29-6-2024 | 15:29
ندا يونس
يُعرف فصل الصيف بأشد طقس على مدار العام، لارتباطه بارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة وما يصاحبهما من مشكلات صحية مثل: الخمول والإجهاد وعدم القدرة على الحركة والخروج فى هذا الطقس الحار؛ نتيجة لافتقاد الجسم كميات كبيرة من المياه بسبب التعرق، بالإضافة إلى فقدان الشهية مما يضعف مناعة الجسم.
وجهاز المناعة هو مجموعة من الخلايا، والأنسجة، والأعضاء المسئولة عن الدفاع عن الجسم، ضد أي مخاطر أو هجمات خارجية، وكلما كان قويا، كان دفاعه أفضل، ولكن في حالة ضعفه، يصبح الجسم أرضا خصبة للكثير من الأمراض.
وفى التحقيق التالي سنتعرف على أسباب ضعف المناعة وطرق تعزيزها وتقويتها؛ لمواجهة الصيف وأمراضه.
فى البداية يشرح الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح أن العوامل التي تضعف مناعة الجسم كثيرة، ومنها عوامل هرمونية ، أي هرمونات الذكورة والأنوثة، وهناك عوامل بيئية وهي المتعلقة ببعض الأمراض الفيروسية، إذ يحدث نوع من التشابه بين بعض مكونات هذا الفيروس، وبعض الخلايا في الجسم، فيهاجم جهاز المناعة الجسم أيضا.
والضغوط العصبية من أهم عوامل ضعف جهاز المناعة، إذ توجد علاقة وثيقة بين جهاز المناعة والجهاز العصبي المركزي، وبالتالي يسبب تدهورا وظيفيا له، كما يؤثر أسلوب حياة الشخص على قوة مناعته، فإذا كان الفرد يعكس ساعات نومه، بحيث ينام نهارا، ويستيقظ ليلا، فإنه يحرم جسمه من إفراز الكورتيزون الذي ينشط ليلا، وهو مضاد للالتهابات، ويعزز وظائف جهاز المناعة.
وأيضا من عوامل ضعف المناعة: الأمراض المزمنة كالسكري، فارتفاع نسبة السكر في الدم، يجعل الجسم بيئة خصبة لاستقبال الأمراض، وأيضا الفشل الكلوي.
وضعف المناعة يؤدي للإصابات المتكررة بالعدوى والالتهابات، وذلك لعدم قدرة الجسم على مهاجمتها، كما يؤدي لتدهور الحالة الصحية للفرد عند إصابته بأي عدوى حتى وإن كانت بسيطة، وكذلك الإصابة بأي مرض ينشط تحت تأثير الضغط النفسي، كالهربس.
وأشار الحداد إلى أن معرفة نسبة المناعة في الجسم، يتم عن طريق تحليل صورة دم كاملة، وفحص مكونات الدم CBC، وقياس نسبة الأجسام المضادة في الجسم.
وفى الصيف ومع التعرض للإجهاد الحراري الشديد والذي يؤثر بنسبة كبيرة على أداء الجهاز المناعي،وهذا يحدث بطريقة مباشرة وغير مباشرة، نتيجة فقدان الشهية أثناء فصل الصيف عند الأغلبية، رغم أن الغذاء هو الذي يحفز المناعة بشكل أساسي، وبالتالي تتأثر المناعة سلبيًا.
وينصح بالاهتمام بشرب السوائل والمياه بكثرة خلال الموجات الحارة، منعًا للتعرض للهبوط الذي يسبب فقدان الشهية، بالإضافة لتناول الفواكه والخضراوات بكثرة مع الابتعاد عن الدهون والزيوت، والاهتمام بنظام غذائي بروتيني قليل الدسم والسكر.
وأيضًا ارتفاع درجات الحرارة يسبب الكسل والابتعاد عن الحركة، وهو ما يؤثر أيضًا على المناعة، لذا لا بد من ممارسة الرياضة أو ممارسة المشي في المساء، مع الالتزام بالقيام بأي مجهود بدني حتى إذا كان في المنزل لتنشيط الدورة الدموية.
بالإضافة إلى أهمية المتابعة الدورية للأمراض المزمنة ومحاولة السيطرة عليها، كالسكري، والفشل الكلوي، والضغط المرتفع.
ولابد من تلقي التطعيمات اللازمة لمحاربة أي فيروس، فهي بمثابة منبه لجهاز المناعة، يعمل على تنشيطه، وتحفيزه لمواجهة أي مرض.
وتوضح الدكتورة نيللي أشرف أخصائي التغذية والعقاقير الطبية أنه في ظل الظروف الحالية من تقلبات فى الطقس وارتفاع درجات الحرارة وأيضا ظهور متحورات لفيروس كورونا، يبحث العالم عن طرق جديدة لتقوية جهاز المناعة؛ لمساعدة الجسم على مكافحة العدوى وتقليل حدة المرض، وتأتي الأغذية الغنية بفيتامين سي مثل: الموالح (الليمون و البرتقال و الجريب فروت)،الفلفل الألوان والبروكلي و السبانخ على رأس القائمة المعروفة بتقوية جهاز المناعة، ومن الفواكه الصيفية التي يمكن تناولها؛ لتعزيز المناعة فى فصل الصيف ( البطيخ والمانجو والعنب الأحمر والفراولة) نظرا لاحتوائهم على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة.
يمكن أيضا زيادة مناعة الجسم عن طريق استهلاك الزبادي يوميا لاحتوائه على البكتيريا النافعة (البروبايوتيك) وتخليص الجسم من البكتيريا الضارة ،كذلك استخدام العسل الأبيض بدلا من السكر؛ لقدرته الفائقة على مكافحة الفيروسات والفطريات، كما يوصي باستخدام الجنزبيل كمقوي عام لجهاز المناعة لأنه ينشط الدورة الدموية وبالتالي وصول الخلايا المناعية إلى موضعها على نحو أسرع.
كما أن هناك عشبة تشتهر بتأثيرها الفعال على تنشيط الجهاز المناعي و رفع استجابة الجسم لمقاومة الأمراض وهي عشبة الإخناسيا، من المفضل استخدامها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن شرب أوراقها كشاي ولهذا توصف لعلاج أدوار البرد و الإنفلونزا بعد استشارة الطبيب.
ولتجنب العطش أثناء حرارة الصيف الشديدة، يفضل شرب عصير الخيار حيث يمتاز الخيار بترطيب الجسم بطريقة مذهلة، ويمكن أيضا وضع شرائح من الخيار والليمون والجنزبيل الطازج في المياه ؛ و من ثم شربها، لأن هذا المزيج يخلص الجسم من السموم.