الجمعة 16 اغسطس 2024

نيويورك تايمز: طهران تواجه ضغوطا للرد على اغتيال إسماعيل هنية

هنيه

عرب وعالم13-8-2024 | 14:24

دار الهلال

تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن سبب تأخر إيران في الرد على إسرائيل رغم إصدار المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أمرا بضربها بشكل مباشر وتعهد طهران نهاية يوليو الماضي بالانتقام من إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في العاصمة عقب حضوره تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير إخباري لها اليوم /الثلاثاء، أن طهران تواجه ضغوطا للرد على اغتيال هنية، لكن المحللين يقولون إنها توازن بين عدة عوامل عندما تفكر في الرد خاصة أن الأزمة تأتي في لحظة حساسة حيث تولت حكومة جديدة السلطة، وهو ما قد يبطئ اتخاذ القرار.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين من إيران وحماس توعدوا بالرد على مقتل هنية في 31 يوليو الماضي بعدما ألقت إيران، باللوم على إسرائيل في عملية الاغتيال ولم تصرح إسرائيل بأن قواتها المسؤولة عن الاغتيال، ومع ذلك، لقد مر ما يقرب من أسبوعين ولم يحدث أي رد واسع النطاق، مما ترك إسرائيل والشرق الأوسط في حالة من التوتر.

وأضافت أنه قبل الاغتيال بيوم واحد، اغتيل فؤاد شكر، أحد كبار القادة في جماعة حزب الله اللبنانية في غارة جوية إسرائيلية في إحدى ضواحي العاصمة بيروت، لكن اغتيال هنية كان بمثابة الضربة الأكبر لطهران لأنه وقع على الأراضي الإيرانية. وردا على ذلك، أصدر خامنئي، أمرا لإيران بضرب إسرائيل بشكل مباشر، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر.

ولفتت الصحيفة إلى إيران حاولت صياغة رد رادع يمنع تكرار الاغتيالات على أراضيها ويجنب في الوقت نفسه حربا شاملة، مسلطة الضوء على قول المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعان إنه "من الضروري معاقبة إسرائيل"، وهو ما يتفق مع تصريحات مسؤولين إيرانيين كبار آخرين لكنه قال أيضا إن "طهران ليست مهتمة بتصعيد الصراعات الإقليمية".

ومن جانبها، قالت سنام فاكيل، محللة شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس، وهي مجموعة بحثية في لندن للصحيفة "إن حكومة الرئيس الإيراني الجديد لم تتم الموافقة عليها بعد، وهو ما أدى إلى تباطؤ المداولات الداخلية".

وأضافت أن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان قد يحاول الموازنة بين الحاجة الملموسة لإظهار القوة والمصلحة الأوسع لحكومته في تخفيف آثار العقوبات الاقتصادية الغربية ومنع إيران من أن تصبح أكثر عزلة على المستوى الدولي، كما يتعين أن تكون الاستجابة محسوبة بعناية حتى لا تغلق باب المفاوضات مع الغرب الذي قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المحتملة".

وبدوره، قال مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز "إن الرد العسكري الذي ينظر إليه على أنه رمزي إلى حد كبير محفوف بالمخاطر من منظور طهران، لكن من غير المرجح أن يردع إسرائيل عن شن المزيد من الهجمات ولن تتمكن طهران من السيطرة على دورة التصعيد التي قد تلي ذلك.

وفي أبريل، هاجمت طهران إسرائيل بحوالي 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، ردا على ضربة إسرائيلية صريحة على مجمع سفارة إيرانية حيث أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية جميع الطائرات تقريبا بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، وكان هذا أول هجوم مباشر من جانب إيران بعد حرب سرية مع إسرائيل استمرت لسنوات عبر البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني، وبالتالي كان يمثل تصعيدا كبيرا.

ونوهت الصحيفة بأن الهجوم في أبريل تسبب في أضرار طفيفة لكن الآن تستعد إسرائيل لما قد يكون هجوما أكبر حيث طلبت السلطات الإسرائيلية من الناس تخزين الطعام والماء في غرف آمنة محصنة، ووضعت المستشفيات خططا لنقل المرضى إلى أجنحة تحت الأرض، وفي الوقت نفسه، تم وضع فرق الإنقاذ في المدن.

وأفادت بأنه كان لدى الدبلوماسيين ومسؤولي الأمن الأمريكيين والإسرائيليين بعض المعرفة المسبقة بمدى وشدة الهجوم الإيراني في أبريل، مما سهل الاستعدادات الدفاعية. وعلى نحو مماثل، فإن الأسبوعين اللذين مرا منذ اغتيال هنية قد أتاحا الوقت للاستعداد المتزايد في إسرائيل.

ومع ذلك، يقول المحللون العسكريون إن إيران وحزب الله يمكنهما التغلب على دفاعات إسرائيل بإطلاق عدد كاف من الصواريخ في وقت واحد ويمكنهما أيضا إطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يجعل من الصعب اكتشافها وتدميرها.

كما يخشى الدبلوماسيون لعدة أشهر من أن تتصاعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي من شأنه أن يضاعف من حدة الحرب في غزة والصراع على حدود إسرائيل مع لبنان. ونتيجة لذلك، عملوا على منع أو تقليل رد فعل إيران، وفقا للصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه تحسبا لهجوم وشيك، كثفت الولايات المتحدة استعداداتها العسكرية حيث أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بإرسال طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية وغواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط ردا على التهديدات.

وفي الوقت نفسه، سعت إدارة بايدن إلى تسريع محادثات وقف إطلاق النار في غزة حيث تخطط إدارة بايدن والوسطاء العرب لعقد اجتماع في المنطقة لمحاولة التوصل إلى اتفاق.