السبت 19 اكتوبر 2024

مسار المفاوضات يزداد تعقيدًا.. مصادر تستبعد الوصول إلى تهدئة قريبًا في غزة

الحرب على غزة

تحقيقات21-9-2024 | 02:09

محمود غانم

يحوم الكثير من الشكوك حول إمكانية التوصل إلى التهدئة في قطاع غزة، في ظل التواتر المتصاعد بين تل أبيب من جهة، وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، وذلك على خلفية إقدام الأولى على تفجير أجهزة الإتصال اللاسلكية في أيدى من يحملونها، هذا بالإضافة إلى اغتيال القيادي البارز في صفوفه إبراهيم عقيل.

وبطبيعة الحال، يقول حزب الله اللبناني، إنه مستمر في مؤوازة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي الذي شارف عامه الثاني، مخلفًا عشرات آلاف الشهداء والجرحى، فضلًا عن دمار واسع في البنى التحتية.

ورغم تأكيد حركة حماس مرارًا أنها لا تريد مقترحات جديدة وأنها تلتزم بما تم التوافق عليها في الـ2 يوليو الماضي، بناء على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي، قدمت تل أبيب إلى واشنطن مقترحًا جديدًا لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، في ظل توقعات تستبعد إبرام إتفاق في الوقت الحالي.

مقترح إسرائيلي

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن إسرائيل قدمت إلى الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا للتوصل إلى اتفاق ينص على إطلاق سراح جميع المختطفين بدفعة واحدة، موضحة أن المقترح يشمل تأمين الخروج الآمن لزعيم حماس يحيى السنوار، وكل من يريد الخروج معه من قطاع غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ونزع سلاح القطاع وتطبيق آلية إدارة للقطاع وإنهاء الحرب، وفق قولها.

وكشفت الهيئة أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش، التقى بعائلات المختطفين وأبلغهم بالمقترح الجديد، موضحًا أنه قدم الخطوط العريضة منه خلال اجتماعاته الأسبوع الماضي مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، بحسب ما أوردته عنه الهيئة العبرية، التي اختتمت بالقول عن مصادر:"إن المقترح سمي صفقة الخروج الآمن".

لكن المقترح لم يلق وزنًا حتى في تل أبيب، حيث قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة:"هيرش مرة أخرى القيام بعملية تلاعب ساخرة ورخيصة وخاسرة على حساب المختطفين وعائلاتهم وشعب إسرائيل".

واعتبرت العائلات أن المقترح مجرد احتيال هدفه إفشال المبادرة الأمريكية الجديدة لإطلاق سراح المختطفين ووقف الحرب في غزة، متابعة:"بينما تتخلى الحكومة الإسرائيلية 101 مختطف في أنفاق الموت التابعة لحماس، يعمل هيرش من وراء ظهر فريق التفاوض لإحباط مبادرة دولية لإعادة جميع المختطفين إلى وطنهم".

 

 التهدئة مستبعده

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية من جهتها نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى، القول:"بأن موافقة إسرائيل وحماس على وقف النار واتفاق إطلاق الأسرى قبل نهاية ولاية بايدن أمر غير متوقع"، موضحين أن نسبة السجناء الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاقهم لإعادة الأسرى الإسرائيليين نقطة شائكة رئيسية.

المصادر أكدت للصحيفة، أن الهجوم الذي استمر يومين على حزب الله بتفجير أجهزة الإتصال اللاسلكية، وما أعقبه من ضربات جوية إسرائيلية جعل إمكانية نشوب حرب شاملة أكثر احتمالًا، مما يعقد الجهود الدبلوماسية مع حركة حماس.

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بدعم أمريكي مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، لكنها لم تسفر عن نتائج تذكر، جراء عدم تجاوب تل أبيب مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ويتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمجموعة من الشروط التي ترفضها حركة حماس، ولم يقبل بها الوسطاء، واعتبرها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، في وقت سابق، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

ويُشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، خلفت ما يزيد عن 136 ألفًا بين شهيدًا وجريح، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.