27-7-2024 | 12:15
أحمد عبدالعزيز
قد يستمتع طفلك بمشاهدة فيلم أو لعب لعبة فيديو أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن قضاء وقت طويل أمام الأجهزة الذكية قد يكون له تأثير سلبي على صحة طفلك الجسدية والعقلية.
تقول الدكتورة لبنى الشباسى استشارى الأمراض النفسية: إنه يُمكن أن تُؤثر الأجهزة سلبًا على صحة طفلك الجسدية والعقلية، وحتى حياته الاجتماعية، وفيما يأتي توضيح لآثار الأجهزة الذكية على الأطفال.
تزيد من خطر المشاكل النفسية:
يرتبط الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والأجهزة الذكية بمشاكل نفسية، مثل الاكتئاب والقلق، ويمكن أن يقلل أيضًا من شعور الطفل بالثقة بالنفس، والرضا عن الحياة والاستقرار العاطفي، مما سيُؤثر سلبًا على مستقبله وطريقة تفكيره.
تسبب الانعزال الاجتماعي:
إن قضاء وقت أطول على الهاتف مقارنة بالتفاعل وجهًا لوجه مع الأشخاص والبيئة الخارجية يعيق تطور مهارات الطفل الاجتماعية، وهذا قد يُسبب الانسحاب والعزلة الاجتماعية لديه.
تُؤثر على القدرات العقلية:
بينت الدراسات أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية قد يؤثر سلبًا على القدرة العقلية والتطور الذهني للطفل إذ قد يُقلل من الأداء المعرفي وفرص الاستيعاب والتعلم، وهذا يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإدمان عليها وإرسال الرسائل ومشاهدة التليفزيون أثناء أداء الواجبات المنزلية وخلال الفصل الدراسي.
تُقلل من النشاط البدني:
إذ قد يقضي الطفل الكثير من الوقت أمام الشاشات والأجهزة الذكية وعادةً خلال هذه الفترة يبقى جالسًا لساعات طويلة دون حركة أو نشاط، مما يُؤثر سلبًا على لياقته البدنية، كما قد يسبب إصابتهم بالسمنة التي تؤثر في نفسيتهم أيضًا.
تزيد من الإصابة بآلام الظهر والمفاصل:
خاصةً إذا كان الطفل يجلس في وضعية خاطئة لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة الذكية ؛ فهذا سيجعله يعتاد على الجلوس بهذه الطريقة؛ حتى عند عدم وجود الأجهزة الذكية، الأمر الذي قد يزيد من خطر إصابته بمشاكل في الظهر والعضلات.
قد تُسبب له مشاكل في الرؤية:
إن قضاء وقت طويل أمام الحاسوب المحمول والأجهزة الإلكترونية الأخرى قد يؤدي إلى إصابتهم بضعف في الرؤية، وجفاف وإجهاد بالعين ، وذلك بسبب الإضاءة الشديدة والتحديق المستمر في هذه الشاشات.
تُعيق الحصول على قسط كافٍ من النوم:
يميل الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية بكثرة إلى الشعور بالتوتر وعدم القدرة على الاسترخاء، وهذا يزيد من فرص إصابتهم بالأرق والحرمان من النوم، مما سيُؤثر على قيامهم بالأنشطة اليومية، وقد يعانون من فقدان الطاقة، والشعور بالخمول وعدم القدرة على التركيز.
تزيد من خطر الإصابة بالعدوى أو الحوادث:
فقد بينت إحدى الدراسات أنّ الأجهزة الذكية قد تكون مرتعا للجراثيم والبكتيريا، لذا فإن استخدام الأجهزة بكثرة قد يسبب انتقال هذه الجراثيم للطفل، وبالتالي إصابته بالعدوى والمرض.
كما يمكن أن يؤدي النظر إلى الأجهزة الإلكترونية أثناء القيام بأشياء أخرى مثل المشي إلى سقوط الطفل أو اصطدامه بشيء ما، وهذا سيُعرضه للإصابات.
و يوصى بعدم السماح للأطفال دون عمر سنتين بالجلوس على الأجهزة الذكية إطلاقًا، وفي حال كان عمر الأطفال أكبر من سنتين؛ يُفضل ألا يُسمح لهم بالجلوس على الأجهزة الذكية لمدة تتجاوز الساعتين.
ويُمكن أن تُساعد النصائح الآتية على تحقيق ذلك:
- حدد لهم المدة التي يقضونها على هذه الأجهزة ؛ فهذا سيُساعدهم على تجنب قضاء مدة طويلة أمام هذه الأجهزة دون وعي.
- ضع قوانين لاستخدام هذه الأجهزة، ولكن تجنب أن تكون صارمة للغاية.
- ابحث عن أنشطة يُمكن للعائلة القيام بها؛ فقد يكون سبب استخدامهم لهذه الأجهزة هو الملل.
- علّم طفلك القيام بهواية يفضلها كالرسم والتلوين مثلًا، أو قراءة الروايات.
ويقول الدكتور أيمن العزونى استشارى الأمراض النفسية: إنه فيما يلي تأثير الأجهزة الذكية على الأطفال:
الإصابة بالسمنة: قد يكون الانخراط في نشاط يستدعي الجلوس لفترة طويلة، مثل ممارسة ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفاز، أحد عوامل خطر الإصابة بالسمنة، حيث يجلس الطفل لساعات طويلة أمام هذه الأجهزة دون أن يدري لأنه يشعر بالمتعة، وحينما يشعر بالجوع، فيتناول الحلوى السريعة والأطعمة بكميات كبيرة، وهو ما يسبب الإصابة بالسمنة في نهاية المطاف.
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: هناك ارتباط وثيق بين الإصابة بالسمنة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
تأثيرات سلبية على الدماغ: هناك العديد من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الدماغ، وذلك نتيجة الأشعة الكهرومغناطيسية التي تصدر عن هذه الأجهزة، والتي يقوم الجسم بامتصاصها، وبالتالي تسبب آلام الرأس المزمنة، والتوتر، وزيادة الانفعالات، والإصابة بالتوتر والإحباط.
مشاكل النوم: أيضاً تعتبر مشاكل النوم من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الأطفال، إذ يتداخل الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية مع دورة نوم الدماغ، ويمكن أن يمنع الحصول على نوم جيد ليلاً، كما يمكن أن تتسبب الأجهزة الإلكترونية في تأخر نوم الطفل لأن الوقت يسرقه أمام هذه الشاشات، ويجعله ينسى موعد نومه.
القيام بسلوكيات خاطئة: يأتي الكذب في مقدمة السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تسببها الأجهزة الإلكترونية، حيث يضطر الطفل للكذب من أجل البقاء لفترات طويلة أمام الجهاز، فيدعي النوم أو أنه لم يجلس كثيراً، أو يقوم بتخبئة الجهاز الإلكتروني في الفراش ليستخدمه أثناء النوم، وهو ما يؤثر على صحته بشكل كبير.
آلام الرقبة والظهر المزمنة: يتطلب الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية واللوحية، البقاء في وضعية غير صحيحة لفترات طويلة، حيث يمكن أن يكون الظهر منحنيا ، وكذلك الرقبة، وبمرور الوقت، تصبح هذه المشكلات الصحية مزمنة، وقد يعاني الطفل من آلام الرقبة والظهر، وألم في أسفل الظهر فيما بعد.
ضعف النظر: مشكلة صحية أخرى تنتج عن الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لفترة طويلة، وهي ضعف النظر وجفاف العين، وذلك نتيجة التحديق المستمر في هذه الأجهزة، وخاصةً عند استخدام الأجهزة الصغيرة التي تتطلب اقتراب الوجه منها أثناء اللعب أو مشاهدة المقاطع المصورة.
الإصابة بالاكتئاب والقلق: يعتبر القلق والاكتئاب من أضرار الأجهزة الإلكترونية على الدماغ، حيث إن كل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات يمكن أن يؤثر سلباً على صحته العقلية والعاطفية، وذلك نتيجة العزلة والتعايش مع عالم افتراضي وتجنب العلاقات الاجتماعية المهمة أثناء فترة التأسيس، وبالتالي يعتاد الطفل على الوحدة، وقد يتسبب هذا في الاكتئاب مع تقدم العمر، كما أنه يجعل الطفل شخصاً خجولاً لا يتمكن من التعامل مع الأشخاص بطريقة صحيحة.
المشاكل التعليمية: يعاني الأطفال في سن المدرسة الذين يجلسون أمام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة من مشاكل في التعليم أكثر من غيرهم، وذلك نتيجة قلة النوم ، وبالتالي انخفاض مستوى التحصيل المدرسي، وكذلك عدم الرغبة في المذاكرة وكثرة السرحان أثناء تلقي الدروس.
الميل إلى العنف: يعد العنف من أبرز أعراض الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو، حيث يمكن أن يؤدي التعرض لمشاهد عنيفة أو اللعب التي تعتمد على العنف إلى جعل الأطفال غير حساسين تجاهها، وفي النهاية، قد يستخدمون العنف لحل المشكلات وقد يقلدون ما يرونه أمامهم، ليصبحوا أطفالا أكثر عنفاً، ويعتبر الأذى أسلوب حياتهم في التعامل مع الأطفال الآخرين.
يمكن الوقاية من أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال بعدة طرق، وتشمل:
- تحديد وقت جلوس الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية:
- ينصح بتحديد وقت معين لجلوس الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية، على أن يكون هذا الوقت مكافأة للطفل حينما يقوم بسلوك جيد مثل ترتيب غرفته أو استذكار دروسه وغيرها من الأمور، وينصح ألا يزيد وقت جلوس الأطفال أمام هذه الأجهزة عن ساعة في اليوم.
- إيجاد بدائل للطفل:
لا يمكن منع الطفل من الجلوس أمام الأجهزة اللوحية دون أن تجد الأم بدائل للطفل حتى يخرج طاقته ويستمتع بوقته، ويكون ذلك من خلال اللعب مع الطفل أو توفير أدوات تساعده في عمل صناعات يدوية ليبدع فيها، بالإضافة إلى أنشطة أخرى مثل قراءة قصص ورقية أو الرسم وغيرها من الأنشطة المفضلة للأطفال.
- تخصيص وقت لممارسة الرياضة:
يجب تخصيص وقت لممارسة الرياضة يومياً، فكم هي مهمة لصحة الطفل ، وتساعده في إخراج طاقته بطريقة صحيحة، كما تضمن الحفاظ على النمو السليم للجسم والوقاية من السمنة، ويمكن ممارسة الرياضة في المنزل أو أخذ الطفل في حدائق مفتوحة لممارسة التمارين الرياضية أو المشي.
ومن الضروري أن يذهب الطفل إلى النادي ويتعلم رياضة جديدة يفضلها، ليصبح شخصا رياضيا واجتماعيا، ويكتسب ثقة كبيرة في ذاته.
الحرص على الجلوس مع الطفل:
ينبغي على الأسرة أن تحدد وقتاً للجلوس مع بعضها البعض، ويتشاركوا في اللعب وتبادل الحديث، ويقوم كل فرد منهم بالتحدث عن يومه ليعتاد الطفل أن يحكي مختلف المواقف الخاصة به ويشاركها مع أهله.
الحفاظ على نمط نوم صحي:
على الآباء مراقبة أبنائهم دون أن يلاحظوا للتأكد من أنهم يناموا في موعدهم ، وعدم ترك الأجهزة اللوحية بين يديهم في غرفة النوم، وذلك لضمان حصول الطفل على عدد ساعات نوم مناسبة له، والوقاية من اضطرابات النوم.
كن قدوة لهم:
يجب أن يكون كل من الأب والأم خير قدوة لأبنائهم، لأن الآباء هم مرآة الأبناء، ولا يمكن أن نطلب من أبنائنا أن يمتنعوا عن الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية أو تقنين وقت استخدامها، ونحن لا نفعل ذلك.