الثلاثاء 10 سبتمبر 2024

اليوم الـ329 للعدوان على فلسطين.. الاحتلال يواصل عمليته العسكرية في الضفة ويخلف دمارًا واسعًا في غزة

الاحتلال يصعد في الضفة

تحقيقات31-8-2024 | 04:52

محمود غانم

من المعلوم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحب من طولكرم ومخيم الفارعة في طوباس، مخلفًا دمارًا كبيرًا، إلا أنه واصل عدوانه على مدينة جنين، كما اتسعت الدائرة لتشمل أنحاء أخرى من الضفة، ما خلق حالة من الهلع في صفوف الأهالي.

وإن استمرار الاحتلال بعمليته العسكرية في الضفة الغربية التي تتركز حاليًا في مدينة جنين، تمثل مواصلة لجرائم الحرب التي ارتكبها من قبل في كافة محافظات الضفة، وصولًا لغزة، حسبما ذكرت حركة حماس، التي اعتبرت العملية تأتي في إطار مخطط يرمي إلى الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية وطرد وتهجير أهلها منها.

وأكدت حماس، أن فشل الاحتلال في عدوانه على مدينتي طولكرم وطوباس وغيرهما من المناطق بالضفة هي النتيجة الحتمية التي سيمنى بها من خلال عدوانه الحالي على جنين.

ودعت الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه إلى التوحد خلف خيار المقاومة، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

 

 العدوان على الضفة الغربية

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على مداخل المدينة، وسط تواجد كبير للآليات العسكرية على شارع جنين- نابلس، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية(وفا)، التي أشارت إلى أنها فرضت في الحي الشرقي والبلدة القديمة من المدينة حظرًا للتجول ومنعت المواطنين من الخروج من منازلهم.

وذكرت "وفا" عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال داهمت عدة منازل في محيط مسجد خالد بن الوليد في الحي الشرقي، وأخضعت مواطنين لتحقيق ميداني، واعتقلت عددًا منهم، تزامنًا مع الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من حاجز الجلمة إلى محيط مخيم جنين.

وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر محلية لـ "وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة العدسية ببلدة سعير وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، ما أدى إلى اشتعال حريق في المنطقة.

في غضون ذلك، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، إن عمليات القوات الإسرائيلية شمال الضفة الغربية لها تأثير متواصل على عشرات الآلاف من الأشخاص في 4 مخيمات للاجئين من خلال تدمير البنية التحتية العامة والخاصة.

وعلى وقع ذلك، اضطرت الأونروا لتعليق خدماتها في العديد من مخيمات الضفة، بسبب هذه العمليات التي خلفت دمارًا هائلًا في البنى التحتية، مؤكدًا أن الوقت قد حان للتوصل إلى حل سياسي للصراع المستمر منذ عقود لإنهاء معاناة المدنيين أينما كانوا.

 

وحتى مساء الجمعة، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية حتى اللحظة، عن استشهاد 21 فلسطينيًا، بينهم 12 في محافظة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، ما يرفع حصيلة العدوان في الضفة منذ السابع من أكتوبر الماضي 673 شهيدًا.

والأربعاء، بدأ جيش الاحتلال شن عملية عسكرية في الضفة الغربية وصفت بأنها "الأكبر" منذ عقدين تستهدف مقاومين في جنين وطولكرم وطوباس، حيث اجتاحت قوات عسكرية كبيرة كافة مناطق ومدن ومخيمات شمال الضفة الغربية من عدة محاور.

وقد حذرت القوى السياسية الفلسطينية من أن العملية ترمي إلى بسط السيطرة الإسرائيلية على الضفة وتنفيذ مخطط التهجير القسري ومواصلة حرب الإبادة المفتوحة.

وفي يونيو الماضي، أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش صحة تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يتحدث فيه عن "خطة سرية" لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وإجهاض أي محاولة لتصبح جزءً من الدولة الفلسطينية.

 

 العدوان على غزة

في اليوم الـ329 للعدوان على غزة طال القصف الإسرائيلي نواحي متفرقة من قطاع غزة، بما في ذلك رفح ومدينة خان يونس وجباليا، مخلفًا شهداء وجرحى.

وقال جيش الاحتلال، إن الفرقة 98 استكملت عملياتها العسكرية في منطقتي خان يونس ودير البلح بقطاع غزة، بعد نحو شهر من إطلاقها، زاعمًا قتل 250 مسلحًا، وتدمير عشرات من البنى التحتية المعادية.

وكشف انسحاب الجيش عن تدمير واسع في البنية التحتية ومنشآت ومباني سكنية وحيوية وطرقات، في مشهد تكرر مرارًا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، أواخر أكتوبر الماضي.

صحيًا، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن حملة تطعيم ضد شلل الأطفال للأطفال تحت سن 10 سنوات في قطاع غزة ستبدأ من الأحد وحتى الأربعاء، في محافظة دير البلح.

بينما ستبدأ الحملة في محافظة خان يونس من 5 سبتمبر، وحتى 9 من الشهر ذاته، ثم تستمر الحملة في مدينة غزة وشمال القطاع من 9 سبتمبر إلى 12 من ذات الشهر.

مؤكدة أنه سيتم نقل معدات سلسلة التبريد من منطقة إلى أخرى حسب برنامج التطعيم في كل محافظة، داعية الفلسطينيين في قطاع غزة إلى ضرورة تطعيم أطفالهم وعدم الالتفات للشائعات التي يبثها الاحتلال وتشكك في صلاحية هذه اللقاحات.

والشهر الماضي، أظهرت فحوصات أجرتها صحة غزة وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال في عينات عدة من مياه الصرف الصحي في القطاع.

عقب ذلك، أكدت وزارة الصحة بغزة، أنها سجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في القطاع، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت مايزيد عن 133 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال، بينما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.