الخميس 27 يونيو 2024

أدباء نوبل| «جان بول سارتر».. فيلسوف الوجودية أول من رفض الجائزة

جان بول سارتر

ثقافة21-6-2024 | 05:09

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

 ونلتقي اليوم مع  الفيلسوف والروائي والمسرحي الفرنسي «جان بول سارتر».

يعد الأديب والمفكر جان بول سارتر والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، واحدًا من أهم الفلاسفة والمفكرين الذين شهدهم القرن العشرين، بإثرائه للحياة للفكرية والأدبية، ومازال تأثيره حاضرًا إلى يومنا هذا.

الميلاد والنشأة

ولد «سارتر» في باريس 21  يونيو 1905، في باريس عائلة برجوازية، وتوفي والده وهو في سنٍ مبكرة، بعد عامين من ولادته وتولت والدته تربيته مع جده لأمه، لكن أمه  تزوجت ثانية وهو في العاشرة من عمره.

قام جد «سارتر» بتربيته حتى التحق بالمدرسة العامة وهو في العاشرة من عمره، عاش عشر سنوات من عام 1907 إلى 1917 مع والدته وعائلتها في سعادة، اكتشف سارتر القراءة في مكتبة البيت الكبيرة وفضلها عن مصادقة الأطفال في سنه وأعجب«سارتر» بالروايات البوليسية وخاصة روايات فرانز كافكا 

الأول على الدفعة بالجامعة

التحق «سارتر» وهو في السادسة عشر من عمره بالثانوية في مدرسة «هنري الرابع» وفي عام 1924 دخل إلى جامعة باريس العليا وفي عام 1929 التقى بالكاتتبة والمفكرة الفرنسية «سيمون دي بوفوار»  التي أصبحت فيما بعد صديقته إلى آخر العمر، في عام 1929  اجتاز امتحان الكفاءة في الفلسفة وكان الأول في دفعته واحتلت سيمون المرتبة الثانية.

عمل «سارتر» الفلسفة في مدرستي «لوهافر» و«وان» في العام 1931م، ودرَّس الفلسفة في ألمانيا واطلع عليها واستمر في ذلك إلى عام 1937، وعاد بعدها لتدريس الفلسفة في باريس.

مؤلفات فيلسوف الوجودية 

نشر«سارتر» مؤلفاته في الفلسفة خلال تلك الفترة «التفوق على الأنا 1936م، تصور لنظرية الانفعالات، إيروسترات،رواية ميلونغوليا  الغثيان عام 1938ـ  تخطيط لنظرية الانفعالات، الجدار 1939م، التخيل ـ 1940م.

وكتب«سارتر» في الأربعينات الوجود والعدم يقدم فيه فلسفته الوجودية ، وكتب للمسرح «الذباب 1943م، جلسة سرية » ـ الوجود والعدم 1943م، ثم ألف سلسلة «دروب الحرية عام 1944، وكتب « خلف الأبواب الموصدة » 1944م.

 فيلسوفا وكاتبا مسرحيا

ارتكز إنتاج «سارتر» الضخم بعد الحرب العالمية الثانية على الفلسفة، وأصبح مفكرباريس اللامع والمثقف الكلي الذي عاش كل أنواع الفنون،

وأسس «سارتر» مجلة الأزمنة الحديثة عام 1945 مع سيمون دي بوفوار ومالرو أقام «سارتر» مؤتمرًا بعنوان الوجودية وبدأ يبني علاقات مع الحزب الشيوعي، ويوضح نظريته وفلسفته الوجودية. 

قدم مسرحية «المومس الفاضلة» ونشر  ومسرحية«الأيدي القذرة 1948 ،  قضايا الماركسية  1953م،  الوجودية مذهب إنساني ـ 1946م  أسرى ألتونا ـ 1959م، نقد العقل الجدلي ـ 1960م ، 

 

رافضا ومنددا للحروب 

 

أعلن «سارتر» دعمه لحركات التحرر ضدَّ الاستعمار؛  وناهض حرب فيتنام  كما رفض رفضـًا تامـًا الاحتلال الفرنسي للجزائر،  ونشر عام 1960 بمجلة الأزمنة الحديثة بيانا أعلن فيه الوقوف إلى جانب حق الجنود في الفرار من حرب الجزائر، ومنعت المجلة إثر ذلك.

 

لماذا رفض جائزة نوبل؟ 

 

 منح «جان بول سارتر».. فليسوف الوجودية  جائزة نوبل للآداب عام 1964   وجاء سبب فوزه بها في قرار اللجنة «لعمله الغني بالأفكار والمليئة بروح الحرية والبحث عن الحقيقة، كان له تأثير بعيد المدى على عصرنا» ، لكنه رفض  الحصول عليها وذلك لأنه  قد رأى أنها قد تكون  استغلالًا لموقفه ضدَّ الشيوعية، مما أحدث ذلك  ضجة إعلامية كبيرة أعادته للأضواء. 

 وقدم  «سارتر»  سيرته الذاتية بعنوان «الكلمات» ـ 1964م، وقدم كتاب  «أبله العائلة»: دراسة عن فلوبير في ثلاثة أجزاء 1971م،  الشك، جلسة سرية، موتى بلا قبور، نظرية الانفعال.

 تعريف سارتر للوجودية 

اعتمد تعريف «سارتر» للوجودية على رائعة هايدجر الأدبية الوجود والزمان، وجاء ذلك في مراسلة مع جين بوفريت والتي نُشرت باسم رسالة عن الإنسانية، أشار هايدجر إلى أن «سارتر» أساء فهمه في ما عنى بالموضوعية، وأنه لم يقصد أن الوجود يسبق الجوهر، ويعلق هايدجر قائلًا «إن عكس عبارة ميتافيزيقية هو أيضًا عبارة ميتافيزيقية»، ما يعني أن يعتقد أن سارتر بدل ببساطة الأدوار المرتبطة تقليديًا بالوجود والجوهر دون البحث في هذه المفاهيم وتاريخها كما يدعي هايدجر أنه فعل.

رحيل أول من رفض نوبل  

توفي الباحث عن الحقيقة وهو أول من رفض الحصول على جائزة نوبل « جان بول سارتر» في 15 أبريل عام 1980، عن عمر يناهز 75 عاما في مستشفى بروسية بباريس وسار نحو 50 ألف مشيع خلف نعشه