السبت 28 سبتمبر 2024

الجلسة الخامسة بمؤتمر الأهرام تطرح أفكارا لتطوير التعليم الصيدلي وربطه بسوق العمل

مؤتمر الأهرام للدواء

أخبار28-9-2024 | 19:12

دار الهلال

طرح المشاركون بالجلسة الخامسة من مؤتمر الأهرام للدواء في دورته الرابعة تحت عنوان «تطوير التعليم الصيدلي لمواكبة العصر واحتياجات الصناعات الحديثة» والتي عقدت اليوم السبت، مجموعة من الأفكار الخاصة بتطوير التعليم الصيدلي وربطه بسوق العمل.

وفي مستهل الجلسة أكد الدكتور أيمن الخطيب نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، ومدير الجلسة، أن الصيدلة في مصر بخير، وأن أعضاء هيئة التدريس في كليات الصيدلة المصرية بخير والدليل على ذلك تصنيف الجامعات الذي يدعو للفخر.

من جانبها، أكدت الدكتورة أميرة عبدالمتعال عميد كلية الصيدلة بجامعة الجلالة ضرورة تطوير التعليم الصيدلي في مصر لمواكبة تغيرات سوق العمل، في ظل التطورات الحديثة.. وقالت إن لدينا في مصر 23 كلية صيدلة حكومي و26 كلية بجامعات خاصة حدث بهم تطور كبير خلال العشر سنوات الماضية ولكن جميع هذه الكليات تطرح برنامجين لدراسة الصيدلة.

وأضافت إنه على أرض الواقع نجد أن السوق بحاجة لتطوير أكبر مثل وجود عناصر تميز كل برنامج لدراسة الصيدلة من خلال إضافة مهارات للطلاب في مجالات التسويق وريادة الأعمال والقانون وحتى الإعلام، لافتة إلى أن لجنة القطاع الصيدلي عملت على تنفيذ هذا المبدأ.

وطرحت "عبدالمتعال" عدة نماذج منفذة بالفعل في الجامعات الغربية الحاصلة على تصنيف عال بين كليات الصيدلة على مستوى العالم والتي تتيح لطلابها برامج إضافية للدراسة مع برنامج دراسة الصيدلة فارما دي في مجالات مثل البيزنس أو الذكاء الاصطناعي وإدارة الأعمال.

ولفتت إلى أن سنغافورة - وهي دولة متقدمة في صناعة الدواء - قد طورت برامجها لتتيح دراسة الصيدلة كبرنامج إضافي لطلاب تخصصات فرعية أخرى مثل الحقوق والتجارة وغيرها؛ بالإضافة إلى التعليم التداخلي الذي يجمع طالب صيدلة والطب والتمريض لدراسة الحالات، مشيرة إلى أنه يمكن الاطلاع على جميع هذه النماذج لتطوير برامجنا وفقا لاحتياجاتنا.

ونوهت عميد كلية الصيدلة بجامعة الجلالة إلى ضرورة التعاون مع قطاع الصناعة ليس فقط من أجل الأبحاث، ولكن أيضاً من خلال إشراكهم في عملية التدريس، موضحة أن هذا ما تطبقه جامعة الجلالة هذا العام من خلال مشاركة 8 من رواد صناعة الدواء في التدريس لطلاب كلية الصيدلة.

بدوره، اتفق الدكتور ماهر الدمياطي رئيس القطاع الصيدلي في المجلس الأعلى للجامعات، - في كلمته - مع ما سبق، قائلاً إن أهم ملامح نظام التعليم الصيدلي حاليا هي التدريب المتخصص، مشيرا إلى أن مناهج كليات الصيدلية حاليا تشمل البيو تكنولوجي والنانو تكنولوجي والدراسات الإكلينيكية وغيرها من المقررات والدورات التدريبية التي تؤهله لسوق العمل متمكنا ومدربا، بل ومؤهلاً للدخول في تخصصات أخرى.

وعن أسباب تأخر الربط بين الصناعة والدراسة بالشكل المأمول، أفاد رئيس القطاع الصيدلي في المجلس الأعلى للجامعات بأن أهمها هو اختلاف الأولويات بين الدراسة والبحث عن التطبيق والأرباح، كذلك ضعف الدعم المخصص للبحث العلمي وعدم التنسيق بين الشركات والمصانع والكليات وضعف الاتصال بين المصانع والجهات الأكاديمية.

وأشار إلى أن الفرص المتاحة أمام تطوير هذا الملف تتمثل في أفكار عديدة منها هي تدريب الطلبة لمدة 9 أشهر في مصانع الأدوية، وأيضاً مشاركة المصانع في إرسال البعثات إلى الخارج وتمويلها من أجل دفع الجهود البحثية ومشاركة رواد السوق الطبية في وضع للمحتوى العلمي بما يواكب احتياجات الصناعة وتطورها السريع.

كما طرح أيضا ضرورة التركيز على الشراكة بين رواد الصناعة الدوائية والجامعات بما يفيد الطرفين، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة وإنشاء مكاتب نقل التكنولوجيا في الجامعات والحاضنات التكنولوجية والمراكز البحثية والتركيز على البحث التطبيقي وتطوير أشكال صيدلية جديدة واستخدامات الدواء المختلفة، وطرق التعاطي المختلفة للأدوية وحل مشكلات التصنيع والدراسات السريرية وتطوير المناهج برامج للتدريب والتبادل في المصانع والجامعات وإنشاء منصات رقمية وقنوات اتصال والنظر بعين الاعتبار للمعايير الأخلاقية في صناعات الأدوية. 

وتحدث الدكتور علي عامر مدير القطاع الطبي لدول شمال إفريقيا بشركة ابفى، عن احتياجات الصناعة في سوق العمل وربطها بالدراسة الأكاديمية قائلا: إن القطاع الصناعي، وفي ظل التطورات الكبيرة في صناعة الدواء يبحث عند تعيين الخريجين عن توافر عدة محاور أساسية تتضمن الإلمام بالمجالات المتقدمة في هذا القطاع وخاصة مع زيادة دور الذكاء الاصطناعي المستخدم في زيادة سرعة إنتاج الأدوية واختبارها وكذلك مفهوم توفير الدواء للمريض بصورة مواجهة وأيضاً التطوير في التجارب الدوائية والعلاج الإكلينيكيّ الجيد والتجارب الافتراضية.

كما تتضمن الاحتياجات المتقدمة في صناعة الدواء والصيدلة محور التكامل بين الصحة الرقمية و«الطب الاتصالي» وكذلك مهارات لتسويق ومفهوم التكنولوجيا الصحية الصيدلة.

وقالت الدكتورة رشا زيادة مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية لشؤون التطوير الفني وتنمية القدرات - في كلمتها - إن بناء القدرات هو استراتيجية تبنتها هيئة الدواء منذ إنشائها ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركز التعليم المستمر في القطاع الصيدلي، والذي قدم خدماته لكل من يعمل في شركات الأدوية وكليات الصيدلة، وخلال سنوات عمله تطور ليقدم خدمات التدريب الدولية.

وأضافت إنه على مدار ثلاث سنوات قدمنا 35 ألف تدريب للشركات، ومن هنا فكرنا في تقديم التدريب للطلاب وجاءت فكرة إضافة سنة التدريب الامتياز لطلاب الصيدلة وهو ما يضيف تأثير إيجابي على الشركات وعلى الطالب الذي كان يخرج لسوق العمل بدون علم بكافة اتجاهات العمل في قطاع الدواء الموجودة بالفعل في السوق.

وتابعت أن القطاع الخاص تعاون بشكل جاد جدا إذ وفر فرصة لتدريب 9000 طالب في الشركات وتعاون أكثر من 130 مصنعا استقبلوا أكثر من 7000 طالب اختاروا عامهم التدريبي في المصانع وهذا يحدث لأول مرة وبدعم كبير من هيئة الدواء وغرفة صناعة الدواء.

وأكدت أن الطالب سيحصل على تدريبات عبر منهجية تتيح له الحصول على كافة المعلومات العملية وأيضا لا ترهق المصانع المتعاونة مع البرنامج ولتستفيد الشركات أيضا من وجود خريج في سوق العمل جاهز للعمل مباشرة بعد التخرج.
وتحدثت كذلك عن برنامج «دراج تور» والذي يختبر خلاله الطالب رحلة الدواء منذ بداية التصنيع ثم كل مراحله حتى الإنتاج، وننتظر أن ينعكس البرنامج بصورة إيجابية على السوق والقطاع والطالب في المقام الأول.