الجمعة 27 سبتمبر 2024

بعد هجوم أجهزة بيجر في لبنان.. هل هواتفنا الشخصية آمنة؟ خبراء يجيبون

أجهزة بيجر

تحقيقات18-9-2024 | 15:06

أماني محمد

يوصف الهجوم الذي شهدته أجهزة اتصال بيجر، في لبنان أمس الثلاثاء، بأنه أكبر هجوم واختراق سيبراني أمني، فيرى خبراء دوليون أن الهجوم ربما يعد غير مسبوق من قبل إسرائيل باستهداف أجهزة الاتصال في آن واحد، وتخريبها قبل تسليمها، وهي أجهزة لا يمكنها التقاط الصوت ولا تحتوي على كاميرات.

وأثار الهجوم حالة من القلق عالميا بشأن أمان الهواتف الشخصية، وهل يمكن تكرار مثل هذا السيناريو معها، واختراقها وتفجيرها عن بعد، ما يجعل الجميع تحت طائلة الخطر، أم أن الأمر عملية استخباراتية مجهزة مسبقا لا تنطبق على الهواتف العادية.

أمان الهواتف الشخصية

ويرى الدكتور أسامة مصطفى، خبير الاتصالات، إن ما حدث في لبنان أمس هو عملية استخباراتية لزرع متفجرات في أجهزة الاتصالات "بيجر"، وهي هواتف لا سلكية، فما حدث هو تفجير للهواتف وليس انفجار للبطارية، لأنها صغيرة لا يمكنها أن تسبب هذا الأذى في حالة انفجارها، مضيفا أن هذه الهواتف تسلمها عناصر حزب الله قبل عدة أشهر وهناك ترجيحات إما أنها تعرضت للتخريب في المصنع أو استبدلت في الطريق بأجهزة أخرى زرعت فيها عبوات ناسفة.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الهواتف تسلمها أعضاء التنظيم من أربعة أشهر، وبها مواد متفجرة وبعد إرسال كود معين لها تم رفع درجة حرارتها وانفجرت تلك المواد، مشيرا إلى أن ما يحدث في الهواتف العادية الشخصية أمر مختلف تماما، لأن البطارية قد تنفجر بسبب سوء الشحن أو سوء استخدام البطارية، وهذا قلما يحدث، وفي حالة حدوثه لا يسبب هذا الأذى الكبير الذي وقع في لبنان.

وأشار إلى أن بطاريات الهواتف الشخصية في حالة انفجارها قد تؤدي لاحتراق الهاتف أو المنطقة المحيطة به، لكنها لا تسبب هذا الأذى الشديد في محيطها، لأن السبب وراء ما شهده هجوم لبنان هو زرع مواد متفجرة ليس لها علاقة ببطارية الهاتف، مؤكدا أنه للوقاية من أي حوادث لانفجار بطاريات الهاتف هناك عددا من الإرشادات منها عدم ترك الهواتف في الشاحن أثناء النوم، ولا يترك لفترة طويلة، ولا يترك في الشمس لفترة طويلة حتى لا ترتفع درجات حرارة البطارية وتنفجر.

وشدد خبير الاتصالات على أنه لا ينبغي تعميم ما حدث في لبنان على أنه أمر يمكن حدوثه في الهواتف الشخصية، لأن ذلك عملية استخباراتية مخططة مسبقة ومدبرة منذ فترة طويلة، لكن الهواتف الشخصية آمنة، بشرط استخدامها بطريقة تحمي البطارية من الانفجار وتجنب الأخطاء التي قد تسبب انفجارها.

اختراق قد يؤدي لانفجار

ومن جانبه، يوضح الدكتور محمود فرج خبير تكنولوجيا المعلومات، أن ما شهده لبنان استهدف أجهزة بيجر والتي تشبه أجهزة الهاتف المحمول، حيث تعتمد على شحن البطاريات، وبطاريات الهواتف مصنوعة من الليثيوم، والتي قد تتعرض لبعض المشكلات مثل الانتفاخ وكبر حجمها، أو أن ترتفع درجات حرارتها، مضيفا أن أجهزة البيجر تطورت وباتت تستخدم بطاريات قد تشبه بطارية الهاتف تقريبا.

وأوضح فرج، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن البطاريات هذه تتأثر بعدة عوامل مع درجات الحرارة، فإذا زادت درجة حرارتها قد ينفجر الهاتف في حالة تركه في الشمس أو على الشاحن لفترة طويلة، وهناك بعض الحالات لأشخاص تركوا الهواتف على الشواحن الكهربائية أثناء نومهم وهو ما أدى لعدة مشكلات مثل احتراق الهاتف وانفجاره بسبب زيادة شحنه وهو ما جعل البطارية تحصل على كمية كبيرة من الطاقة وبالتالي تنفجر.

ولفت إلى أن البطارية نفسها لها نظام يجعلها عندما تصل لشحن معين تقف ولا تستكمل الشحن حتى لا تسخن أو ترتفع درجة حرارتها وتنفجر، وهذا النظام إذا ما تم اختراق الأجهزة أو نظام البطارية نفسها يمكن أن يسمح بعملية شحن زائدة وبالتالي تنفجر، موضحا أن هناك حالة أخرى قد تجعل البطارية تنفجر من خلال الاختراق عبر إيصال قطبيها الموجب والسالب معا، وهذا ربما يكون احتمال وراء انفجار هواتف بيجر.

ويرى أن العملية في لبنان قد يكون ذلك السبب ورائها باختراق نظام البطارية والهاتف نفسه، بتدخل خاص على الجهاز ككل والبطارية، وإيصالها لدرجة حرارة عالية، وهو ما أكده بعض المصابين، أنهم أدركوا أن الجهاز ارتفعت درجة حرارته بشكل غريبة، واستطاعوا أن يبتعدوا عنه بسرعة وبالتالي لم يتعرضوا لإصابات خطيرة.

ونصح خبير التكنولوجيا الأشخاص بعدة إرشادات ومنها في حالة ارتفاع درجات حرارة الهاتف بشكل مفرط يجب الابتعاد عنه ومحاولة غلقه، وإذا كانت بطاريته قابلة للإزالة فيجب إزالتها، وكذلك عد شحن الهاتف بطريقة عشوائية أو تركه على الشاحن لفترة طويلة، وفي حالة ملاحظة أي تغير في حجم الهاتف وتحديدا البطارية وأنها تنتفخ فيجب الرجوع إلى متخصص، لتوضيح السبب وعدم شحنه في هذه الحالة.

وشدد على ضرورة الحفاظ على آليات الأمان المعروفة مثل عدم فتح أي روابط مجهولة المصدر، ووضع برامج حماية للهاتف وعدم تحميل أو دخول تطبيقات غير معروفة، وعدم منحها الإذن للوصول إلى أي من معلومات الجهاز، مضيفا أن الأجهزة الأمريكية كلها مخترقة في الغالب بالتصميم، ونظام الـGSM به خاصية أن كل المكالمات تترك معلوماتها في مركز موحد، يعتقد وجوده في إسرائيل، لكن الصين لا تلتزم به في كثير من منتجاتها خاصة للاستهلاك المحلي هناك.

ولفت إلى أن إمكانية اختراق أي جهاز تجعل من السهل تخريبه، من خلال التحكم فيه سواء بنظام الهاتف أو البطارية وبالتالي قد يتصل الأمر حتى الانفجار، عن طريق رفع درجة حرارة البطارية، أو عمل عملية عكسية لاتصال البطارية بين قطبيها، وبالتالي ترتفع درجة حرارتها وتتفاعل كيميائيا داخل الجهاز، وهو ما قد يؤدي لانفجارها بشكل مباشر.

 

هجوم البيجر في لبنان

ووفقا لما أعلنه وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية، الدكتور فراس الأبيض، فإن حصيلة هجوم الخرق الأمني والتقني الذي قامت به إسرائيل بعد ظهر أمس، ارتفع ليصل إلى 12 قتيلا، من بينهم طفلين، هما فتاة عمرها 8 سنوات وفتى عمره 11 عاما، أما عدد الجرحى يراوح بين 2750 و2800 شخص، من بين الجرحى 750 في الجنوب، 150 في البقاع، 1850 في مناطق بيروت والضاحية، من أعمار مختلفة، و10% من الجرحى أقل من ثلاثمئة (300) بحالة حرجة جدا وجزء كبير منهم في العناية المركزة بسبب الإصابة في الوجه وتأثير ذلك على التنفس وحاجتهم إلى التنفس الإصطناعي ومعاناة عدد منهم من نزيف في الدماغ.

وأوضح أن نحو 1800 جريح أي نحو ثلثي الجرحى احتاجوا الدخول إلى المستشفى، من بينهم (460) مصابا احتاجوا لعمليات إما بالعيون أو الوجه أو الأطراف ولا سيما اليد حيث أجريت عمليات متعددة لبتر اليد أو الأصابع، مشيرا إلى أن نحو مئة مستشفى شاركت في استقبال المرضى، ونقلت 1184 سيارة إسعاف 1817 جريحًا وعملت كافة بنوك الدم، حيث أمن الصليب الأحمر وحده حوالى 200 وحدة دم".