لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع المصري منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبثوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.
لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير.
في وقت كان يخاف فيه الرجال من العربات، ظهرت ثاني امرأة فى العالم تقود طائرة منفردة، فهي أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على أجازة الطيران وتتولى قيادة طائرة بين القاهرة والإسكندرية، كانت والدتها أكبر داعم لها، وساندتها هدى شعراوي، أنها كابتن طيار "لطفية النادي".
ولدت لطفية النادي في 29 أكتوبر عام 1907، عمل والدها بالمطبعة الأميرية، لم يكن من الداعمين لتعليم الفتيات فكان يرى أن الاكتفاء بالشهادة الابتدائية أفضل، ولكن والدتها لم تسمح بذلك وجعلتها تكمل تعليمها وكانت معاها بكل خطوة حتى تعلمت في مدرسة الطيران فكانت تقول دائما "الأم هي مصنع الرجال".
درست لطفية «بالأمريكان كولدج»، وقرأت في يوم ما عن الطيران، فتحمست لدخول المجال، فكانت مدرسة الطيران في أوائل نشأتها عام 1932، ولا يلتحق بها إلا الرجال، طلبت لطيفة من والدها تعلم الطيران ولكنه رفض، ولكنها لم تستلم.
لجأت لطيفة إلى «كمال علوي»، مدير عام مصر للطيران، لتعليمها ولكن كان هناك عقبة أمامها وهي عدم امتلاكها للنقود لالتحقاها في المدرسة، فعرض عليها كمال أن تعمل في المدرسة وتدرس في ذلك الوقت لتسديد مصاريفها فوافقت وعملت سكرتيرة وعاملة تليفون.
أظهرت "لطفية النادي" براعة شديدة في تعلم الطيران فى 67 يوماً على يد مستر كارول كبير معلمى الطيران بأكاديمية الطيران، وخضعت لأول اختبار عملى لأول طيارة كابتن مصرية فى أكتوبر عام 1933.
حصلت لطيفة النادي على أول إجازة الطيران، وكان رقمها 34 فلم يتخرج وقتها إلا 33 طيارًا جميعهم من الرجال، وأصبحت أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على هذه الإجازة، وبعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمى الطيران بالمدرسة، استطاعت الطيران بمفردها.
كانت لطيفة النادي مشجعة وملهمة لبنات جيلها فالتحقت بها كل من: دينا الصاوي، زهرة رجب، نفيسة الغمراوي، لندا مسعود أول معلمة طيران مصرية، بلانش فتوش، عزيزة محرم، عايدة تكلا، ليلى مسعود، عائشة عبد المقصود، وقدرية طليمات.
أظهرت هدى شعراوي دعمها للطيفة النادي فتولت مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة لها، لتكون سفيرة لبنات مصر في البلاد التي تمر بها، وليعرف الجميع أن المرأة المصرية قادرة على فعل أي شيء وخوض جميع المجالات.
تقاعدت لطيفة النادي عن الطيران، وشغلت منصب سكرتير عام نادى الطيران المصري، بعدما أسهمت في تأسيسه، هاجرت إلى سويسرا، وعاشت هناك فترة كبيرة وكرمتها سويسرا بمنحها الجنسية.
توفيت لطيفة النادي عام 2002 عن عمر يناهز الخامسة و التسعين فى القاهرة.