الثلاثاء 20 اغسطس 2024

هاريس تتجنب نموذج هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية وتستعير من باراك أوباما

كاملا هاريس

عرب وعالم19-8-2024 | 23:09

دار الهلال

رأت صحيفة (بوليتيكو) الأمريكية أنه في حال انتخاب نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، فإنه سوف تصنع التاريخ كأول رئيسة للولايات المتحدة. وهي تسمح لهذه الحقيقة بالحديث عن نفسها، إذ تحقق فارقا استراتيجيا عن الاسلوب الذي انتهجته هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية السابقة باعتبارها أول سيدة ترشح لهذا المنصب بينما كانت في بعض الاحيان تستعير من نموذج الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقالت الصحيفة -في تعليق أورته مساء اليوم الاثنين- إن هاريس هي بالفعل أول امرأة سوداء وأمريكية من أصل جنوب آسيوي تقود قائمة حزب رئيسي، إلا أنها لا تروج حتى الآن بشكل كبير للعناصر التاريخية في حملتها في الإعلانات التلفزيونية أو في خطابها الانتخابي، بل تركز بدلا من ذلك على نشأتها في الطبقة المتوسطة وسجلها في الادعاء العام. وهذا يشكل انحرافا واضحا عن مسار هيلاري كلينتون -وهي أول مرشحة رئاسية ديمقراطية- والتي سلطت الضوء على جنسها طوال حملتها الانتخابية في عام 2016.

وذكرت الصحيفة أن استراتيجية نائبة الرئيس تعكس مرشحة من جيل وظروف مختلفة عن كلينتون -التي خسرت أمام خصم هاريس الآن، وهو دونالد ترامب في عام 2016- والتي ستتحدث في المؤتمر الوطني الديمقراطي مساء اليوم.

وأوضحت أن هذه الاستراتيجية تعكس جمهورا ناخبا خضع لتحول ثقافي خاص به على مدار السنوات الثماني الماضية - من مسيرة النساء إلى حركة (مي تو). وحددت المقابلات مع عشرين مسؤولا منتخبا ومستشارا وحلفاء هاريس، وكلهم تقريبا من النساء، استراتيجية هاريس باعتبارها رهانا على أن الناخبين المتأرجحين مستعدون للتصويت لامرأة للرئاسة، لكنهم يهتمون أكثر بسجلها وبرنامجها - وليس كيف ستظهر مسيرتها في كتب التاريخ.

ونسبت الصحيفة إلى عضوة مجلس الشيوخ السابقة عن ولاية إلينوي كارول موزلي براون، التي ترشحت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية عام 2004 وكانت أول امرأة سوداء تعمل في مجلس الشيوخ قولها: "بصراحة، الحديث عن "أنا أول امرأة سوداء هذا"، لا يوصلك إلى أي مكان. إنه يحاصرك حقا في الزاوية ويتركك عرضة للاتهام ب "باللعب بورقة العرق"، ومن ثم فهي لم تفعل ذلك، وهذا تصرف ذكي جدا منها".

وأشارت (بوليتيكو) إلى أن هاريس -التي تتجنب نموذج كلينتون- وكأنها تستعير من باراك أوباما الذي -بغض النظر عن بعض الاستثناءات- لم يتحدث كثيرا عن عرقه في حملته التاريخية عام 2008. وحتى مع استفادة أوباما من حماس الأمريكيين أصحاب البشرة السمراء لترشحه، فقد أمضى معظم وقته في التحدث إلى جمهور أوسع من الناخبين، لاسيما الناخبين البيض المتأرجحين الذين احتاج إليهم للفوز بالولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيجان.

وأوضحت الصحيفة أن هاريس تنتهج نهجا مماثلا إذ تتحدث إعلاناتها التلفزيونية في الولايات المتأرجحة عن عملها كمدعية عامة وسجلها في مواجهة بنوك وول ستريت وشركات الأدوية الكبرى، كل ذلك بينما تومض صورها على الشاشة بجانب رجال الشرطة والعمال الذين يرتدون الخوذ الصلبة. وفي أكبر حملة لها حتى الآن، شرعت هاريس في جولة بالحافلة في نهاية هذا الأسبوع عبر غرب بنسلفانيا، وهي منطقة يغلب عليها البيض ويقطنها العديد من الديمقراطيين النقابيين الذين تحولوا إلى أنصار ترامب.

كما نقلت الصجيفة عن دونا برازيل رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية السابقة والتي تعد جزءا من مجموعة صغيرة من النساء تلجأ إليهن هاريس للحصول على المشورة، قولها: "سيتعين عليها استقطاب المزيد من هؤلاء الناخبين الذين يرون أنفسهم يعيشون على هامش الأمل. إنهم الناخبون الذين اختارهم ترامب". "تذكرون، لقد كان أوباما يمتلكهم. لقد فاز في إنديانا. الآن يتعين عليها أن تحصل عليهم. وبنفس الطريقة التي ناشدهم بها باراك أوباما، عليك أن تناشدهم على أساس القيم وهم يعرفون أنك تهتم بهم وأنك تراهم".