الثلاثاء 6 اغسطس 2024

وزارة الثقافة تنظم ورشة تدريبية بعنوان استراتيجية مكافحة الفساد

جانب من الورشة

ثقافة6-8-2024 | 20:18

إسلام علي

أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة، اليوم، أولى فعاليات الورشة التدريبية "استراتيجية وزارة الثقافة لمكافحة الفساد"، التي تعقدها الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام، لمديري العموم والإدارات الوسطى، بمقر العاصمة الإدارية، في سياق خطط وبرامج وزارة الثقافة.

استهل اللقاء بحديث لرئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة، أوضحت خلاله الهدف من الورشة التدريبية المنعقدة على مدار يومين، موضحة الجهود المبذولة لمكافحة الفساد.

وأشارت "علام" إلى أن مصر كانت على رأس الدول التي تبنت استراتيجية مكافحة الفساد من خلال إصدار التشريعات القانونية الهادفة التى ينظمها الجهاز الإداري للدولة، كقانون الخدمة المدنية، وقانون منع تضارب المصالح للموظفين الحكوميين، وميكنة قرارات الذمة المالية، وغيرها من اللوائح التي من شأنها تحقيق مكافحة الفساد.

من ناحيته تناول الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، ومنسق لجنة حصر إنجازات قطاعات وزارة الثقافة في مكافحة الفساد، الإجراءات التي نفذتها وزارة الثقافة والهيئات والقطاعات التابعة لها لمواجهة ظاهرة الفساد الإداري، والتي كان من أهمها تشكيل لجان لها رؤية وطنية واضحة تعتمد على النزاهة والشفافية والمساواة وتطبيق القانون. 

وأوضح "ناصف" أن خطورة الفساد لا تقتصر على جانب معين بل تمتد لتؤثر على المجتمع بأكمله، الأمر الذي يحتاج إلى تضافر جميع الجهود لمواجهة تلك الظاهرة، كي لا تنتشر الممارسات الفاسدة.

وأكد في ختام حديثه أهمية التعامل مع ظاهرة الفساد الإداري بكل حسم، وتمكين الجهات الرقابية والقضائية القائمة من العمل على تنفيذها، مع ضرورة وجود الإرادة الحقيقية لتحقيق الشفافية والنزاهة وسيادة القانون.

وفي سياق أخر، انطلقت أمس فعالية مبادرة "القوة في شبابنا" تحت رعاية أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة،  وتتوالى فعالياتها إلى 22 أغسطس 2024.

نُظمت محاضرة اليوم تحت عنوان: "ما التاريخ"، وقدمها الدكتور محمد عفيفى؛ أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس، وتهدف المبادرة إلى دعم ورعاية الموهوبين من الشباب، وتستهدف الشباب من سن 18 إلى 35 عامًا.

عفيفي: لا بد من فهم طبيعة الشعوب عند دراسة التاريخ

وتحدث الدكتور محمد عفيفى متناولًا ماهية التاريخ وأهميته، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن التاريخ هو الماضى، ولكن يوجد أيضًا تاريخ للحاضر وتاريخ للمستقبل، وتابع متناولًا البعد الزمنى للتاريخ، موضحًا أن التاريخ تغير مفهومه؛ فما كنا ندرسه عن الزعيم عرابى وسعد زغلول وغيرهم كان تاريخ سياسى، وفى حقيقة الأمر يبقى المدلول الحقيقى للتاريخ أعمق وأكثر شمولية من ذلك.

وتابع: فإذا ابتغينا دراسة أى تاريخ مثل تاريخ الصراعات والحروب على سبيل المثال، سنجد أنه لابد لنا أولًا من فهم تاريخ هذه الشعوب بشكل جيد، وانتقل فى حديثه ضاربًا مثال آخر وهو القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى حتمية تكوين خلفية تاريخيّة عميقة عن مختلف الأوضاع التاريخية المتصلة بها لفهم أبعاد القضية بصورة تتميز بالشمولية والعمق فى ذات الوقت.

وواصل: إذا عكفنا على قراءة ما تركه المؤرخون حول القضية الفلسطينية على سبيل المثال سنجد أن كل منهم قدم الأحداث التاريخية الحقيقية ولكن بأسلوبه وبلاغته تاركا بصمته الخاصة فى ثنايا الموضوع المؤرّخ، وهذا ما يجعلنا نلاحظ أن التأريخ يختلط به وجهات النظر الخاصة بكل مؤرِّخ ويتجاوز التأريخ الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ليغوص فى أعماق الحضارات الإنسانية المختلفة؛ فمن خلال دراسة التاريخ، نكتشف جذورنا، ونفهم كيفية تطوير ذواتنا وبالتبعيّة مجتمعاتنا، عبر استخلاصنا لتجارب الأمم السابقة، لذا علينا أن ندرك أن التاريخ ليس حقيقة ثابتة، بل هو سردية متجددة تتأثر بوجهات نظر المؤرخين والمصادر المتاحة والتطورات المعرفية.

 واختتم الدكتور محمد عفيفى، أن مصر لديها ثروة تاريخيّة هائلة، وهو ما يجب الاهتمام به وتوثيقه بالشكل الصحيح؛ فتاريخ الأمم هو تراثها الثقافى، وهو جزء لا يتجزأ من هُويتها الحقيقيّة مهما تعاقبت السنون والأزمان.