الأربعاء 19 يونيو 2024

في اليوم العالمي للصحافة.. صحفيو غزة يتصدرون المشهد العالمي بـ 140 شهيدا

شهداء الصحافة

تحقيقات3-5-2024 | 16:00

محمود غانم

يحتفل العالم اليوم 3 مايو، بـ اليوم العالمي للصحافة، والذي يهدف إلى تذكير الحكومات بضرورة احترام حرية الصحافة، وإيجاد بيئة حرة وآمنة للصحافيين.

ويركز الاحتفال باليوم العالمي للصحافة 2024، على أهمية الصحافة وحرية التعبير في سياق الأزمة البيئية العالمية الحالية، على أساس أن الوعي بجميع جوانب الأزمة البيئية العالمية وعواقبها هو أمر ضروري لبناء مجتمعات ديمقراطية، والعمل الصحفي سبيل تحقيق هذا الغرض.

 

 رسائل قادة العالم

وفي هذه المناسبة، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني الانضمام إلى تأكيد الالتزام بحرية الصحافة وحقوق الصحفيين والإعلاميين في أرجاء العالم.

أما جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أكد أن العمل الصحفي في عام 2024، أصبح أهم من أي وقت مضى، مطالبًا بحماية الصحفيين حول العالم.

وتابع بوريل:"الإعلام المستقل يواجه تهديدات وجودية حول العالم، علينا الآن، أكثر من أي وقت مضى، اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان قدرة وسائل الإعلام على العمل في ظروف سياسية و اقتصادية و قانونية مؤاتية".

وتطرق إلى أن عدد كبير من الصحفيين خسروا حياتهم في الشهور الأخيرة أثناء نقلهم الأخبار من غزة، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى الحرب الروسية الأوكرانية وما تشكله من تهديد على حياة الصحفيين الذي يعملون على تغطية الأحداث، بالإضافة إلى نقل أحداث الصراعات في ميانمار و السودان و أماكن أخرى حول العالم.

وأعرب عن قلق الاتحاد الأوروبي، إزاء الممارسات التي تحول دون دخول وسائل الإعلام المستقلة مناطق الصراع، وتتخذ ذلك نهجًا للتحكم في الفضاء الإعلامي والحد من حصول الجماهير على تقارير إخبارية مبنية على الحقائق و محايدة.

 

 غزة في المقدمة

وفي اليوم العالمي للصحافة 2024، تأتي الأحداث في قطاع غزة في مقدمة الاهتمام العالمي، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، منذ السابع من أكتوبر الماضي، في تدمير 80 مؤسسة إعلامية، بالإضافة إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية قتلت ما يزيد عن من 140 صحافي حتى الآن، إلى جانب إصابة وجرح العشرات، فضلًا عن تشريد الصحفيين إلى الخيام، وساحات المستشفيات، كذلك عمدت قوات الاحتلال إلى منع الصحفيين الأجانب حتى هذه اللحظة من دخول قطاع غزه للتغطية الإعلامية، ومع ذلك ظل الصحفيين في غزه ينقلون ما يتعرض له القطاع من عدوان هو الأبشع في تاريخ الإنسانية جمعاء.

وفي هذا الإطار، قررت اليونسكو، منح جائزة حرية الصحافة هذا العام، للصحفيين الفلسطينيين الذين قاموا بتغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتسلم الجائزة ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، خلال مهرجان أقامته اليونسكو في العاصمة التشيلية "سانتياجو" بمناسبة اليوم العالمي للصحافة.

بدوره، قال أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، إن منح اليونسكو جائزة "جييرمو-كانو" العالمية لحرية الصحافة لعام 2024 للصحفيين في غزة، يشكل تشجيعًا عظيماً يستحقونه عن جدارة.

وأوضح بيلانجي، أن هذه الجائزة هي تقدير حقيقي لالتزام الصحفيين في غزة تجاه الإعلام، وعلى مدى سبعة أشهر، قام الاتحاد بدعمهم من خلال نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ومن خلال توفير أدوات الإسعافات الأولية وبطاريات شحن الهواتف، والخيام، والملابس، والطعام.

وأكد أن الصحفيين في غزة يعانون من الجوع والتشرد، ويتعرضون لخطر الموت، متابعًا:"إن اعتراف اليونسكو بمعاناتهم يشكل تشجيعًا عظيمًا يستحقونه عن جدارة".

وزاد الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين:"خلال زيارتي الأخيرة لفلسطين في نوفمبر 2023، تأثرت بشدة بكلمات ونظرات زميلاتي وزملائي الصحفيين، وإصرارهم المذهل الذي لن أنساه أبدًا".

وأمس الخميس، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، على استمرار الصحفيين في غزة بأداء عملهم ببراعة رغم ارتقاء 141 وجرح أكثر من 70 واعتقال العشرات منهم في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وأدان المكتب، الجرائم والمجازر التي ينفذها جيش الاحتلال، بحق الصحفيين في كل الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.

وحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن جرائمه ضد الصحفيين والإعلاميين وقتلهم وإبادتهم، إضافة للإدارة الأمريكية كونها منخرطة تشارك بالسلاح والعتاد العسكري ودعمه بشكل لا محدود.

وطالب المجتمع الدولي بحماية الصحفيين الفلسطينيين والضغط على الاحتلال؛ لوقف حرب الإبادة الجماعية بحقهم وبحق جميع المواطنين.

وتساءل المكتب: إن لم يكن الآن وقت رؤية مجرمي الحرب "الإسرائيليين" في أقفاص الاتهام فمتى يمكن أن يتحقق ذلك؟! مضيفًا:"آن الأوان أن تكون هناك نتيجة حقيقية للحراك القانوني الخاص بجرائم الاحتلال المرتكبة ضد الصحفيين أمام المحكمة الجنائية الدولية".