الأربعاء 4 سبتمبر 2024

"واشنطن بوست": بايدن وافق على تسليم المساعدات إلى غزة عبر الرصيف العائم

بايدن

عرب وعالم28-8-2024 | 11:10

دار الهلال

كشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الرئيس جو بايدن وافق على خطة تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر رصيف عسكري عائم قبالة سواحل القطاع، وتجاهل المعارضة الداخلية بشأن تداعيات القرار.

وأوضحت الصحيفة في تقرير، اليوم، أنه وفقا لتقرير المفتش العام الذي نُشر الليلة الماضية، مضى بايدن قدما في القرار رغم التحذيرات من داخل الإدارة الأمريكية من أن الأمواج الهائجة قد تشكل تحديات كبيرة، واعتراضات من المسؤولين الذين يخشون أن تؤدي العملية إلى صرف الانتباه عن الدفع الدبلوماسي لإجبار إسرائيل على فتح طرق برية إضافية إلى منطقة الحرب.

وأضافت أن هيئة الرقابة على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تشرف على العمل الإنساني لواشنطن في الخارج، استشهدت بـ "عوامل خارجية" مختلفة قالت إنها أضعفت جهود الوكالة لتوزيع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى التي يتم جلبها إلى غزة عبر الرصيف ومن بينها، وفقًا للتقرير، متطلبات الأمن التي فرضها البنتاجون لحماية أفراد الجيش الأمريكي العاملين على متن الهيكل قبالة الساحل مباشرة.

وتابع التقرير أن العديد من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أعربوا عن مخاوفهم من أن تركيز إدارة بايدن على الرصيف يقوض دعوة الوكالة لفتح المزيد من المعابر البرية - وهو نهج يعد "أكثر كفاءة وثباتًا" مشيرا إلى أنه تم ربط الرصيف بساحل غزة في مايو الماضي وسط مخاوف متزايدة من انتشار المجاعة التي دفعت "البنتاجون" أيضا إلى البدء في إسقاط الطعام جواً على غزة، ولكن منذ البداية، عانت المهمة من انتكاسات لوجستية وأمنية، بما في ذلك الأمواج الهائجة التي حطمت هيكل الرصيف، ونهب شاحنات المساعدات على الأرض، والازدحام المستمر في نقل الطعام من منطقة التجمع إلى الشاطئ بسبب المخاوف من أن القصف الإسرائيلي قد يقتل العمال المكلفين بتوزيعه فيما توقفت العملية نهائيًا الشهر الماضي.

ورجحت الصحيفة أن يشجع التقرير منتقدي بايدن الذين تساءلوا عن سبب تعريضه القوات الأمريكية للخطر في مهمة كان من الممكن تجنبها إذا نجح في إقناع المسؤولين الإسرائيليين بتقليص حصارهم على غزة الذي فرض في أكتوبر الماضي، وبينما يقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يسمحون بدخول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، فإن الجماعات الإنسانية تقدر أنها غير كافية لإطعام ما يقرب من مليوني شخص محاصرين بسبب العنف.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت، قوله - في بيان بعد نشر التقرير - "إن الرصيف كان جزءًا من استجابة شاملة بقيادة الولايات المتحدة للوضع الإنساني المزري في شمال غزة، والتي تضمنت أيضًا تسليم المواد الغذائية من خلال المعابر الحدودية وعن طريق الإنزال الجوي".

وتابع سافيت: "منذ البداية، قلنا إن هذا لن يكون سهلاً، كنا صادقين وشفافين بشأن التحديات، ولكن خلاصة الأمر هي أن الولايات المتحدة لم تدخر جهدا في جهودنا الرامية إلى إدخال المزيد من المساعدات، ولعب الرصيف دورا رئيسيا في وقت حرج في تحقيق هذا الهدف".

كما نقلت عن سابرينا سينج، المتحدثة باسم البنتاجون قولها "إن البنتاجون على علم بالتقرير الجديد"، مضيفة "أن الرصيف حقق هدفه المتمثل في توفير وسيلة إضافية لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة".

وتابعت أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع والمسؤولين الإسرائيليين تعاونوا بشكل وثيق في المهمة، بما في ذلك تحديد المكان على طول ساحل غزة لربط الرصيف. كما نقلت الصحيفة أيضا عن مسؤول كبير في الإدارة قوله: إن هناك "تنسيقا وتواصلا متسقا بين الوكالات بشأن الرصيف وأن المخاوف الداخلية تم أخذها في الاعتبار".

وأوضح مسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن التخطيط للعملية كان جهداً متعدد الوكالات شمل مناقشات مكثفة مع الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين حول كيفية الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجاً.

ووصف المنتقدون لمشروع الرصيف بأنه إحراج وطني، وقال السناتور روجر ويكر، الجمهوري البارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، في وقت سابق من هذا الصيف : "المعجزة الوحيدة هي أن هذه العملية التي فشلت منذ البداية لم تكلف أي أرواح أمريكية، حيث واجهت المهمة انتكاسة تلو الأخرى".

وذكر التقرير أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بتوجيه من بايدن، طلبت دعم وزارة الدفاع لعملية مدتها 90 يومًا بتكلفة تقارب 230 مليون دولار، حيث تم ربط الرصيف، الذي تم نقله إلى شرق البحر المتوسط ​​بواسطة سفن الجيش الأمريكي، لأول مرة بساحل غزة في 16 مايو الماضي، ولكن في غضون أيام، انكسر في أمواج عاتية؛ مما تسبب في أضرار تقدر بنحو 22 مليون دولار وإخراجه من الخدمة فيما قامت القوات الأمريكية بإصلاح الرصيف وإعادة ربطه بعد أيام، لكنها واجهت عدم القدرة على التنبؤ المستمر بموعد السماح للطقس بتسليم المساعدات.

ونوه التقرير بأنه: "منذ البداية، شكل الطقس العاصف تحديا كبيرا"، وأوضحت إرشادات وزارة الدفاع للرصيف البحري أن استخدامه يعتمد على الطقس ، وأنه لا يمكن تشغيله عندما تكون الأمواج أطول من قدمين، لكن البحر المتوسط ​​غالبًا ما يكون به "رياح وأمواج كبيرة" تتجاوز ذلك.

واختتم التقرير بان الرصيف عمل لمدة 20 يوما تقريبا وتم إيقاف تشغيله في 17 يوليو الماضي، ووجدت هيئة الرقابة أنه على الرغم من الدور الذي تلعبه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية باعتبارها الجهة الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية في غزة، فإن الوكالة كانت تتمتع بسيطرة محدودة على قرار استخدام الرصيف، ومكانه، ومن يتولى توفير الأمن".