14-9-2024 | 12:58
أحمد عبدالعزيز
استخدام العدسات اللاصقة أصبح شائعا في العقود الأخيرة، رغم أنه قد يؤدي إلى أضرار صحية عديدة مثل التسبب بتكوّن ندوب في القرنية، أو تقرحات وحتى الإصابة بعدوى من جراثيم خطيرة يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر، كيف نواجه هذه الظاهرة.. وكيف نقي أنفسنا من مخاطر هذه العدسات؟
يقول الدكتور سيد رفاعى استشارى العيون: إنه يتم توجه بعض الحالات الناجمة عن مضاعفات استخدام العدسات اللاصقة إلى أقسام العيون في المستشفيات، كما أن بعض الخبراء في طب العيون يعتقدون أن استخدام العدسات اللاصقة في المستقبل سيتم إخضاعه، مرة أخرى، إلى المراقبة.
وهناك العديد من الناس يستخدمون العدسات اللاصقة بشكل مؤقت أو دائم، سواء لغرض تسهيل الرؤية أو لأغراض جمالية، والعديد من الأبحاث والمعلومات الطبية في السنوات الأخيرة توصلت إلى النتيجة الواضحة والقائلة أنه بالإضافة إلى تسهيل الرؤية والعنصر الجمالي المرافقين لاستخدام العدسات اللاصقة، إلا أن هناك بعض الأضرار للعدسات اللاصقة حيث ينطوي استخدامها أيضا على مضاعفات عديدة، منها أمراض وعدوى، تثير علامات استفهام كبيرة حول جدوى استخدامها.
والشائع أن عامة الناس تجهل أضرار العدسات اللاصقة، ومنها أن قدرة الجراثيم على الدخول إلى القرنية والتسبب بالعدوى ينبع من الاحتكاك المستمر بين العدسة، التي تعد جسما غريبا في العين، وبين طبقة الظهارة، والتي هي الطبقة الخارجية في القرنية. ونتيجة لذلك، قد تتعرض هذه الطبقة إلى الضرر، وتفقد القدرة على تكوين حاجز فعال لمنع الجراثيم من الدخول إلى القرنية، ثم أن الارتفاع في عدد المستخدمين للعدسات اللاصقة في العقد الأخير أدى إلى ازدياد عدد المصابين بالتهاب العدوى في القرنية بشكل ملحوظ، كما أن كيس الملتحمة والجفون تشكل مناطق مهمة لتكاثر الجراثيم التي تسبب أغلب حالات العدوى في القرنية لدى الأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة. بسبب صعوبة العناية السليمة بالعدسات وحقيقة أن قلة قليلة فقط من الأشخاص الذين يستخدمونها يحافظون على هذا، فإن هذا يؤدي إلى حالات كثيرة جدا من العدوى لدى عدد كبير من مستخدمي العدسات.
ويضيف : كما أن التهاب القرنية عادة ما يكون من نوع تقرّحي، وتعد أعراض التقرح في القرنية متشابهة لدى معظم المرضى، لكنها متعلقة بمدى حدة الالتهاب والعامل المسبب له، وتشمل أعراض التقرح: خللا في الرؤية، حساسية مفرطة للضوء، الألم، احمرار العين، تورم العين وإفرازات منها. وفي حال وجود تقرح حاد، من الممكن أن تتكون وذمة في الملتحمة والجفون بدرجة حدة متوسطة حتى شديدة وتكون مصحوبة بإفرازات قيحية.
لكن تقرح القرنية هو ليس الخطر الأشد سوءًا الذي يمكن أن يصيب العين من جراء استخدام العدسات اللاصقة، بل يحتمل حدوث عدوى بجراثيم خطيرة، فهناك الجرثومة الخطيرة والأكثر شيوعًا في التهاب العين عند مستخدمي العدسات اللاصقة هي «بسودوموناس ارجينوزا»، هذه الجرثومة تعتبر ذات قدرة كبيرة على اختراق طبقة الظهارة في القرنية، وتملك قدرة على تدمير القرنية، والأسوأ من ذلك هو أنها تتمتع بالقدرة على مقاومة العلاج.
ونتيجة للالتهاب في القرنية يمكن أن تصبح الرؤية أسوأ بالمقارنة مع الوضع قبل الإصابة بالعدوى، وبالاضافة إلى ذلك، يحتمل ظهور ندوب على القرنية تمنع إمكانية وضع العدسات في المستقبل، كذلك قد تؤدي أضرار العدسات اللاصقة إلى خلل في الرؤية الليلية بسبب التعمية، وظهور هالات حول مصادر الضوء.
و يقول الدكتور مدحت عبد السلام استشارى العيون: إن احمرار العينين يُكمن في ارتداء العدسات اللاصقة من خلال المواد المهيجة، مثل: الدخان وحبوب اللقاح والغبار والمكياج في العين، مما قد يُسبب احمرارًا أو حكة أو الحرقان، وقد يؤدي ذلك إلى التهاب الملتحمة وزيادة الحساسية للضوء، ويمكن أن يؤدي ارتداء العدسات لفترات طويلة إلى الإصابة بتقرحات وخدوش في القرنية، مما يجعل العين أكثر حساسية للضوء، ولتجنّب حساسية الضوء ننصح بإراحة العينين وعدم ارتداء العدسات لفترة طويلة، كما أنّ عدم الحرص على تنظيف العدسات قبل ارتدائها قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى العين، والتي تتراوح في شدتّها من البسيطة إلى الشديدة، لذلك من الأفضل توخي الحذر الشديد بشأن نظافة العدسات اللاصقة، حيث أن نقص الأكسجين تحدث هذه الحالة نتيجة انخفاض نسبة الأكسجين الواصل للقرنية، ففي الوضع الطبيعي تحصل القرنية على معظم الأكسجين مباشرة من الهواء، ولكن ارتداء العدسات اللاصقة يمنع وصول الأكسجين الذي تحتاجه القرنية ويُمكن أن يتسبب نقص الأكسجين في تورم القرنية، والذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث مشاكل في الرؤية مثل تشوّش الرؤية أو ضبابية الرؤية ،جفاف العينين، وقد يؤدي ارتداء العدسات لمدة طويلة إلى انخفاض إنتاج الدموع، الضرورية لرطوبة العينين، وتقليل من احتمالية الإصابة بعدوى، وإزالة الأوساخ من العينين.
وفي هذه الحالة يُمكنك استخدام دموع اصطناعية لا تحتوي على مواد حافظة ،والتي تُصرف دون وصفة طبية، إذ يُمكن أن تُساعدك على استعادة رطوبة عينيك وتحفظهما من الجفاف.
أما خدش القرنية فينتج عادًة بسبب احتكاكها بجسم صلب، على سبيل المثال، عند القيام بحك العينين بالإصبع، أو عندما تتراكم الأوساخ على العدسة، وأيضًا إذا شعرت بألم في العين أو شعرت كأن هناك حبات رمل بداخلها، أو أصبح لونها أحمر فقم بمراجعة الطبيب على الفور، كما أن التهاب الملتحمة المعروفة أيضًا بالعين الوردية في بعض الأحيان يُمكن أن يقوم الجهاز المناعي في الجسم برد فعل تحسسي تجاه الأجسام الغريبة، حيثُ قد يرى العدسات اللاصقة كجسم غريب ويقوم بمحاربته، مما قد يؤدي إلى الإصابة بانتفاخ واحمرار في الجفن، وتُعرف هذه الحالة بالتهاب الملتحمة التحسسي.
ومن المحتمل أن تختفي الأعراض من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج، ولكن في الحالات الشديدة ينبغي مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، ويُعاني بعض الأشخاص من إجهاد العين أو ما يُعرف بمتلازمة النظر للحاسوب نتيجة الإفراط في التحديق في الشاشات الرقمية، ولكن عادًة ما تكون الأعراض أسوأ لدى الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة، وذلك لأنّها تُسبب جفاف العين، وبالتالي زيادة أعراض التهيّج وعدم الراحة.