الثلاثاء 18 يونيو 2024

كيف حولت «إيفلين بوريه» قرية تونس إلى مزار سياحي عالمي؟

إيفلين بوريه

ثقافة2-6-2024 | 11:08

بيمن خليل

من قرية بسيطة إلى قرية للفن والخزف، وإلى أحد أهم المزارات السياحية في مصر، وسط شوارعها الضيقة ومشاهد بيوتها الملونة بألوان زاهية، تقع عيناك على كنوز حقيقية من الفخار والخزف اليدوي الأصيل، تزين كل ركن وزاوية، هذا المكان الساحر هو ثمرة جهد وشغف امرأة استثنائية، إنها إيفلين بوريه، الخزّافة السويسرية التي وقعت في غرام قرية تونس بالفيوم وقررت أن تجعل منها تحفة فنية تخطف أنظار السياح.

جاءت إيفلين بوريه لأول مرة في مصر مع زوجها السابق الشاعر سيد حجاب، وعندما وطئت قدمها أرض تونس، وقعت في غرام تلك القرية البسيطة، فقررت أن تكرس حياتها لإحياء تراث الخزف اليدوي فيها، واستقرت في مصر حتى بعد انفصالها عن زوجها.

كانت قرية تونس آنذاك تضم حوالي 20 منزلاً فقط، فعكفت على تعليم الأطفال صناعة الخزف وصارت تحببهم فيه كما أحبته هي منذ صغرها وأبدعت في صناعته، حتى يصيروا بعد ذلك أشخاص ماهرون في الصناعة والنقش على الطين، ودربتهم على أحدث التقنيات، حتى أصبحت القرية مزارًا سياحيا فائق الجمال، لم تكتفِ إيفلين بذلك، بل شجعت الأهالي على تلوين منازلهم بألوان جذابة، فتحولت القرية بأكملها إلى لوحة فنية مبهرة.

أحبت إيفلين بوريه قرية تونس، حتى أنها أبدت الناس في القرية عن أي شيء آخر، ولذلك كانت نادرة الظهور الإعلامي واللقاءات الصحفية، وكانت تكرس وقتها بالكامل للعمل وتعليم أهل القرية، وقد اشترت قطعة أرض بنت عليها منزلها بعد ذلك في قرية تونس وعاشت به حتى رحيلها.

كانت إيفلين بوريه تجلس على أضواء لمبة الجاز وتشرب من مياه الطلمبة لسنوات طويلة، وكانت هي السبب الرئيسي بعد ذلك في وصول الكهرباء للقرية، بعدما نظمت أول مهرجان للخزف في قرية تونس وكانت نتيجة ذلك أنها لفتت نظر المسؤولين إليها وإلى القرية فبدأوا توصيل الكهرباء والمياه إلى القرية وأصبحت قرية تونس محض أنظار كثيرة.

تحولت قرية تونس بفضل إيفلين بوريه إلى واحدة من أهم القرى واشهرها حول العالم، وصارت "بوريه" رائدة في السياحة البيئية، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات سنوية لعرض منتجات الخزف والنقش على الطين والعديد من الفنون التكشيلية الأخرى، فقد صارت قرية تونس قرية الفنانين والمبدعين بفضل سيدة قدمت الحب والفن لأهالي هذه القرية.

رحلت إيفلين بوريه عن عالمنا، في 1 يونيو عام 2021، عن عمر ناهز الـ 82 عامًا، بعد رحلة شاقة أسست فيها مدرسة لتعليم أبناء القرية صناعة الخزف والفخار وساهمت في تحويل القرية إلي أشهر قرية سياحية بمحافظة الفيوم.