قالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية إن اجتماع التحالف الرباعي "كواد" الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان يتم متابعته ومراقبة نتائجه عن كثب لمعرفة إلى أي مدى تعتزم الدول الأربع التصدي للصين التي تعزز قوتها العسكرية.
وأشارت الصحيفة في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم الأحد، إلى أنه على الرغم من عدم إشارة زعماء الدول الأربع في بيانهم إلى الصين بشكل مباشر حتى في تعبيرهم عن قلقهم إزاء التوترات في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، إلا أنهم أعلنوا توسيع عملياتهم الأمنية البحرية المشتركة في المحيط الهندي وتكامل خفر السواحل بشكل أوثق في جميع أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كما أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في تصريحات أمام زعماء "كواد" كان من المفترض أن تكون سرية ولكنه نسي الميكروفون مفتوحا "تواصل الصين التصرف بعدوانية وتختبرنا في جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف بايدن "نعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينج يتطلع إلى التركيز على التحديات الاقتصادية المحلية والحد من الاضطرابات في الصين، كما يتطلع إلى شراء بعض المساحة الدبلوماسية لنفسه للسعي بقوة لتحقيق مصالح الصين".
وتابع الرئيس الأمريكي بقوله "تواصل الصين التصرف بعدوانية وتختبرنا في جميع أنحاء المنطقة على عدة جبهات من بينها القضايا الاقتصادية والتكنولوجية، وفي الوقت نفسه نعتقد أن المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مكثفة".
وقد ركزت تصريحات التحالف لوسائل الإعلام على مجموعة واسعة من الجهود التعاونية لضمان منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، وتمتد منطقة المحيط الهندي من الساحل الشرقي لأفريقيا إلى مضيق ملقا والساحل الغربي لأستراليا وتضم أكثر من 35 دولة ونحو ثلاثة مليارات شخص، وهي بمثابة ممر اقتصادي حيوي للتجارة العالمية، وتشمل ممراتها مضيق هرمز ومضيق باب المندب ومضيق ملقا وقناة موزمبيق.
وأشار بيان التحالف إلى توسيع شراكة الوعي البحري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وهي مبادرة أطلقتها مجموعة الرباعية (كواد) في عام 2022، والتي تتيح للأعضاء تبادل بيانات الأقمار الصناعية وغيرها من البيانات بينهم وبين دول جنوب شرق آسيا ودول جزر المحيط الهادئ والمحيط الهندي.
وقال الباحث البارز في معهد الدراسات الصينية الأمريكية في واشنطن سوراب جوبتا "كانت الهند في الماضي تمتلك القدرة على التحكم في جيرانها، لكنها تعلم الآن أنها لا تملك القدرة بمفردها على إبعاد الصين، لذلك بدأت تشرك الدول أعضاء التحالف الرباعي في جنوب آسيا، والآن تشارك أيضا في جلبهم إلى المناطق البحرية في جنوب آسيا".
ولكبح جماح نفوذ الصين المتزايد في المنطقة حافظت الهند على وجود بحري مستمر في المحيط الهندي على مدى السنوات الخمس الماضية، وفي عام 2022 ارتفعت ميزانية الهند البحرية بنسبة 45 بالمائة لدعم الاستحواذ على منصات ومعدات جديدة.
ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن التحالف الرباعي لا يستهدف أي دولة، وقال "نحن نجتمع في وقت يحيط فيه العالم بالصراعات والتوترات، وفي مثل هذا الوقت من المهم للبشرية جمعاء أن تتحرك إلى الأمام على أساس القيم الديمقراطية المشتركة، نحن لسنا ضد أحد".
وأضاف: "نحن جميعا ندعم النظام الدولي القائم على القواعد واحترام السيادة والسلامة الإقليمية والحل السلمي لجميع النزاعات، إن منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والشاملة والمزدهرة هي أولويتنا المشتركة والتزامنا المشترك".
وعندما أعلنت قمة (كواد) أن سفن خفر السواحل الأمريكية ستجلب نظراء من أستراليا والهند واليابان على متنها، وهي أول مهمة مراقبة بحرية للرباعية على الإطلاق ستبدأ في عام 2025 لتحسين التوافق وتعزيز السلامة البحرية، والاستمرار في المزيد من المهام في السنوات القادمة عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أُثيرت تساؤلات عن المخاوف من أن بكين قد تنظر إلى مثل هذه الخطوة على أنها "علم أحمر"، إلا أن إدارة بايدن أكدت أن "هذا القرار يتوافق مع الأهداف المعلنة منذ فترة طويلة للتحالف الرباعي، والتي تركز على تعزيز السلام والاستقرار واستمرارية القانون الدولي في المنطقة".