِيمَانُ بِضْعُ وَسَبْعُونَ شُعْبَةَ، أَعْلاهَا قَوْلُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكِ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (كُلُّ سُلامى مِن النَّاسِ عليه صدقة : كلَّ يومٍ تطلع عليه الشَّمسُ يعدِلُ بينَ اثنين، ويُعينُ الرَّجلَ في دابَّتِه ويحمله عليها ويرفَعُ له عليها متاعه، ويُميط الأذى عن الطريق صدقة).

 

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين.

ومن تطبيقات حسن الخلق البعد والكف عن الغيبة والنميمة والتنمر والسخرية من خلق الله تعالى، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ

لِسَانِهِ وَيَدِهِ).

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت

واحفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين

Egypt Air