الخميس 29 اغسطس 2024

قراءة في المعرض العام للفنون التشكيلية 44 التواصل مع المجتمع ومحو الاغتراب التشكيلي

مقالات27-8-2024 | 15:03

يولد الفن من صورة العالم في وعي الإنسان المبدع، حين يعلن بصورة بازغة عن موقفه من نفسه ومن الوجود حوله وكما أشار عالم الجمال البولندي رومان إنجاردن Roman Ingarden  الذي قال إن قراءة العمل الفني تجسده concretize  (مثلما يجسد إخراج المسرحية وأداؤها على المسرح النص المكتوب). لذا فيمكننا أن نقول إن الفن شكلٌ من أشكال الوعي، أما النقد فهو: بصفة أساسية تعبير عن «الشفافية المتبادلة «بين ذهنين، ذهن الناقد وذهن المبدع، فلكل عمل فني قطبين: الأول هو القطب الفني (أي النص الذي أبدعه الفنان)، والثاني هو القطب الجمالي (وهو التجسيد الذي يقوم به المتلقي أو الناقد )ويؤكد علماء نظرية التلقي ما عرف بفعلية العمل الفني  virtuality،ويقصد به أن العمل الفني ذو وجود فعلي لا يتحقق إلا بخبرات القراءة المتعددة، مثل النص المسرحي الذي يمكن إخراجه بطرق لا تعد ولا تحصى.

لذا تتضح أهمية المتلقي كعنصر من عناصر العملية الإبداعية و بالتالي أهمية النقد التشكيلي في استقبال الأعمال الفنية وتحليلها و دراستها واستنباط الخطاب الثقافي الذي أفرزها والأنساق المتنوعة التي كونت ذلك الخطاب.

فتحليل ودراسة كل صور التعبير الإنسانية إنما يكون لاكتشاف دلالاتها، غير أن تلك الدلالات لا يمكن أن تُفهم بغير ربطها بنسقٍ، ومن هنا كانت القاعدة الثنائية في هذه المنطقة المعرفية وهى الدلالة والنسق، وعلى هذا فالنقد الفني في سعيه نحو اكتشاف الدلالات في إطار أنساق خاصة به لا يسعى أساسا نحو دراسة الصراعات في مجتمع ما ولكنه يسعى نحو تكوين صورة عامة للنسق الذي أنتج العمل الفني، وهذا النسق هو الذي أعطى للتعبير الفني الإنساني دلالته. وهذا المفهوم هو ما أعتقده  سياقا للبحث الجمالي وذلك بالربط بين الفن و المجتمع.فإننا إذ نتوصل إلى معرفة و إدراك العمل الإبداعي في سياقاته المتعددة يمكننا قراءة أنفسنا ويمكننا التقدم نحو التغيير من أجل  المستقبل بوعي أكثر استنارة و عمقاً.

و يأتي افتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية ليثير العديد من القضايا الفكرية والتساؤلات وهو ما يعتبر مناخاً صحياً ساعد على ظهوره الأداء الراقي لدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وكذلك الفنان التشكيلي والموسيقى سامح إسماعيل، الذي ظهر منذ بداية التجهيز والاستعداد لفكرة المعرض العام بدايةً من الانفتاح الفكري و الرحابة التي تجلت في دعوة مجموعة معتبرة من الكتاب والنقاد البارزين على الساحة التشكيلية للنقاش و لوضع أفكار جديدة ومقترحات، حيث لم يعد الكوميسير هو البطل أو صاحب الرأي بل أصبح المنسق الذي يعمل في محيط من التفاهم والاحترام للرأي الآخر و يعمل بالتعاون مع فريق عمل من القطاع و فريق من الفنانين في لجنة الاختيار.ثم فريق الفنانين المشاركين في العرض. كانت تلك الفعاليات و الخطوات هي سعي حثيث نحو التواصل مع الآخر .

كما تم قبلها طرح استبيان إلكتروني للمقترحات التي يرغب المشاركون في الحركة الثقافية طرحها لتغيير المعطيات الموروثة في تنظيم المعرض العام و الذي تطور على مدى 44 دورة بالتأكيد.

كانت قد افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة السابقة، فعاليات الدورة الـ 44 للمعرض العام للفنون التشكيلية، في السابع من شهر يونيو 2024 وعلى مسرح النافورة، في حفل أنيق يتم تنفيذه لأول مرة بهذا الشكل و هذا الأسلوب في التنظيم وكان ذلك بحضور مجموعة من الضيوف والشخصيات الرسمية والدبلوماسية، بساحة دار الأوبرا المصرية، والذي قدمت فقرته الموسيقية فرقة بيت العود. 

شارك في هذه الدورة من المعرض العام 300 فنان، ولقد امتد العرض للأعمال الفنية للمرة الأولى، ليشمل 6 قاعات عرض هي: "الباب، صلاح طاهر، قصر الفنون، مركز الهناجر للفنون، نهضة مصر، إيزيس". مما كان له أثر طيب في تناسق العرض ورحابته في معظم الأماكن. تأتي هذه الدورة دون أن يقوم الكوميسير أو القطاع بتحديد فكرة رئيسية أو ما يسمى بالثيمة التي تدور حولها فكرة العرض بشكل عام وكانت فيما مضى تصنع مفهوماً أو قضية جمالية أو فكرية يلتف حولها العارضون و تتناولها أعمالهم . هل جاء هذا القرار  في عدم اختيار ثيمة وإطلاق الحرية للفنانين بتقديم أعمالهم والتعبير عن توجهاتهم الفكرية في الفترة القريبة لصالح عملية العرض أم جاء تعدد و تنوع الأعمال وضخامة العدد المشارك عنصراً سلبياً أساء لتماسك العرض ؟
كان التحرر التقني عنصراً إيجابياً وكذلك التحرر المفاهيمي وجاء العدد الضخم نتيجة لأسلوب التقدم والفرز بشكل إلكتروني. مما يثير قضية أخرى و هي هل كان من الأفضل تقسيم المعرض العام لعدة معارض نوعية؟ كمعرض مستقل لفن التصوير و آخر للجرافيك وثالث للخزف و هكذا ؟ 

قام قطاع الفنون التشكيلية في هذه الدورة بتكريم 14 فنانًا يتم الاحتفاء بهم للمرة الأولى بالمعرض العام فى دورته الـ 44 بعد حصولهم على جائزة النيل تقديراً لإبداعهم الفني الرائع فى الفن التشكيلى، وعرض أعمالهم الفنية بقاعة صلاح طاهر، ومن بين هؤلاء الفنان "آدم حنين، وحسين بيكار، وصلاح طاهر، أحمد نوار، وعبد السلام عيد"، وغيرهم. و يتضح لنا التخطيط الدقيق المبني على دراسة مسبقة و تحليل لما سبق من دورات. كذلك يبدو الجهد المخلص و المساحة الزمنية الطويلة التي خصصت لهذا المعرض و التي تكفل الاستعداد اللائق لحدث ثقافي بهذه الضخامة. وتنظيمه بشكل متقن.

  يبدو لنا نجاح سامح إسماعيل في قيادة الحدث وفعالياته في ظل تنوع المهام وتشابكها وتناغمها وفي التنسيق بين فريق العمل الرسمي بقطاع الفنون وقاعات العرض المختلفة وفريق الفنانين المشاركين والذين يمثلون مجموعة منتقاة من أنشط المبدعين وأثراهم على الساحة، حتى لو كان عدد من تم اختيارهم كبيراً فهو لا يمثل المساحة الحقيقية للساحة التشكيلية لكنه على الأقل يبرز أهم المشاركين بها بجدية و أصالة وقيمة جمالية عالية لا يصح إنكارها.

الخروج بالمعرض العام لآفاق أكثر رحابة و ذلك عن طريق التنوع بين الحقول الثقافية المختلفة والفعاليات و وسائل مبتكرة لأنشطة البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض العام كان التعاون مع ممثلين من القطاع الخاص من الشركة المنظمة للاحتفالية المبهرة التي تمت. و كذلك الشركة التي قدمت تصميمات الهوية البصرية للمعرض العام و الصورة التي ظهر بها التمهيد والتقديم للعرض في أنحاء العاصمة في ظل تنوع أماكن العرض وتعددها و هو نقطة إيجابية جداً صفحات السوشيال ميديا كوسائط أصبحت أساسية في الإعلان لأي حدث في عالمنا المعاصر.

والحق أن "التأمل الفني في صميمه إنما هو فعل اجتماعي، كما أن الإعجاب الجمالي في جوهره لابد من أن يحمل معاني المشاركة أو التبادل. إن الموضوع الجمالي لا يحقق بين الأفراد مجرد اتصال عابر أو مشاركة سطحية، بل هو يخلق منهم تلك الـ "نحن" التي ترقى بهم إلى مستوى الجماعة  وتضطرهم إلى أن يتناسوا فوارقهم الفردية وحينما يتحدث البعض عن تلك "الموضوعية الفائقة" التي يريد لنا الموضوع الجمالي أن نرقى إلى مستواها، فإنهم يعنون بذلك أن العمل الفني يضطر كلا منا إلى أن يتنازل عن أوجه الخلاف التي تفصله عن الآخرين. "و لقد جاء المعرض العام في دورته الرابعة و الأربعين بعدة خطوات قوية للسعي نحو المجتمع و الاقتراب نحو المتلقي المصري و كانت تلك الخطوات رفضاً لفكرة اغتراب الفنون التشكيلية عن المجتمع المصري وفكرة أن الفن التشكيلي موجه للنخبة فقط. كان السعي واضحاً في تصميم البرنامج الثقافي و الندوات المتعددة والمستمرة حتى اللقاء الختامي للمعرض العام بقاعات المجلس الأعلى للثقافة بحضور القائمين على العمل الثقافي في مصر وكذلك الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة. 

كان السيناريو الذي تم تخطيطه لفكرة ((لقاء الفنان))  فكرة جميلة كان لها ناتج ثقافى ثرى وحيوى حيث انعقدت عدة لقاءات مع فنانين تشكيليين رواد في مجالاتهم مثل النحت والخزف والجرافيك والرسم والتصوير وغيرها. ربما كانت تحتاج إلى دعاية مكثفة بشكل أكبر و موجهة نحو قطاع أوسع ليزداد العدد المشارك في هذه اللقاءات المهمة مع كبار الفنانين كان الكوميسير يقوم بإدارة الحوار مع الفنان و الانتقال معه من نقطة إلى أخرى في وجود عرض تقديمي أو ملف به استعراض للمراحل المهمة في حياة الفنان و مصادر إبداعه ودلالات التنوع في ذائقته وثقافته البصرية وكان العرض مع ترك العنان للفنان للتحليق في مسيرته الإبداعية عنصراً ممتعاً مع مشاركة الحضور في القاعة من النقاد و الصحفيين وشباب الفنانين بإثارة العديد من التساؤلات والقضايا و الأفكار الإبداعية و قد حضر الفنان أحمد هنو وزير الثقافة أحد هذه اللقاءات و كان مع الفنان النحات طارق الكومي.

كما قام الفنان والناقد التشكيلي محمد كمال فى إطار الجولة الحادية والعشرين لمشروع بستان الإبداع في الخامس عشر من  يوليو داخل قاعات المعرض العام ال ٤٤ بين قاعات قصر الفنون والباب والهناجر ونهضة مصر وإيزيس ُ وذلك بصحبة أكثر من ٣٠٠ طفل من أنحاء متفرقة من القاهرة ممن خاضوا جولات ثقافية وفنية من قبل، خلال عام كامل هو عمر المشروع. وقد قام الفنان و الناقد التشكيلي محمد كمال بالشرح والحوار مع الأطفال بصحبة الفنان سامح إسماعيل كوميسير العرض حول المعرض العام  وقد كانت الجولة بعد إعداد وتجهيز مسبق من العديد من أعضاء فريق العمل بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية. أسامة عادل المدير التنفيذى للمشروع، منى رمضان المنسق العام للمشروع، الفنانة مروى محيى مدير المركز الثقافى لمتحف طه حسين، الفنانة رانيا مهدى مدير متحف راتب صديق، الفنانة منى فراج من الإدارة المركزية للمراكز الفنية، الفنانة روان عبد الله مسئول توثيق المشروع، الفنانة فريدة أسامة، الفنانة مريم علام.

فالفن كما يؤكد جومبريتش E. Gombrich   هو أساسا عملية اتصال، أو تخاطب تتم بين الفرد والجماعة وحركة الإبداع لا تتم إلا بهذه الحركة نحو الآخر، ومن المؤكد أن التصوير مثلاً  يعتبر وسيلة من وسائل الاتصال الهامة وهو كذلك طريقة للإخبار ونقل وتراكم المعرفة عبر أجيال عديدة ومتتالية، ويؤكد هذا جوليان ليفي حين يقول إن التصوير في أحسن حالاته هو شكل من أشكال الاتصال، فالمصور يحاول أن يحصل من خلاله على استجابة الآخرين.اعتبر جوليان هكسلى كلاً من العلم والفن  يعدان أدوات ووسائل لفهم العالم، ولتوصيل هذا الفهم للآخرين. والتصوير كما يقول كلكهون N. COLQUHOUN  هو إحدى الوسائل الهامة لإحداث علاقات جديدة وأكثر حيوية مع الطبيعة، على أن تفهم الطبيعة هنا بمعناها الواسع، فالطبيعة الإنسانية الفردية والجماعية وكذلك الطبيعة الفيزيقية بما فيها من موجودات وكائنات. 

لقد كانت إحدى أجمل الصور للتواصل مع المجتمع والخروج بالفنون التشكيلية من عزلتها تمت دعوة طلاب مدرسة الرسوم المتحركة جيزويت القاهرة بجمعية النهضة العلمية والثقافة .. وذلك بحضور القيم الفني والكوميسير العام للمعرض العام سامح إسماعيل وكانت الدعوة عامة لكل طلاب الكليات والمعاهد الفنية في القاهرة. ربما أتى اليوم الذي يقام فيه المعرض العام أو تمتد عروضه في مختلف المحافظات في وطننا الحبيب في الإسكندرية والمنصورة ودمياط والمنيا وأسيوط والأقصر في ظل انتشار كليات الفنون الجميلة و التطبيقية والتربية النوعية الفنية في تلك المحافظات وتسري تلك الطاقات البناءة والأنشطة الثقافية التي تبعث الحيوية في المجتمعات و توجه طاقات الشباب المصري نحو ما يعيد بناء الشخصية المصرية المبدعة.

و هو ما يذكرنا بالمناخ الثقافي العام الذي نشأنا فيه في شبابنا حينما كان أستاذنا الفنان الكبير محمد طه حسين يوجه تلامذته في الكليات الفنية و لا سيما كلية الفنون التطبيقية نحو زيارة المعارض والفعاليات الثقافية الكبيرة التي كانت تقام في القاهرة في بدايات التسعينيات من القرن الماضي وهو أيضاً ما يثير لدينا العديد من التساؤلات عن غياب التواجد الفعال لطلاب الكليات الفنية عن تلك الأحداث الثقافية الكبرى التي تقام حولهم و قريباً منهم، أين طلاب أقسام النقد التشكيلي بكلية التربية الفنية و الفنون الجميلة و المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون أين هم من هذه الأنشطة التي تحتاج للمتابعة والقراءة والنقد والتحليل واستنباط الخطاب الكامن وراءها ؟إن وجود 300 فنان مصري وعربي في ساحات عرض متقاربة مكانياً لهو فرصة رائعة لممارسة النقد والتدريب على عمليات الكتابة الجمالية والتحليل التي بتنا نشكو من ندرتها.

هذا ما  لفت نظرنا إليه أستاذنا الدكتور مصطفي سويف رحمه الله حين أشار إلى الصراع بين الفنان والمجتمع الذي ينتهي بالتواصل عن طريق خلق عمل فني جديد يتصل بالعناصر الثقافية التي تناسقت مع نسيج المجتمع والعناصر الأخرى التي ثار عليها وخلع عنها ثوب القداسة؛ "فالإبداع هو عملية تفاعلية قوامها الاحتكاك النشط الإيجابي بين الفرد والجماعة". وقد أكدت على هذا دراسات سابقة عن العملية الإبداعية التي يقوم بها المبدع بعد انتهاء عمله تم اعتبارها "محاولة لبناء النحن" أو هي محاولة لرأب الصدع الناشئ عن الصراع الناجم عن تصدع النحن فتبرز لدى الشخص الحاجة إلى النحن التي تدفعه إلى السلوك المؤدى للإبداع… وما يدفع المبدع إلى حركته هو قوة الحاجة إلى النحن.

الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض متواصلة كالندوات بالمجلس الأعلى للثقافة و اللقاءات مع الفنانين في قصر الفنون وكذلك دعوة طلاب المدارس الثانوية التكنولوجيا التطبيقية المتخصصين في الفنون والفخار لزيارة المعرض والمشاركة في فعالياته. في إطار الجهود الجادة و المخلصة و في ظل الأجواء الثقافية النشطة التي يبتكرها فريق العمل بالمعرض العام الذي نجح في إثارة العديد من القضايا والتي أوقن أنها سوف تكون الطريق نحو عمليات النقد الذاتي والتطوير المستمر والسعي نحو التغيير الفعال.

لذا يمكننا القول أن الفن هو حساسية جديدة وإدراك جديدٍ لا يمكن إدراكه أو التعرف عليه، أو بالأحرى لا يكتمل هذا الإدراك وهذا التعرف إلا من خلال الآخرين. فالفنان كما يقول هيربرت ريد يعتمد على المجتمع يأخذ طابعه وإيقاعه لأنه عضو فيه، لكنه يلجأ أيضا إلى الاعتماد على فرديته وخصوصيته وإرادته المحددة للأداء، وفى العادة يتصف المبدع رغم محاولاته الواضحة للتجاوز وعبور القوالب الجامدة في السلوك  والتفكير والإدراك – بقدرٍ- مناسب و معقول من المسايرة والانصياع للتقاليد الاجتماعية، ولمستوى إدراك الناس حتى يكون التواصل ممكنا. و هذا لا ينفى أن المبدع يحاول دائما تغيير وتعديل مستوى الذوق والإدراك السائدين وأنه لا ينسى أبدا أن الغاية أو الهدف الذي يتوجه إليه بعد اكتمال عمله هو قطاعات المجتمع المختلفة المحيطة به.