يوافق اليوم الـ 6 من يوليو، العيد القومي للمدينة القاهرة الملقبة بـ"جوهر الشرق"، حيث يجسد هذا التاريخ ذكرى وضع القائد جوهر الصقلي حجر الأساس لمدينة القاهرة عام 969م، وشعارها الجامع الأزهر الشريف منارة الإسلام ومنبره في العالم أجمع.
بناء القاهرة
في الـ 6 من يوليو 969، بدء القائد الفاطمي جوهر الصقلي في وضع حجر أساس مدينة القاهرة لتكون عاصمة جديدة لمصر تحت قيادة الدولة الفاطمية.
جاء بناء "القاهرة" بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وفي البداية أطلق عليها اسم "المنصورية"، وحين وصل "الخليفة" إلى مصر، ودخل المدينة الجديدة أسماها "القاهرة"، ويقال أن السبب في تسميتها بهذا الاسم هو تبركًا بالكوكب القاهر المعروف باسم كوكب المريخ.
وبعد عام من تأسيس القاهرة، شرع في بناء الجامع الأزهر، الذي استغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتتح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيو 972، وما لبث إلى أن تحول إلى جامعة علمية.
أُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة سيدنا علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.
واليوم، أتمت القاهرة 1055 عامًا، كانت في غضونها شاهدًا على حضارات عدة تجد ملامحها في كل شارع من شوراعها ما بين الآثار الفرعونية والرومانية والبيزنطية والقبطية والإسلامية، مما جعلها مقصدًا عالميًا للسياحة.
وإذا نظرنا إلى القاهرة بمعناها الواسع، ففي العصر الفرعوني عرفت باسم "من نفر" أي الميناء الجميلة وضاحيتها مدينة الشمس، وظلت عاصمة مصر الموحدة منذ أن وحدها الملك نارمر منذ 3200 سنة ق.م لفترات زمنية مختلفة، ولكن مع فتح العرب لمصر وهي العاصمة.
ويُرجع البعض اتخاذ القاهرة عاصمة إلى سنة 98 من الميلاد عندما بني حصن بابليون الذي ما تزال بقاياه موجودة حتى الآن، وعندما جاء عمرو بن العاص لفتح مصر أقام عاصمته الجديدة الفسطاط بالقرب من ذلك الحصن، ثم أنشأت مدينة العسكر التي تلتها القطائع كعاصمة للدولة الطولونية في مصر، ثم أنشأت القاهرة في عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله والتي ما زالت تحمل الاسم ذاته حتي اليوم.
وبداية من العصر الفاطمي مرورًا بالعصر الأيوبي والمملوكي، تعايشت القاهرة في أرقى فنون العمارة الإسلامية التي تمثلت في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس، مثل قلعة صلاح الدين ومدرسة السلطان برقوق ومدرسة الأشرف قايتباي وخان الخليلي ومسجد الرفاعي ومسجد الحسين.