الجمعة 22 نوفمبر 2024

هكذا‭ ‬نقوّي‭ ‬مناعتنا‭ ‬فى‭ ‬الصيف

هكذا نقوّي مناعتنا فى الصيف

29-6-2024 | 15:29

ندا يونس
يُعرف‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬بأشد‭ ‬طقس‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام،‭ ‬لارتباطه‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ونسبة‭ ‬الرطوبة‭ ‬وما‭ ‬يصاحبهما‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭ ‬مثل‭: ‬الخمول‭ ‬والإجهاد‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬والخروج‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الطقس‭ ‬الحار؛‭ ‬نتيجة‭ ‬لافتقاد‭ ‬الجسم‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬بسبب‭ ‬التعرق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الشهية‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬مناعة‭ ‬الجسم‭.‬ وجهاز‭ ‬المناعة‭ ‬هو‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخلايا،‭ ‬والأنسجة،‭ ‬والأعضاء‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الجسم،‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬مخاطر‭ ‬أو‭ ‬هجمات‭ ‬خارجية،‭ ‬وكلما‭ ‬كان‭ ‬قويا،‭ ‬كان‭ ‬دفاعه‭ ‬أفضل،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ضعفه،‭ ‬يصبح‭ ‬الجسم‭ ‬أرضا‭ ‬خصبة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭.‬ وفى‭ ‬التحقيق‭ ‬التالي‭ ‬سنتعرف‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬ضعف‭ ‬المناعة‭ ‬وطرق‭ ‬تعزيزها‭ ‬وتقويتها؛‭ ‬لمواجهة‭ ‬الصيف‭ ‬وأمراضه‭.‬ فى‭ ‬البداية‭ ‬يشرح‭ ‬الدكتور‭ ‬أمجد‭ ‬الحداد‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الحساسية‭ ‬والمناعة‭ ‬بالمصل‭ ‬واللقاح‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تضعف‭ ‬مناعة‭ ‬الجسم‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومنها‭ ‬عوامل‭ ‬هرمونية‭ ‬،‭ ‬أي‭ ‬هرمونات‭ ‬الذكورة‭ ‬والأنوثة،‭ ‬وهناك‭ ‬عوامل‭ ‬بيئية‭ ‬وهي‭ ‬المتعلقة‭ ‬ببعض‭ ‬الأمراض‭ ‬الفيروسية،‭ ‬إذ‭ ‬يحدث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬مكونات‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬وبعض‭ ‬الخلايا‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬فيهاجم‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬الجسم‭ ‬أيضا‭.‬ والضغوط‭ ‬العصبية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬ضعف‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة،‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بين‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬والجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬المركزي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يسبب‭ ‬تدهورا‭ ‬وظيفيا‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬يؤثر‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬الشخص‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬مناعته،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الفرد‭ ‬يعكس‭ ‬ساعات‭ ‬نومه،‭ ‬بحيث‭ ‬ينام‭ ‬نهارا،‭ ‬ويستيقظ‭ ‬ليلا،‭ ‬فإنه‭ ‬يحرم‭ ‬جسمه‭ ‬من‭ ‬إفراز‭ ‬الكورتيزون‭ ‬الذي‭ ‬ينشط‭ ‬ليلا،‭ ‬وهو‭ ‬مضاد‭ ‬للالتهابات،‭ ‬ويعزز‭ ‬وظائف‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭.‬ وأيضا‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬ضعف‭ ‬المناعة‭: ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬كالسكري،‭ ‬فارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬السكر‭ ‬في‭ ‬الدم،‭ ‬يجعل‭ ‬الجسم‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬لاستقبال‭ ‬الأمراض،‭ ‬وأيضا‭ ‬الفشل‭ ‬الكلوي‭.‬ وضعف‭ ‬المناعة‭ ‬يؤدي‭ ‬للإصابات‭ ‬المتكررة‭ ‬بالعدوى‭ ‬والالتهابات،‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الجسم‭ ‬على‭ ‬مهاجمتها،‭ ‬كما‭ ‬يؤدي‭ ‬لتدهور‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للفرد‭ ‬عند‭ ‬إصابته‭ ‬بأي‭ ‬عدوى‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الإصابة‭ ‬بأي‭ ‬مرض‭ ‬ينشط‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي،‭ ‬كالهربس‭.‬ وأشار‭ ‬الحداد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معرفة‭ ‬نسبة‭ ‬المناعة‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬يتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحليل‭ ‬صورة‭ ‬دم‭ ‬كاملة،‭ ‬وفحص‭ ‬مكونات‭ ‬الدم‭ ‬CBC،‭ ‬وقياس‭ ‬نسبة‭ ‬الأجسام‭ ‬المضادة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭.‬ وفى‭ ‬الصيف‭ ‬ومع‭ ‬التعرض‭ ‬للإجهاد‭ ‬الحراري‭ ‬الشديد‭ ‬والذي‭ ‬يؤثر‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الجهاز‭ ‬المناعي،وهذا‭ ‬يحدث‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة،‭ ‬نتيجة‭ ‬فقدان‭ ‬الشهية‭ ‬أثناء‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬عند‭ ‬الأغلبية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الغذاء‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحفز‭ ‬المناعة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تتأثر‭ ‬المناعة‭ ‬سلبيًا‭.‬ وينصح‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بشرب‭ ‬السوائل‭ ‬والمياه‭ ‬بكثرة‭ ‬خلال‭ ‬الموجات‭ ‬الحارة،‭ ‬منعًا‭ ‬للتعرض‭ ‬للهبوط‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬فقدان‭ ‬الشهية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتناول‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضراوات‭ ‬بكثرة‭ ‬مع‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الدهون‭ ‬والزيوت،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بنظام‭ ‬غذائي‭ ‬بروتيني‭ ‬قليل‭ ‬الدسم‭ ‬والسكر‭.‬ وأيضًا‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬يسبب‭ ‬الكسل‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الحركة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬المناعة،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬المشي‭ ‬في‭ ‬المساء،‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقيام‭ ‬بأي‭ ‬مجهود‭ ‬بدني‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لتنشيط‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭.‬ ‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬المتابعة‭ ‬الدورية‭ ‬للأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬ومحاولة‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها،‭ ‬كالسكري،‭ ‬والفشل‭ ‬الكلوي،‭ ‬والضغط‭ ‬المرتفع‭.‬ ولابد‭ ‬من‭ ‬تلقي‭ ‬التطعيمات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمحاربة‭ ‬أي‭ ‬فيروس،‭ ‬فهي‭ ‬بمثابة‭ ‬منبه‭ ‬لجهاز‭ ‬المناعة،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تنشيطه،‭ ‬وتحفيزه‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬مرض‭.‬ وتوضح‭ ‬الدكتورة‭ ‬نيللي‭ ‬أشرف‭ ‬أخصائي‭ ‬التغذية‭ ‬والعقاقير‭ ‬الطبية‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬فى‭ ‬الطقس‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وأيضا‭ ‬ظهور‭ ‬متحورات‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬يبحث‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬لتقوية‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة؛‭ ‬لمساعدة‭ ‬الجسم‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬وتقليل‭ ‬حدة‭ ‬المرض،‭ ‬وتأتي‭ ‬الأغذية‭ ‬الغنية‭ ‬بفيتامين‭ ‬سي‭ ‬مثل‭: ‬الموالح‭ (‬الليمون‭ ‬و‭ ‬البرتقال‭ ‬و‭ ‬الجريب‭ ‬فروت‭)‬،الفلفل‭ ‬الألوان‭ ‬والبروكلي‭ ‬و‭ ‬السبانخ‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬المعروفة‭ ‬بتقوية‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة،‭ ‬ومن‭ ‬الفواكه‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تناولها؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬المناعة‭ ‬فى‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ( ‬البطيخ‭ ‬والمانجو‭ ‬والعنب‭ ‬الأحمر‭ ‬والفراولة‭) ‬نظرا‭ ‬لاحتوائهم‭ ‬على‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مضادات‭ ‬الأكسدة‭. ‬ يمكن‭ ‬أيضا‭ ‬زيادة‭ ‬مناعة‭ ‬الجسم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استهلاك‭ ‬الزبادي‭ ‬يوميا‭ ‬لاحتوائه‭ ‬على‭ ‬البكتيريا‭ ‬النافعة‭ (‬البروبايوتيك‭) ‬وتخليص‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬الضارة‭ ‬،كذلك‭ ‬استخدام‭ ‬العسل‭ ‬الأبيض‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬السكر؛‭ ‬لقدرته‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الفيروسات‭ ‬والفطريات،‭ ‬كما‭ ‬يوصي‭ ‬باستخدام‭ ‬الجنزبيل‭ ‬كمقوي‭ ‬عام‭ ‬لجهاز‭ ‬المناعة‭ ‬لأنه‭ ‬ينشط‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭ ‬وبالتالي‭ ‬وصول‭ ‬الخلايا‭ ‬المناعية‭ ‬إلى‭ ‬موضعها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أسرع‭.‬ كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عشبة‭ ‬تشتهر‭ ‬بتأثيرها‭ ‬الفعال‭ ‬على‭ ‬تنشيط‭ ‬الجهاز‭ ‬المناعي‭ ‬و‭ ‬رفع‭ ‬استجابة‭ ‬الجسم‭ ‬لمقاومة‭ ‬الأمراض‭ ‬وهي‭ ‬عشبة‭ ‬الإخناسيا،‭ ‬من‭ ‬المفضل‭ ‬استخدامها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬ويمكن‭ ‬شرب‭ ‬أوراقها‭ ‬كشاي‭ ‬ولهذا‭ ‬توصف‭ ‬لعلاج‭ ‬أدوار‭ ‬البرد‭ ‬و‭ ‬الإنفلونزا‭ ‬بعد‭ ‬استشارة‭ ‬الطبيب‭. ‬ ولتجنب‭ ‬العطش‭ ‬أثناء‭ ‬حرارة‭ ‬الصيف‭ ‬الشديدة،‭ ‬يفضل‭ ‬شرب‭ ‬عصير‭ ‬الخيار‭ ‬حيث‭ ‬يمتاز‭ ‬الخيار‭ ‬بترطيب‭ ‬الجسم‭ ‬بطريقة‭ ‬مذهلة،‭ ‬ويمكن‭ ‬أيضا‭ ‬وضع‭ ‬شرائح‭ ‬من‭ ‬الخيار‭ ‬والليمون‭ ‬والجنزبيل‭ ‬الطازج‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬؛‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ثم‭ ‬شربها،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المزيج‭ ‬يخلص‭ ‬الجسم‭ ‬من‭ ‬السموم‭.‬